ظهورات مريم العذراء

سيّدة غوادالوبّي غوادالوبّي، المكسيك (1531)

راعية الأمريكيّتين

يوافق عيدها في أمريكا الثاني عشر من ديسمبر

 

نرى هنا في احد اقدم الظهورات ان مريم ظهرت لشخص يدعى خوان دييغو لم يكن مسيحيا بالأصل لكنه تعمذ بعد حين .. وبعد خمسة سنوات بعد تعمذه عام 1531 كان خوان دييغو في طريقه لحضور قدّاس فجأة سمع خوان موسيقى رائعة وصوت امرأة يناديه من فوق تلة التي مرّ بها لتوّه. ورأى فوق التلّة امرأة جميلة طلبت منه الذهاب الى المطران وإطلاعه على أنّه يجب أن تُبنى كنيسة على شرفها "مريم العذراء" أسفل التلّة. فذهب خوان دييغو في الحال الى المطران الفرانسيسكانيّ. واستقبله الأخير بكلّ لطف لكن لوهلة لم يكن ليصدّق القصّة التي أخبره إيّاها خوان دييغو. فرجع خوان خائب الأمل الى قمّة تلك تلّة واعترف بفشله الى السيدة العذراء. فأعلمته السيّدة بوجوب عودته الى المطران وإعادة الطلب ذاته.

قام خوان بعمل ما طلبته منه العذراء وعاد الى المطران الذي شكّ بالأمر وطلب منه أن يزوّده بدليل عن اللقاء. تجنّب خوان دييغو الخائف والمرتبك الذهاب الى التلّة عدّة أيّام، لكنه بعد فترة اضطرّ الى المرور من هناك لجلب الكاهن الى خاله المريض جداً. ثم ظهرت له العذراء مرة أخرى وأخبرها خوان عن طلب المطران. فطلبت منه العذراء التقاط أزهارٍ من التل المقفر. جمع خوان دييغو الأزهار العجيبة في عباءته وحملها اليه لإتمام مهمّته. وبحضور المطران وشهود آخرين وقبل أن يفتح القديس خوان دييغو عباءته سقطت الورود على الأرض وفي الوقت نفسه ظهرت صورة القديسة مريم على العباءة. فسقط المطران راكعاً وراجياً المغفرة على عدم تصديقه لما قيل له. وخلال أسبوعين شيّد أول منزل أو كنيسة متواضعة على تلك التلة. وهناك، حفظت صورة السيدة العذراء العجيبة سيّدة غوادالوبي. وانتشرت حادثة الظهور بين الناس.

 حدث بعد ذلك العديد من المعجزات التي لا تصدق والشفاءات والتدخّلات التي نسبت بكاملها الى السيدة العذراء. ويقدّر عدد الزوّار سنوياً بعشرة ملايين زائر الى كاتدرائيّتها في مدينة المكسيك لتصبح بذلك أكثر المقامات المريمية شهرةً في العالم، وأكثر الكنائس الكاثوليكيّة زيارةً في العالم بعد الفاتيكان.

وقد عظم 24 بابا مجتمعين سيدتنا سيدة غوادالوبي. وزارها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أربعة مرات: في أول رحلة بابويّة خارج روما في 1979، ومرةً أخرى في 1990، و1999 و2002.

يحتفل بعيد سيدة غوادالوبي في الثاني عشر من ديسمبر. وفي 1999 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني في عظته الدينية في القداس الذي أقامه في كاتدرائية سيدة غوادالوبي وذلك خلال زيارته الثالثة الى مقامها هناك أن يوم الثاني عشر من ديسمبر هو يوم دينيّ مقدّس لجميع القارة.

 

 

ظهور القديسة مريم العذراء في باريس عام 1830

ولدت كاثرين لابوري في الثاني من مايو من عام 1806 ثم التحقت بدير "أخوات المحبة" بوقت قصير (عندما كانت تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما).

الظهور الأول للعذراء مريم: 19 يوليو من عام 1830 في باريس.

