لقاء من أجل المصالحة الكاثوليكية الأرثوذوكسية

 

ZENIT.org

أمست الكنيسة الأرثوذوكسية في قبرص جسر حوار من اجل وحدة المسيحيين ، وخاصة بين الكرسي الرسولي والبطريركية الأرثوذوكسية في موسكو.

 

هذه هي الخلاصة التي يمكننا استنتاجها إثر ختام زيارة كريزوستموس الثاني، رئيس أساقفة يوستنيانا وسائر قبرص الذي كان قد التقى قداسة البابا السبت الماضي.

وقد ولد سيادته في سنة 1941 ، وسيم أسقفا في 5 نوفمبر 2006. وتجدر الاشارة بان البابا قد ارسل ممثلا عنه لحضور حفلة تكريسه كرئيس لاساقفة قبرص.

وقد دعا قداسة البابا يوم السبت الى مائدة الغذاء ضيفه المكرّم وممثلين آخرين عن هذه الكنيسة التي تعود جذورها لزمن الرسل( القديس بولس وبرنابا مرا بهذه الجزيرة في العام 46).

إثر لقائه هذا مع البابا ومعاونيه ، ينتقل كريزوستموس الى موسكو ليعلم البطريرك أليكسي الثاني بطريرك موسكو وكامل روسيا بخطوات التعاون بين الكنيسة الأرثوذوكسية والكاثوليكية، وليبحث معه امكانية لقاء البطريرك ألكسيوس مع البابا.

وقد سأله الصحفيون اللذين التقاهم نهار الاثنين وتناول معهم الغذاء: " أين يمكن ان يتم هذا اللقاء؟
فأجابهم: " لا نعرف اين يمكن ان يكون ذلك اسهل. روما؟ موسكو ؟ قد تكون قبرص الحل".

كما قد وقّع بندكتوس السادس عشر و كريزوستموس الثاني السبت الماضي، وثيقة مشتركة أوضحا فيها: " انه في زمن نمو العولمة والنسبية. إن الكاثوليك والأرثوذكس في اوروبا مدعوون لتقديم شهادة مشتركة جديدة حول القيم الأخلاقية النابعة من ايمانهم بيسوع المسيح الرب والمخلص".

تشجع الوثيقة بشكل خاص التعاون بين الأرثوذكس والكاثوليك حول المسائل المتعلقة بالبيوأخلاقيات.

"في الواقع هناك خطر أن تكون بعض التقنيات المطبقة في علم الجينات ، مستخدمة من أجل حاجات مشروعة، أن يؤدي استعمالها للمس بكرامة الانسان، المخلوق على صورة الله".

تطلب الوثيقة عدم نسيان " الإخوة القاطنين في الدول المصابة بالفقر، وبالمجاعة والأمراض"

وتشاطر قداسة البابا ورئيس الأساقفة " القلق حول خطر التسلح المدمر".

استنكرت الوثيقة "للمشاكل الدراماتيكية اليومية" المفتعلة منذ أكثر من ثلاثين عاما، يوم عزلت جزيرة قبرص بسبب الاحتلال التركي لها، صيف 1974 ( والتي لا زالت تركيا تحتفظ لغاية اليوم بـ 43000 ألف جندي على أرضها)، وقد ذكرا السلام في الشرق الأوسط ، المنطقة الجغرافية التي تشكل الجزيرة جزءً منها.

وقال كريستموس عن البابا: " نحن مقتنعين بأنه يريد وحدة الكنائس. واذا كنا مطلعين على تفاصيل المشاكل اللاهوتية، كما يحسن قداسته، لأصبح ايجاد الحلول أسهل".

وقد وجد رئيس الأساقفة الأرثوذوكسي بأية حال أن ألف عام من الشقاق ومن الإختلاف لا يمكن تجاوزها بيوم واحد.

وقد استنتج انه في الأربعين سنة الأخيرة، " شرعنا بحوار محبة، واما اليوم فننتقل الى حوار لاهوتي، الذي هو حوار الحقيقة. " ليس من السهل حل المشاكل. نحن بحاجة الى الوقت " كما اعترف" غير أن الحوار هو خطوة نحو الأمام ، هكذا يمكننا أن نتقدم لنحقق وصية المسيح بالوحدة. كل مرة نلتقي فيها، نحقق خطوة الى الأمام"

وقد أشار رئيس الأساقفة للصحافين بالحديث عن لقائه مع بندكتس السادس عشر:" أن البابا قد أعلن عن رغبته بزيارة قبرص خلال زيارته المقبلة الى الأراضي المقدسة، التي لم يحدد موعدها لغاية الآن".

وعلق قائلاً: "ستشكل هذه الزيارة بركة كبيرة لقبرص ".

اللقاء الكبير المرتقب حول الوحدة بين الأورثذوكس والكاثوليك سيتم مع اجتماع اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي المتوقع انعقاده في رافينا في شهر أوكتوبر.

هذا وقد تحدثت بعض وسائل الإعلام عن امكانية لقاء قريب بين البابا والبطريرك المسكوني في القسطنطينية برثلماوس الأول

وقد اعترف رئيس الأساقفة أن البطريرك المسكوني لا يتمتع بنفس الدور الذي يتمتع به البابا في الكنيسة الكاثوليكية.

"لا يمكننا انكار ان البطريرك يمثل الاورثوذوكسية ولكن في الوقت عينه يحترم رأي كافة الكنائس الأورثوذكسية وهي بدورها تعترف له بدور تنسيقي لأنه يتمتع بأولوية شرفية."