صلاة التبشير الملائكي: نداء البابا من أجل ضحايا عمليات الاختطاف في كولومبيا

 

 

                    \"\"

 

عن إذاعة الفاتيكان

تحت شمس ساطعة تجمع آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ظهر اليوم الأحد لسماع كلمة البابا بندكتس السادس عشر والصلاة معه. كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة حين أطل الحبر الأعظم من على شرفة مكتبه الخاص فصفق له المؤمنون مطولا وهتفوا اسمه فحياهم وباركهم ثم حدثهم قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: وردنا من كولومبيا نبأ حزين يحكي عن اغتيال أحد عشر نائبا في إقليم فاللي ديل كاوكا بقوا لأكثر من خمس سنوات رهائن في أيدي جيش كولومبيا الثوري. وإني إذ أرفع الصلاة لراحة أنفسهم أقاسم آلام ذويهم والأمة الكولومبية العزيزة التي أحزنها مرة أخرى البغض الأخوي. أجدد ندائي كي تتوقف أعمال الاختطاف وكي يعود إلى أحضان عائلاتهم جميع المخطوفين ضحايا أشكال العنف الأعمى.

أضاف البابا يقول: تدعونا القراءات المقدسة لقداس هذا الأحد إلى التأمل في موضوع ساحر للغاية يمكن تلخيصه على النحو التالي: حرية ومسيرة حياة المسيح. يقول الإنجيلي لوقا:"وحين تمت الأيام ليرتفع أدار وجهه ليمضي إلى? أورشليم". إن تعبير أدار وجهه يعكس حرية المسيح الذي يدرك في الواقع أن الموت على الصليب ينتظره في أورشليم لكن الطاعة لإرادة الآب تحمله على التضحية بذاته بمحبة. وفي الطاعة للآب يحقق يسوع حريته إدراكا منه بأنه خيار ينبع من المحبة. من هو حر أكثر من العلي القدير؟ لكنه لم يعش حريته ليسيطر أو ليتحكم إنما عاشها كخدمة فامتلأت الحرية بالمعاني بدل أن تصبح فارغة. وكحياة الإنسان تستقي الحرية معناها من المحبة. من هو حر أكثر؟ ذاك الذي يحتفظ بكل الإمكانات خوفا من فقدانها؟ أم ذاك الذي ينفق طاقاته في خدمة الآخرين ليجد نفسه مليئا بالمحبة التي قبلها ووهبها؟

يقول الرسول بولس في رسالته إلى الغلاطيين:"أما أنتم، يا أخوتي، فإلى الحرية دعيتم، فلا تكن حريتكم سببا للجسد، بل ليخضع بعضكم لبعض بالمحبة". إن العيش وفقا للجسد، أضاف البابا يقول، يعني اتباع الميول الأنانية للطبيعة البشرية. أما العيش وفقا للروح فيعني السير بالفكر والأعمال وراء محبة الله لتي وهبنا إياها يسوع المسيح. الحرية المسيحية إذا ليست اعتباطية إنها مسيرة المسيح في التضحية بالذات حتى الموت على الصليب. وقد يبدو هذا متضاربا لكن ذروة حريته عاشها الرب على الصليب كذروة المحبة. وعندما صرخوا له في الجلجلة لو كنت ابن الله فانزل عن الصليب أظهر يسوع حريته كابن فبقي على الصليب ليتم إرادة الآب الرحيم.

مضى البابا إلى القول لقد قاسم هذه الخبرة شهود كثيرون للحقيقة: رجال ونساء برهنوا على حريتهم حتى داخل زنزانة سجن وتحت تهديد التعذيب. "الحرية ستجعلكم أحرارا". من عانق الحقيقة لن يكون أبدا عبدا لأي سلطة بل سيكون دائما خادم الآخرين بحرية. فلننظر إلى مريم الكلية القداسة خادمة الله المتواضعة العذراء الممتلئة بالروح والحرية لأنها الحبل بلا دنس خادمة الله والقريب. ولتساعدنا بشفاعتها على السير وراء المسيح للتعرف على الحقيقة وعيش الحرية في المحبة. بعدها وجه البابا تحيات بلغات مختلفة إلى المؤمنين الحاضرين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون. ثم منح الجميع بركته الرسولية.