استيقظت الأخت كاثرين لابوري (24 عاماً) في الحادية عشرة والنصف ليلاً حينما سمعت صوتاً يناديها باسمها ثلاث مرات. ففتحت ستائر غرفتها ورأت ملاكها الحارس بشكل طفل يبلغ الخامسة من العمر. وقال لها: "اتبعيني الى الكنيسة الصغيرة، حيث تنتظرك العذراء مريم". قامت كاثرين لابوري بارتداء ملابسها بسرعة وتبعته الى الكنيسة. ووصلت إليها في منتصف الليل واجدةً إيّاها مضاءة، لكنها لم تستطع رؤية العذراء، فركعت وصلّت.

 

بعد نصف ساعة قال لها الملاك الحارس: "إن القديسة مريم هناك". فسمعت كاثرين لابوري حفيفاً كحفيف الحرير، وعلى يمين صورة القديس يوسف رأت مريم العذراء تنزل ومن ثم تجلس على كرسي القسّيس. ولم تكن سوى دقيقة حتى كانت كاثرين راكعةً أمام القديسة العذراء، وواضعةً يديها بثقة على ركبتي مريم. وبدأ الحديث بينهما والذي دام ساعتين.

قالت لها العذراء مريم بأن الله سيوكّلها بمهمة. وخلال ذلك ستواجه الكثير من الصعوبات. وقد تحدّثت القديسة مريم مسبقاً عن الأوقات الصعبة الآتيه. وقد قالت القديسة مريم ذلك والحزن بادٍ على وجهها وأضافت:

 

"لكن تعالوا الى المذبح وهنا ستُمنح النعم الالهية للجميع، للذين يطلبون بثقة وحماسة. وستعطى للأغنياء والفقراء أيضاً".

 

الظهور الثاني للعذراء مريم: 27 نوفمبر من عام 1830 في كنيسة في باريس.

في الساعة الخامسة والنصف مساءً، حينما كانت الأخوات في الكنيسة يقمن بساعة تأمل. سمعت كاثرين لابوري فجأةً صوت حفيف صادر من الجهة اليمنى كالذي سبق وسمعته. وقد كان ذلك الصوت صوت مجيء العذراء مريم المباركة التي وقفت الى اليسار بجانب لوحة القديس يوسف. وتمّ هذا الظهور بأكمله بالمشاهِد ولغة الإشارة. حيث ظهرت مريم المباركة وكأنها "واقفة في الفضاء"، وترتدي ثوباً باللون السماوي وتشع وهجاً، حاملةً بيدها كرة أرضية ذهبية يعلوها صليب.

كما وأعطتها مريم العذراء تعليمات مفادها: "ليكن لديك ميدالية مصاغة بهذا الشكل (أي بنفس شكل المشهد الذي تراه أمامها)، وكل من يحمل هذه الميدالية سيحصل على نعم إلهية كثيرة، خاصةً إن وضعها حول عنقه وصلّى بثقة، فسيحصل على حماية خاصة من أم الله ونعم إلهية كثيرة". ثم قُلب المشهد فاستطاعت كاثرين لابوري رؤية ما ستكون عليه الميدالية من الخلف فرأت الحرف "م" بالانجليزية في منتصفها، يعلوه الصليب بقاعدته المكونة من دعامة أفقية والتي تتخلل الحرف "م" وتحت ذلك يظهر قلبا يسوع ومريم، أحدهما متوّج بإكليل من شوك والآخر مطعون بسيف الألم. وتمّت إحاطتهم جميعاً بتاج مكوّن من 12 نجمة تستدعي رؤية القديس يوحنا في الفصل الثاني عشر من سفر الرؤية أو كتاب التجلي وسمعت كاثرين ما يلي: "إن حرف ال "م" والصليب والقلبين يفسّرون بما فيه الكفاية". 

