البابا يزور مجمع الكنائس الشرقية بروما

البابا يزور مجمع الكنائس الشرقية بروما

عن إذاعة الفاتيكان –

 قام البابا بندكتوس الـ16 ظهر اليوم السبت بزيارة رسمية إلى مجمع الكنائس الشرقية حيث اجتمع إلى رئيسه الكاردينال مار اغناطيوس موسى الأول داوود وأمين السر المطران أنطونيو ماريا فيليو ثم توجه للصلاة بضع دقائق في كابلة المخلّص ليلتقي فيم بعد كل العاملين في المجمع ووجه كلمة إليهم

استهل البابا كلمته متذكراً إنشاء المجمع المقدس للكنيسة الشرقية على يد سلفه السعيد الذكر البابا بندكتس الخامس عشر، لتسعين سنة خلت، وقال إنه يرفع الصلاة إلى الله ويوجه نداءا إلى جميع المسؤوليين كيما يتمكن المؤمنون من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية أكان في الشرق أم في الغرب. كما سأل البابا الله أن يمنح هبة السلام للأرض المقدسة والعراق ولبنان، وجميع المناطق الأخرى التي يعاني سكانها من دوامة العنف، وقال إنه يصلي كيما تبقي الكنائس وتلاميذ المسيح في الأراضي حيث شاءت لها العناية الإلهية أن تولد وتنمو.

بعدها تحدث البابا عن ارتباط أبناء الكنائس الشرقية بكرسي بطرس، وتذكر زيارته الرسولية إلى تركيا، حيث "عانق" الجماعة الكاثوليكية المحلية، وقال إن هذه الزيارة اتخذت قيمة هامة نظراً لبعدها المسكوني وللدفع الذي أعطته للحوار بين الأديان. ثم أكد الأب الأقدس على قربه من أبناء الكنائس الشرقية الذين يدفعون دماءهم ثمناً لإيمانهم وأمانتهم ليسوع المسيح وكنيسته. وأعرب البابا عن تقديره الكبير للخدمة السخية التي يقدمها مجمع الكنائس الشرقية للكنيسة الجامعة، داعياً إلى إعطاء أولوية مطلقة للتنشئة المسيحية وللنشاطات الراعوية كافة، كيما تنمو دعوات جديدة في الحياة الكهنوتية والمكرسة. وفي الختام حيا البابا جميع العاملين في المجمع ثم منحهم ـ ومن خلالهم جميع الكنائس الشرقية ـ فيض بركاته الرسولية.

تأتي الزيارة في اليوم الذي تحتفل فيه الكنسية الرومانية بعيد القديس أفرام المولود في نُصيبين عام 306 والمتوفي عام 373. اشتهر هذا القديس بغزارة مؤلفاته الكتابية والروحية وأناشيده باللغة السريانية الآرامية التي أغنت الكنائس الشرقية برمتها ويعتبر بحق الشاعرَ الأبرز في تاريخ آباء الكنيسة الإنطاكية الذي نظم أجمل المدائح للسيدة العذراء وأروعها.

ومن الجدير بالذكر أن أحد أبناء كنيسة الأقباط الكاثوليك يعمل بمجمع الكنائس الشرقية وهو الأب خالد بشاي

 كلمة المونسنيور ساندري، الرئيس الجديد لمجمع الكنائس الشرقية

حاضرة الفاتيكان، 10 يونيو 2007 zenit.org

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها المونسنيور ليوناردو ساندري، بمناسبة تعيينه رئيساً لمجمع الكنائس الشرقية

أعبر الى الأب الأقدس عن شكري العميق لإيكالي مجمع الكنائس الشرقية. وقد شاءت العناية الإلهية أن يتزامن تعييني مع الذكرى التسعين لتأسيس المجمع، بمبادرة من البابا بندكتس الخامس عشر.

خلال قيامي بمهمة القائم بالشؤون العامة لأمانة سر الدولة، تعاونت عن قرب مع بندكتس السادس عشر خلال سنتين وشهرين تقريباً من حبريته، وهي فترة لن أنساها. والآن أستمر في هذا التعاون، في مجمع الكنائس الشرقية، الذي يعرفه البابا ويحبه.

إنني أعي بأنه قد أوكل إلي "الكنز" الكبير للصلاة الليتورجية، للتقليد الروحي، للحياة الرهبانية، لحياة القديسين، ولتعاليم آباء ومعلمي كنيسة الشرق. "كنز" نتمنى أن يستمرّ البحث عنه اليوم أيضاً، وأن يُتعمّق به، ليقدم الى الكنيسة الجامعة وعالم اليوم غنى عقيدة وروحانية التقليد الشرقي.

أحيي البطاركة ورؤساء الأساقفة، الأساقفة، الكهنة والشمامسة، الرهبان والراهبات، الرجال والنساء في الكنيسة الشرقية. أفكر خاصة بالذين يتألمون في الأراضي المقدسة، في العراق، في لبنان ومناطق أخرى بسبب الحرب وأعمال العنف والخوف من المستقبل. أفكر بالمجبرين على ترك وطنهم وكل ما لديهم. أتوجه من الجميع بتحية قلبية في الرب، وأضع أمام الجميع منذ هذه اللحظة استعدادي التام للمساعدة.

وبينما أجدد تعبيري عن أمانتي التامة لتوجيهات خليفة بطرس ونائب المسيح، أستعد لهذه الخدمة بتواضع واحترام عميق وتقدير للكنائس الشرقية، وكلي رجاء بأن أرى يوماً صلاة يسوع من أجل وحدة جميع المسيحيين، تتحقق. وأنا أتوق لنصائح صاحب الغبطة الكاردينال إغناطيوس موسى الأول داود، الذي أحيي بعاطفة كبيرة، وتعاوُن المونسنيور أنطونيو فيليو وجميع العاملين في هذا المجمع.

ووفقاً لإرادة الأب الأقدس، سأستمر في مهمتي كقائم بالشؤون العامة لأمانة سر الدولة، حتى بداية يوليو، ليتثنى لي أن أشكر من جديد صاحب النيافة الكاردينال ترشيسيو برتوني، أمين سر الدولة، وجميع العاملين في أمانة السر.

فلتشفع لنا مريم الكلية القداسة، "سيدة الشرق" ووالدة النور الذي لا يغرب.

 

المطران ليوناردو ساندري

الفاتيكان، 9 يونيو 2007