أزمة الحداثة تتمثل بنفي الله، بحسب بندكتس السادس عشر، في خطابه إلى عمداء وأساتذة الجامعات الاوروبية

 

الفاتيكان، 26 يونيو 2007 (ZENIT.org).

اعتبر البابا بندكتس السادس عشر أن نفي الله من حياة البشر هو مصدر أزمة الحداثة. وشرح البابا أن المفارقة تقوم على أن نفي الله لا يجعل الإنسان أكثر وعيًا لكرامته، ولا يساعده في الانفتاح على الآخرين.

وقد عرض البابا هذه الأفكار خلال حديثه إلى خطابه إلى عمداء وأساتذة الجامعات الاوروبية نهار السبت المنصرم في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، بمناسبة مرور 50 عامًا على معاهدة روما.

وقد دعا بندكتس السادس عشر الحاضرين إلى "دراسة متكاملة لأزمة الحداثة".

وأشار البابا إلى أن "الأزمة الحالية، لا ترتبط بتشديد الحداثة على مركزية الإنسان وعلى مشاكله واهتماماته، بقدر ما تتصل بالقضايا التي أطلقتها "النهضة الإنسانية" التي أرادت أن تبني "ملكوت البشر" متغاضية عن ركيزته الماورائية الضرورية".
"إن الفصل الخاطئ بين الإيمان بالله والنهضة الإنسانية الأصيلة، الذي أدى بالنتيجة إلى خلق تناقض وعدم انسجام بين الحق الإلهي والحرية الإنسانية، قد أدى بالبشرية، بالرغم من تقدمها الاقتصادي والتقني، إلى شعور عميق بعدم الأمان".
واستشهد بندكتس السادس عشر بالبابا يوحنا بولس الثاني فتساءل عما إذا كان ممكنًا طرح هذه الفرضية، أي أن يصبح الإنسان إنسانًا أفضل في إطار التطور هذا، أي أن يصبح أكثر نضجًا روحيًا، وأكثر وعيًا لكرامته الإنسانية، وأكثر مسؤولية وأكثر انفتاحًا على الآخرين.

واشار البابا أن "محورية الإنسان التي تميز الحداثة، لا يمكنها أبدًا أن تنأى عن الاعتراف بحقيقة الإنسان الكاملة، التي تتضمن دعوته إلى المطلق".