حدثت خمسة ظهورات في السنة التي تلت ذلك الظهور، وفي كل مرة تعطى ذات التعليمات: حول المدالية والنعم الالهية. لقد تحمّلت الأخت كاثرين إذلالات كثيرة، لكنها صبرت. الاسم الأصلي للميدالية كان "حبل القديسة مريم بلا دنس"، وبعد سبع سنين فقط غُيّر الاسم الى "ميدالية المعجزة". وذلك بسبب الصلوات العديدة المستجابة، الهدايات والشفاءات التي حدثت، حيث بيعت حوالي  10 ملايين ميدالية خلال أول خمس سنوات. والصلاة القصيرة التي تتلى معها هي: "يا مريم التي حبلت بلا دنس، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك". البابا بيوس التاسع هو من جعل هذه الميدالية مبدأً للإيمان. واستقبل ذلك بفرح غامر من الكنيسة بأكملها. وبعد 4 سنوات، أتت القديسة مريم لتؤكد هذا، عندما قالت لبرناديت في لورد:

انا المحبول بها بلا دنس

توفيت كاثرين لابوري في 31 ديسمبر من عام 1876. وعندما نبش قبرها بعد 56 عاماً من وفاتها كان جسدها ما يزال سليماً وزرقة عينيها نفسها حينما توفيت(صورة جسد كاثرين لابوري). عام 1947 قدّست كاثرين لابوري على يد البابا بيوس الثاني عشر 

شفاءات عديدة ترجع الى ميدالية المعجزة، وتتضمن الناس الذين فقدوا الأمل تماماً. فأكثر من 750000 خدمة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية وحدها بين عامي 1930 و 1950 قد وُهبت وسجّلت. وما زالت كاثرين لابوري ترقد الى اليمين من مذبح الكنيسة الصغيرة على شارع دو باك 140، في باريس وما زالت أيضاً وكأنها توفيت البارحة فقط.

 

اليهوديّ ألفونس راتيسبون وميدالية المعجزة

(1842)

في احدى الكاتدرائيات في روما

فرنسي الاصل (الفونس راتيسبون). كان ابناً ووريثاً لعائلة يهوديّة  غنيّة وحينما كان  ما يزال طفلاً اعتنق أخاه الأكبر ثيودور الكاثوليكية وأصبح كاهناً. استقبلت عائلة راتيسبون ذلك بعدائيّة مريعة وعزم ألفونس ألا تكون هناك صلةٌ بينه وبين أخاه الأكبر كما نشأ في داخله بُغضٌ كبير للكاثوليكية وكل ما هو كاثوليكيّ. وبعدما سافر في اوروبا  قرّر السفر الى نابلس لقضاء فصل الشتاء في مالطا للترفيه

أضاع ألفونس طريقه في نابلس، فبدلاً من أن يتوجّه الى مكتب الحجوزات (للسفر الى باليرمو كما كان محدّداً)، وصل الى مركز الحافلات المتوجّهة نحو روما. وبالرغم من معرفته بذلك، إلا أنّه بقي هناك وحجز رحلة بالباخرة الى روما. وحينها التقى بكاهن كان صديق اخيه الكاهن ثيودور وبعد مدة عاشوها معاً اقترح البارون على ألفونس اقتراحاً غريباً. طلب منه ان يلبس ميدالية مريم العذراء المقدّسة.. ثم أراه ميدالية المعجزة الملحقة بحبل. فقبل عمل ذلك مستشهداً بجملة من حكايات هوفمان: "إن لم تنفعني، على الأقل لن تضرّني". وطلب منه ان يصلي صلاة قصيرة كل صباح ومساء للسيدة العذراء". وقال راتيسبون: "فليكن! أعدك أن أتلو هذه الصلاة. فإن لم تنفعني، لن تضرّني". 

