بيان من الكنيسة الكاثوليكية فى مصر

 
ـــــــــــــــــــــ
الفاتيكان يؤكد الإيمان الكاثوليكى
ولا يُكفِّر ولا يلعن أحداً
 
الأنبا انطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك
ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر
 
    أصدر الفاتيكان وثيقتين ، صدرت الأولى من مجمع تعليم الإيمان ، بتاريخ 29 يوليو 2007 وتم إعلانها يوم 10 يوليو ، وتتضمن بعض نقاط تعليم الكنيسة الكاثوليكية عن الكنيسة ، والثانية قرار يحمل توقيع قداسة البابا بندكتوس 16 ، بتاريخ 7 يوليو 2007 ، ويخص الطقوس فى الكنيسة الغربية ونصدر بشأنهما البيان الأتى :
   
    تأتى الوثيقة الأولى تحت عنوان : " أجوبة على أسئلة تخص التعليم عن الكنيسة " ، تصرح الوثيقة أنها تسير فى خط تعليم الكنيسة الثابت ، ولا سيما مجمع الفاتيكان الثانى ( 1962 ـ 1965 ) والبابوات بولس السادس ويوحنا بولس الثانى ، وتخص بالذكر الوثيقة التى أصدرها مجمع تعليم الإيمان عام 2000 ، وتبدأ بكلمتى " دومينوس ييروس " أى " المسيح الرب " ، وفيها تصحيح لبعض المفاهيم الخاطئة القائمة على النسبية واللامبالاة ، وتتكون الوثيقة الجديدة من مقدمة وجيزة ، يتبعها خمسة اسئلة والأجوبة عليها ، هذا هو موجزها :
 
1.  هل غيَّر مجمع الفاتيكان الثانى التعليم الثابت عن الكنيسة ؟
… كلا ؛ إنما توسع وتعمق فيه ، ووضحه بطريقة مناسبة وهادئة .
2.  ما معنى التأكيد بأن " كنيسة المسيح تقوم فى الكنيسة الكاثوليكية " ؟
…. معناه أن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن أن السيد المسيح أسس " كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية " ، كما نعلن فى قانون الإيمان ، وحسب إيمانها ، فإن الكنيسة الكاثوليكية هى التى تحتوى على كل العناصر التى أقامها المسيح فى كنيسته … وحسب العقيدة الكاثوليكية ، فإن كنيسة المسيح حاضرة وفاعلة أيضاً فى الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى … بفضل ما تحتويه من عناصر التقديس والحق ، التى توجد بصورة كاملة فى الكنيسة الكاثوليكية .
3.  لماذا نقول " تقوم فى " ، ولا نقول فقط " هى " ؟
… للدلالة على التطابق الكامل فى الهوية بين كنيسة المسيح والكنيسة الكاثوليكية .. ولكن الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى تتضمن هى أيضاً عناصر كثيرة للتقديس والحق .. والروح القدس يستخدمها كوسائل للخلاص .
4.  لماذا يعطى مجمع الفاتيكان الثانى اسم " كنيسة " للكنائس الشرقية غير المتحدة مع الكنيسة الكاثوليكية ؟
… استخدم المجمع هذه التسمية وفق التقليد الثابت ، لأن هذه الكنائس عندها الأسرار المقدسة الحقيقية وبالأخص الكهنوت ، ولأنها تتمتع بالخلافة الرسولية ، لهذا نعتبرها كنائس خاصة ومحلية ، ونسميها " كنائس شقيقة "… وبواسطة سر الإفخارستيا ( القداس ) يتحقق بناء ونمو كل كنيسة خاصة … ولكن الإنقسام بين المسيحيين يعوق الوحدة الكاملة للكنيسة .
5. لماذا لا يعطى المجمع والتعليم التالى له اسم " كنيسة " للجماعات الكنسية المنبثقة من الإصلاح ( البروتستانتى ) فى القرن الـ 16 ؟
… لأنه ، حسب العقيدة الكاثوليكية ، لا تتمتع هذه الجماعات بالخلافة الرسولية فى سر الدرجة المقدسة ( الكهنوت ) ، وهى عنصر جوهرى للكنيسة ، وحيث أنها لا تحتوى على الكهنوت الخدمى المقدس ، فهى لم تحتفظ بسر الإفخارستيا المقدس كاملاً .
 
  هذا عن الوثيقة الأولى ، أما الثيقة الثانية فهى تحمل توقيع قداسة البابا ، وتبدأ بكلمات " الأحبار الرومانيون " ( 7 يوليو 2007 ) ، وموضوعها هو التصريح للكنيسة الكاثوليكية الغربية ، بإقامة القداس الإلهى وسائر المراسيم الكنسية حسب الطقس السابق لمجمع الفاتيكان الثانى ، وبالذات حسب النصوص الطقسية التى نشرها قداسة البابا يوحنا 23 عام 1962 ، وباللغة اللاتينية وهى اللغة الكنسية القديمة ، وتسمح الوثيقة مع ذلك بأن تكون قراءات الكتاب المقدس باللغة المحلية .
  وجدير بالذكر أن الطقوس التى نشرها قداسة البابا يوحنا 23 أدخلت بعض التعديلات عللى النصوص السابقة لها ، ومنها ما كان يصف اليهود بأنهم قتلة المسيح ، وهذه النصوص المنقحة هى التى تقرر إمكانية استخدامها من جديد .
 
  خلاصة القول ، تؤكد وتوضح الوثيقة الأولى تعليم الكنيسة الكاثوليكية الثابت ، ولا تأتى بجديد ، وإنما تعلن إيمانها بأن الكنيسة الكاثوليكية تتضمن العناصر الكاملة التى ارادها المسيح لكنيسته ، وأى عجب فى ذلك ؟ أليس من الطبيعى أن يؤمن كل من ينتمى إلى دين أو طائفة أن دينه ـ أو طائفته ـ يحتوى على كل العناصر الكاملة التى تشكل الإيمان ، الذى تقوم عليه عقيدته وعبادته وشريعته الأخلاقية ، وإلا فلماذا يبقى فى هذا الدين أو فى هذه الطائفة ؟ .
 
  ومن جهة أخرى ، تعليم الكنيسة الكاثوليكية بعيد كل البعد عن كل تكفير أو تقليل لقيمة أية كنيسة أخرى ، فهو يعترف بها ككنائس شقيقة أو جماعات كنسية ، ويفتح الباب معها لحوار مسكونى غنى وعميق ، إذ يعترف بأنها تحتوى على عناصر كثيرة للتقديس والحق ، يعمل بها الروح القدس كوسائل للخلاص .
 
  وبالمثل ، فإن الصلوات الطقسية التى تسمح الوثيقة الثانية بإمكانية العودة إليها فى الغرب ، تخلو تماماً من الإساءة إلى أحد ، ولا يوجد بها استمطار اللعنات والويلات على أحد ، كما إدعت بعض وسائل الإعلام ، والغرض منها هو تحقيق رغبة الذين يريدون إقامة المراسيم الكنسية حسب الطقوس القديمة .
 
  وإنطلاقاً من روح الإنفتاح المسكونى الذى تتضمنه الوثيقة الأولى ، تأمل الكنيسة الكاثوليكية فى مصر أن يزداد الحوار عمقاً وفاعلية ، سعياً إلى تحقيق الوحدة ، لخير البشرية جمعاء .