البابا في مقابلته العامة يتحدث عن غريغوريوس النزينزي ويقول إن الإنسان بدون الله يفقد عظمته

كان البابا بندكتوس الـ16 على موعد مع المؤمنين والحجاج الذين وافوه صباح اليوم الأربعاء إلى قاعة بولس السادس ليتابع تعليمه الأسبوعي عن آباء الكنيسة فتحدث اليوم عن القديس غريغوريوس النزينزي الذي ولد مثل صديقه باسيليوس الكبير في بلاد الكبادوكيا عام 330 فكان اللاهوتي اللامع والخطيب الباهر والمدافع القوي عن الإيمان المسيحي كما اشتهر ببلاغته وشعره نظرا لما تمتع به من بحس مرهف.

اقتبل سر العماد بعد إقامته لفترة طويلة في الإسكندرية وفي أثينا وعودته إلى دياره واعتنق الحياة الرهبانية وانصرف إلى التوحد في الصلاة والتأمل الروحي والفلسفي فترك "الأمور الدنيوية وراءه ودخل في شركة حميمية مع الله حتى صارت أعماق نفسه مرآة تعكس النور الإلهي".

قبل سر الكهنوت طاعة لله عالما أن هذا المهمة ستحد من تفرغه للتأمل والعبادة وأرسِل إلى القسطنطينية لخدمة الرعية الأمينة حيث برع في خمس عظات من الدفاع عن الكنيسة وتعاليمها الصحيحة فلقّبته الكنيسة الأرثوذكسية باللاهوتي مؤكدا أن اللاهوت ينبع من حياة صلاة وقداسة ومن حوار مستمر مع الله وليس مجرد تفكير بشري. وأثناء مشاركته في المجمع المسكوني الثاني عام 381 انتخب غريغوريوس أسقفا على القسطنطينية وتسلم رئاسة المجمع فلقي معارضة شديدة ضده وبات الوضع لا يطاق وكتب في هذا الصدد: لقد جزّأنا المسيح نحن الذين أحببنا الله والمسيح!

عاد إلى موطنه نزينزا في كبادوكيا حيث خدم بتفان الجماعة المسيحية ودوّن مذكراته الروحية وسطر أجمل مؤلفاته الشعرية منكبا على الوحدة والتأمل والزهد إذ فيها، قال البابا، نقرأ مسيرة إنسانية وروحية، مسيرة مثالية لمسيحي متألم ورجل غائص في الله وسط عالم مشحون بالنزاعات، رجل يدلنا على أولوية الله في حياتنا: فالإنسان بدون الله يفقد عظمته وما من إنسانية بدون الله. وختم البابا تعليمه الأسبوعي عن القديس غريغوريوس اللاهوتي بالقول: لنصغِ إلى ذلك الصوت ولنتعرّف إلى وجه الله.

عن اذاعة الفاتيكان