في احد ايام 1842، وعندما كان يحضّر الكاهن لمراسم دفن صديق له في كاتدرائية سان أندريا ديل فراتي في روما، طلب من راتيسبون أن ينتظره داخل الكنيسة. وحينما عاد البارون الى الكنيسة شاهد راتيسبون وهو راكع على ركبتيه يصلي. وقد دفعه هذا المشهد الى البكاء. ووفقاً لما قاله راتيسبون:عندما كنت واقفا في الكنيسة ونظرت عالياً، بدا لي أن الكنيسة بأكملها قد عمّها الظلام، ما عدا المصلّى حيث تركّز كلّ الضوء عليه. وكنت أنظر باتجاه ذلك المكان حينما شعّ نورٌ قويٌّ منه، وفوق المذبح كان هناك شخص حيّ، طويل، مهيب، جميل. كان ذلك العذراء مريم المقدّسة، التي شابهة بصورتها الصورة على ميدالية المعجزة. وحينما رأيت هذا المشهد ركعت في المكان الذي كنت واقفاً فيه غير قادرٍ على النظر الى الأعلى بسبب الضوء القويّ. وبوجود العذراء المقدّسة وبالرغم من عدم تفوّهها بأية كلمة لي، فهمت الوضع الكريه الذي كنت فيه، والأخطاء التي ارتكبتها

وكان ألفونس يستمرّ بالبكاء والتنهّد معانقاً ميداليّة المعجزة ومتمتماً بكلمات يشكر فيها الرب. ثم طلب من الكاهن ان يعترف ويتعمذ منه لذا.. وعند الكاهن حاول ألفونس شرح ما حصل له، إلا أنه استمر بالبكاء والتنهّد بكثرة فلم يستطع أحد فهمه. وبعد ذلك هدأ مزيلاً  ميدالية المعجزة عن عنقه وكان يقول "لقد رأيتها! لقد رأيتها".

فدخل الفونس بعد ذلك الى دير للاعتزال. واعتُمد 1842 ، أجرى الفاتيكان عملية قانونيّة للتحري عن ملابسات اهتداء ألفونس. وبعد تحرٍّ طويل وشهادات عدّة تم استنتاج أنّ اهتداءه المفاجئ كان بأكمله أعجوبة؛ وهو عمل من عند الله حدث بفعل شفاعة العذراء القويّة. 

وبعد الاهتداء قام ألفونس بمساعدة أخوه ثيودور في تأسيس جمعية راهبات سيدتنا العذراء في سيون في عام  1843 ورُسم كاهناً في 1847 ودخل جمعية يسوع. ونظراً لتوقه الى تكريس نفسه كلياً لهداية اليهود، قام بنقل أخوات سيون الى إسرائيل في 1855، وبنى لهم في 1856 دير وقد عمل ألفونس مع رفقاء قلائل لهداية اليهود والمسلمين الى حين وفاته في السادس من مايو من عام 1884. وقامت مريم بمعجزات عدّة في المزار حيث توّج الأب ليو الثالث عشر في السابع عشر من يناير من عام 1892 الأيقونة المبجّلة بإكليل. وقد زار البابا جون بول الثاني الكنيسة في الثامن والعشرين من فبراير عام 1982.

 

"ووفق على ظهور السيدة العذراء الذي حدث لألفونس راتيسبون في روما بكامله من قبل المحكمة البابويّة في الثالث من يونيو عام 1842"

لمَ ظهرت السيدة العذراء على رجل يكره الدين المسيحيّ؟

 

لورد 1858

برناديت سوبيروس 1844-1879

يوم الذكرى: 16 أبريل؛ 18 وفبراير في فرنسا

ارتبطت برناديت ارتباطاً وثيقاً بلورد. إنها قدّيسة لكن بالأصل هي إنسانة عاديّة مثلي ومثلك، وما جعلها جذّابةً حقاً هي انسانيّتها واتّباعها التّام لرسالة الإنجيل. فقد بلغت من العمر الرابعة عشرة وهي لا تعرف الكتابة أو القراءة. ثم التحقت ب"أخوات المحبة " لتعلّم القراءة والكتابة وذلك لتهيئة نفسها للمناولة الأولى.

