نداء بندكتس السادس عشر لاستقبال اللاجئين

 

 

اليوم العالمي للاجئين

روما، 21 يونيو 2007 (ZENIT.org)

أطلق البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء الفائت نداءً من أجل استقبال اللاجئين.
ففي ختام المقابلة العامة في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، ذكّر البابا أنه في العشرين من يونيو من كل سنة يُحتَفل باليوم العالمي للاجئين "بناء على دعوة الأمم المتحدة، لكي لا يتوانى الرأي العام يوماً عن الإهتمام بمن يضطرون إلى مغادرة بلادهم هرباً من مخاطر حقيقية تهدد حياتهم".
وأضاف قائلاً: " إن استقبال اللاجئين وتقديم الضيافة لهم هو من واجب الجميع وبادرة تضامن إنساني، لكي لا يشعروا بعد الآن بالعزلة بسبب غياب التسامح واللامبالاة".
"وبالنسبة إلى المسيحيين، تشكل هذه البادرة طريقة حسيّة للتعبير عن المحبة الإنجيلية".
وتوجه البابا إلى المسؤولين في المجتمع الدولي بهذه الكلمات: "آمل من أعماق قلبي أن يؤمَّن لإخوتنا وأخواتنا الذين أضناهم الألم والعذاب الملجأ والإعتراف بحقوقهم، وأنا أدعو المسؤولين في الأمم جمعاء إلى تقديم الحماية لكل من يتواجدون في أوضاع حرجة".

الكنيسة تطالب بمرافقة واحترام كرامة المهاجرين والمشردين.

أكد على ذلك المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمشردين.

 يستحق المشردون – أي اشخاص عديدون لا يحملون اسماً او هوية- بأن يحظوا مثل غيرهم من الناس، بالاحترام لكرامتهم مهما كانت حالتهم المعنوية و الانسانية. هذا ما أكده المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمشردين.

وأصدر رئيس المجلس الكاردينال مارتينو و امين سر المجلس المطران ماركيتو وثيقة تنص على " توجيهات لرعوية الطرقات"، بهدف إعطاء دفعة للاهتمام الراعوي بالمشردين ضمن الإطار العام براعوية التنقل البشري.

ومما جاء في التوجيهات: " من المهم معرفة أن العيش على الطرقات ليس دائما وليدة مجرد اختيار كما يعتقد البعض؛ لكنه نمط من حياة قاسية وخطرة، محفوفة بالصراع اليومي؛ ان المشردين بعيشون بحالة هشة، لانهم دائما بحاجة لغيرهم لكي يؤمّنوا حاجاتهم الاولية، وهم دائما عرضة للاهانات والبرد والرفض".

واثناء تقديم الوثيقة ذكّر المطران ماركيتو بأن :" المشردين يمثلون وجهاً من أوجه الفقر العديدة المنتشرة في عالمنا اليوم، وهم مضطرون للعيش على الطرقات لافتقادهم سقفاً يأويهم، ومنهم من الأجانب الذين لا مأوى لهم، مع العلم بأنهم يعملون. هذا غضافة الى بعض الشبان الذين يختارون هذا النمط من الحياة. بشكل عام يتعاطى الناس مع هؤلاء المشردين بحذر وعدم ثقة، وان واقع عدم امتلاك منزل يعتبر بمثابة بداية لفقدان الحقوق".

كما ذكّر سيادته : " ان العديد من الاشخاص لا يحملون اسماً أو هوية، لا يقدرون على الدفاع عن انفسهم، ويعجزون عن ايجاد الامكانيات اللازمة من اجل مستقبل أفضل، ومع ذلك فهم بكل الاحوال اشخاص لديهم كرامتهم البشرية ويجب احترامها.

ولخص سيادته بعض نقاط الوثيقة التي تدور حول دعوة الكنيسة للمؤمنين كيما يرافقوا ويستقبلوا هؤلاء المشردين وان لا يعرضوهم للتهميش والعزل. ومع العلم ان هنالك العديد من الرعايا و المؤسسات التي تعنى بالمشردين، ولكن يبقى هناك العديد من المشردين بحاجة للدعم والمساعدة.

كما تذكّر الوثيقة:" تثني التوجيهات على العديد من الذين يذهبون للقاء اخوتهم واخواتهم المعوزين، وهذا لقاء" يخلق شبكة من الصداقة والدعم، ويفسح المجال امام مبادرات من التضامن المعطاء. لقد اسس هؤلاء ايضا مراكز استقبال" تقدم العديد من المساعدات لـ" من لا مأوى لهم" : فيوفرون لهم مثلا المعلومات والاستشارات، ويعملون على توزيع الأطعمة والملبوسات، مع امكانية تأمين اماكن للنظافة الشخصية والعناية الطبية الجوالة".

وتوجه التوجيهات الانظار نحو المشردين "الذين غالبا ما يحرمون من امكانية استعمال الخدمات العامة لأنه، – وبسبب أوضاعهم – لم يعد لديهم سند اقامة لدى السلطات المدنية، ولم يعد لديهم وثائق ثبوتية". وهذه الحالة من الموت الوثائقي " يجب ان تحارب عن طريق البحث مع السلطات المعنية" عن ايجاد مقام " لهؤلاء الأشخاص، مثلا بالقرب من جماعة أو مركز استقبال"

وأوضح المونسنيور ماركيتو أننا نعبر عن انتباهنا لكرامة الآخر من خلال طريقة استقبالنا له، وخدمته.

هذا وينظم المجلس الحبري لرعاية المهاجرين والمشردين، اللقاء العالمي لرعاية المشردين، في نوفمبر المقبل.

وقد ختم سيادته بالقول ان المجلس يبغي من هذه التوجيهات العمل على تفعيل وتنشيط عمل المؤسسات الكنسية والرعايا في خدمة ومساعدة وحضن المشردين.