ولدت برناديت عام 1844 في لورد. وكانت اكبر اخوتها واخواتها الستة الذين مات ثلاثةً منهم. ولم تتمتّع برناديت بصحّة جيّدة وعانت من الربو وكانت قريبةً جداً من والديها وأخواتها واخوتها. عاشوا في ظروف صعبة. لم تكن تقدر تعلم الدروس للتناول الأول لأنها كانت تعتني باخوتها واخواتها حيث يعمل والداها. تمتّعت هذه الفتاة بالإيمان العميق وصلاتها الدائمة للورديّة التي كانت بحوزتها باستمرار كما لم تكن تعرف أية صلاة أخرى غيرها. 

كان الظهور الأول في احد الايام سنة 1858 بينما كانت مع اختها وصديقتها رأت كهفا وبينما اقترب منه سمعت صوت عصفة ريح. وتكرّر هذا الصوت مرة أخرى، عندها نظرت الى الكهف فرأت سيدة جميلة مكتسية بفستان أبيض وحزام أزرق وزهرتين على قدميها. وأشارت السيدة الى برناديت بإصبعها للاقتراب منها. تجمّدت برناديت في مكانها وحاولت بشكل تلقائي سحب المسبحة والركوع ورسم إشارة الصليب على وجهها. إلا أنّها لم تستطع القيام بذلك حتّى قامت السيدة التي تحمل مسبحة ذات صليب كبير ومُشع بعمل إشارة صليب. وفي أثناء صلاتها للوردية رأت برناديت السيدة وهي تُفلت خرزات المسبحة الواحدة تلو الأخرى لكن دون أن تحرّك شفتيها. دامت هذه الرؤية نحو 15 دقيقة.

ومن ثم توالت الظهورات في المكان نفسه بينما كانت برناديت تنجذب للذهاب لذلك المكان وتصلي الوردية وفي كل مرة يأتي معها اشخاص لكن هي الوحيدة التي ترى السيدة العذراء وفي احد الظهورات قالت لها السيدة العذراء: اعد ان اجعلك سعيدة، ليس في هذا العالم، بل في العالم الآخر

ثم قالت لها السيدة: "أرغب برؤية الكثير من الناس هنا". وكانت هذه المرة الأولى التي تسمع بها برناديت وبوضوح صوت العذراء المقدّسة العذب وكان ذلك في الظهور الثالث

وطلبت منها في الظهور السادس: "صلّوا الى الخطئة". وكان على برناديت تحمّل المقابلة الطويلة التي حدثت بعد ظهر ذلك اليوم مع مفوّض الشرطة. كانوا احيانا يمنعونها من الذهاب الى الكهف لكنها كانت تستمر بالذهاب وكانت تطلب العذراء منها ان تطلب من القسيسين ان تبنى كنيسة هناك

في الظهور التاسع حدثت حادثة غريبة فطلبت مريم من برناديت "ابنتي، أريد أن أخبرك بسرّ أخير  يخصّك، لا يجب أن تبوحي به لأحد.  والآن اذهبي اشربي واغتسلي من النبع وكلي العشب النابت بجانبه. وأشارت العذراء مريم الى الكهف. وبعد محاولات استطاعت ان تشرب من الماء وغسلت نفسها ثم أكلت من العشب. قال بعض الحاضرين أنها مجنونة لكن بعد أن حفرت برناديت في ذلك المكان انبثقت مياه غزيرة. وأصبح يسع ذلك النبع لمئة ألف لتر من الماء يومياً. وأطلق عليه الكثير من الناس "ماء المعجزة".

وكان عدد الاشخاص يتزايد يوميا من عشرات الى مئات والى آلاف

وفي احد الايام حضر فيه القسّيس. راقب هذا الكاهن برناديت بدقّة وعن قرب ثم قال بعد ذلك:"ما هذا السلام التي تتحلّى به هذه الفتاة، ما هذه السكينة! وما هذه القداسة الرائعة! إن ذلك مستحيل بالنسبة الى طفلة لتقوم بذلك كلّه؛ لقد شعرت وكأنّني واقفٌ على عتبة السماء".

كانت تطلب مريم مرات عدة : "اذهبي واطلبي من القسّيسين بناء كنيسة. أريد من الناس أن يأتوا الى هنا عند الزيّاح". وعندما طلبت من الكهنة ذلك قال لها احدهم ان تطلب من السيدة اسمها

وفي احد الايام وكان يوم التسوّق في لورد. توجّه ما يقارب 20000 شخص نحو الكهف.. وظلّت برناديت سوبيروس ثلاثة أرباع الساعة داخل الكهف وحين خروجها توجّهت لرؤية قسّيس الأبرشيّة وقالت له أن السيدة ابتسمت ما أن سألتها عن اسمها، لكنها ما زالت تريد أن تُبنى كنيسة هنا. لكن بيرامال كرّر ما طلبه سابقاً وحتّم على برناديت سؤال السيدة عن اسمها.

وفي يوم عيد البشارة. وقد انتابها في الليل شعور قويّ يحتم عليها الذهاب الى الكهف. وفي الساعة الخامسة صباحاً، وما أن وصلت برناديت رأت السيّدة. وسألتها عن اسمها مكرّرةً هذا السؤال ثلاث مرّات. ابتسمت لها السيدة ثم تملّكت برناديت الشجاعة لسؤالها عن اسمها للمرة الرابعة! وحينها أجابت السيدة:

"انا الحبل بلا دنس"

وقد وصفت السيدة العذراء نفسها للأخت كاثرين لابوري أنها الحبل بلا دنس. وعلّمتها أيضاً الصلاة التالية:

ايها القديسة مريم التي حبل بها بلا دنس، صلي لأجلنا نحن الملتجئين اليك

وقد أطلق على الميدالية التي صنعت بناءً على طلب العذراء : "ميدالية مريم التي حبلت بلا دنس".

وفي الظهور ال 17 وأثناء انجذابها الروحيّ الذي دام خمس عشرة دقيقة. اتّجه اللهب نحو أصابعها لم يلحظ الدكتور دوزوس أي حرق على يدها وآمن بأن برناديت رأت حقاً العذراء.

وبعد الظهور ال18، عادت برناديت الى حياتها الطبيعيّة المؤمنة المتمثّلة بالإخلاص الكامل الى الرب لبقية حياتها.

وقع الظهور الأول لهذه الظهورات 18 للسيدة العذراء في لورد في الحادي عشر من فبراير من عام 1858. وخلال هذه الظهورات وبعدها أصبحت برناديت محطّ إعجاب الكثيرين كشخص مهم لكن برناديت بقيت محافظةً على طبيعتها المتّسمة بالبساطة والأمانة والمكرّسة لله. بقيت هادئة ومتقبّلة للاستهزاء الظاهر على وجوه المحقّقين الآتين من الكنيسة والسلطات، مقدّمةً مقاومة واضحة في وجه محاولاتهم وإصرارهم الفظ على تكرار ما حدث أثناء الظهورات. زاد ذلك كلّه من رغبة برناديت بأن تصبح راهبة فقرّرت الدخول الى دير. وعملت رغم ان الراهبات الاعلى منها مقاما كانوا يذلونها لكنها قبلت كل ذلك حتى وفاتها بعدما اصابت بالسل وكانت مصابة بالربو ليتحقق ما قالته العذراء:

"أعد أن أجعلكِ سعيدة، ليس في هذا العالم، بل في العالم الآخر"

توفيت برناديت 1879 عن عمر يناهز 35 سنة.  وقد زادت قوّتها الإيمانية وهي على فراش الموت وبعد عملية طويلة مضنية وبأمر من الكنيسة أٌعلنت الأخت ماري برناديت قديسة من قبل البابا بيوس الحادي عشر عام 1933. وقد بقي جسدها سليماً وحفظ في ضريح زجاجيّ في كنيسة الدير. (ضريح ماري برناديت)

لورد وعلاقتها القوية مع الأخت ماري برناديت:

لم تكن برناديت تعرف معنى : "أنا الحبل بلا دنس". فقد كانت مجرّد فتاة صغيرة أمينة وصادقة. ومن الرائع أن تختارها السيدة العذراء.  ومع أن الظهورات لم تجلب لها سوى المعاناة! إلا أن العالم في لورد قد بورك من جراء ذلك. كما يتدفّق أكثر من خمسة ملايين حاج كل سنة وهو شيء ليس بغريب.  

وُوفق على الظهورات التي حدثت في لورد بالكامل من قبل المحكمة البابويّة في الثامن عشر من يناير عام 1862""

 

 

فاطيما 1917

 

استُهلّت ظهورات السيدة العذراء الستة في فاطيما والتي حدثت للوسيّا البالغة من العمر 10 سنوات وجاسِنتا البالغة من العمر 7 سنوات وفرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات، بثلاثة ظهورات لملاك.

شاهد الأطفالٌ الرُعاة من فاطيما في ربيع وصيف وخريف 1916 ملاك السلام ثلاث مرات، والذي كانت مهمّته تهيئتهم لمجيء السيدة العذراء

ظهور العذراء مريم الأول في فاطيما

ظهرت القديسة العذراء لأول مرة في فاطيما في الثالث عشر من شهر مايو من عام 1917. فظهرت لهم السيدة العذراء المقدسة وقالت لهم بعد ان سألتها لوسيا سؤالاً: "جئت من السماء، كما أتيت لأطلب منكم الرجوع الى هنا في اليوم الثالث عشر من الشهور الستة القادمة في مثل هذا الوقت، وعندها سأعلمك من أنا وما أريده. ثم سآتي للمرة السابعة" وايضا طلبت منهم ان يصلوا اثناء الوردية "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا. احفظنا من نار جهنّم وأرشد جميع الأرواح الى الجنة، خاصةً أولئك الأكثر احتياجاً الى رحمتك"

في الظهور الثالث اعطت السيدة العذراء المقدسة سراً بثلاثة اقسام للأطفال الأول والثاني عن رؤية لجهنّم ونبوءة الدور المستقبليّ لروسيا وكيفية الاتّقاء منه والذي لا يجب أن يُكشف عنه الى أن تكتبه الأخت لوسيّا في مذكّرتها الثالثة بطلب من المطران في 1941. والجزء الثالث الذي يسمّى عادةً بالسر الثالث، قد نُقل الى المطران الذي قام بدوره بإرساله دون الاطّلاع عليه الى البابا بيّوس الثاني عشر.

والجدير بالذكر أنه في المرات التي كانت تظهر بها العذراء المقدسة وتذهب كان هناك عشرون ألف شخص في فاطيما يرون ويسمعون صوت رعدٍ ووميضاً متألّقاً من النور في السماء الزرقاء الصافية. وبعدها يبهت لون الشمس ويتحوّل الجو العام الى الغائم، مع لون أصفر شاحب، بينما تظهر سحابة مضيئة بشكلها الرائع وترفرف فوق شجرة السنديان، مكان حدوث الظهورات

نرى في الظهور السادس معجزة الشمس والتي حضرها حوالي 70000 شخص لم يروا العذراء لكنهم شاهدوا المعجزة التي حدثت حيث اقتربت الشمس من الارض ووقع الناس على الارض وظنوا انها نهاية العالم ومن ثم رجع كل شيء الى طبيعته

ماتا فرانسيسكو وخاسينتا سنة 1919 و1920 اما لوسيا فعاشت طويلا وتوفيت سنة 2005 كما وعدت لهم السيدة العذراء

وكان للعذراء ست ظهورات للاطفال الثلاثة ومن ثم ظهورين اخيرين للوسيا سنتا 1925 و1927

وقد اعلن عن السر الثالث مؤخراً من قبل فاتيكان

 انظر هذا الموقع : http://www.marypages.com/indexArabic.html