يجب على المسيحيين أن يشجعوا على روح التعاضد مع البلدان الفقيرة

مقابلة مع الأسقف سليفانو تومازي

روما، 5 أكتوبر 2007 (ZENIT.org).

في مقابلة له مع زينيت،  أكد المونسنيور سليفانو تومازي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أنه على المسيحيين ان يحضوا الرأي العام على التعاضد مع البدان الفقيرة.

س: صاحب السيادة، ما هي الوسائل المعتمدة من قبل الديبلوماسية الفاتيكانية من أجل تقييم الوقائع الأكثر خيبة في العالم؟

ج: إن عمل الكرسي الرسولي في الإطار الدولي، إن كان لدى هيئة الأمم المتحدة أو لدى المنظمات التابعة لها، يقتصر على دور المراقب، وهذا ما يعطيه الحق بالتدخل والمشاركة في نشطاتها، دون ان يكون له الحق في التصويت التصويت، وهذا ما يجعله يتصرف بحرية أكثر مع كل الدول. ويسعى أيضاً الى حمل شعار الدعم والمساعدة للبدان التي هي في طور النمو، وبنوع خاص البلدان التي تعاني من الفقر المدقع، من خلال نشطات عدة.

قبل كل شيء، يسعى الكرسي الرسولي الى خلق ثقافة عامة، رأي عام على الصعيد الدولي يجعل من التعاضد مع الشعوب الفقيرة مسؤولية أخلاقية لدى البلدان المتطورة أكثر من كونه مجرد خيار.

ثانيا، يعمل الكرسي الرسولي على تقديم مساعدة حقيقية لتلك الشعوب، وليس فقط عبر المال الذي في بعض الأحيان يسهل الفساد، ولكن من خلال الخبرات التقنية، التبادل المعلوماتي، والتبادل المتعلق بحقوق الاختراع وهذا ما يسهل اعطاء الحق بتصنيع الأدوية. كما ونعمل من خلال الهيئات الدولية المرتبطة بالأمم المتحدة، كلجنة الأمم المتحدة من اجل العمل والتطور، الى  تحضير البلدان الأقل ثروة للدخول في السوق العالمية، لأن هذا كما نعلم بأن من بين المبادىء الأساسية في عقيدة الكنيسة الاجتماعية، مبدأ الشراكة، الذي يعتبر أن للجميع الحق في المشاركة في الحياة الدولية، وأن ينعم الجميع بالخيور الأرضية بطريقة عادلة، ومتساوية وصحيحة.

 

س: ما هو موقفكم من الجدل القائم حول محو ديون البلدان الفقيرة؟

ج: خلال سنة يوبيل الألفين، طالب قداسة البابا ومعه الكنيسة وعدة منظمات خاصة، بمحو ديون البلدان الأكثر فقراً، لأن خدمة الديون في البلدان الفقيرة تصبح عبئاً يعيق التطور. وأنا بدوري أدعو الى محو ديون البلدان الفقيرة بأسرع وقت، لتستطيع تلك البلدان ان تستعمل موادها الأولية من أجل النمو الاجتماعي واعطاء أهمية للقطاع الصحي والتربوي وتأمين مياه الشفة، وهذا يساعد على تطور مستوى نوعية الحياة.

س: هل تعتقد بأن المجتع المدني مطلع وفعال حول المشاكل التي تتعلق بتطور البلدان الفقيرة؟

ج: الراي العام المشترك، غالباً ما يكون مشتتاً بين أمور عدة ليست جوهرية. وفي معظم الأحيان، عند وقوع الكوارث الكبيرة أو مع الدعايات الضخمة، يتركز الانتباه عليها لبعض الوقت، ليوم أو ليومين. فمنذ مدة وقع زلال التسونامي في شرق جنوب آسيا، وقد حدثت ردة فعل إيجابية وبناءة من قبل الناس، ولكن هناك العديد من التسونامي من نوع اخر. هناك الكثير من الناس يموتون من الجوع والملاريا والايدز. ولا أحد يتكلم عن هذه المأساة.

إن وسائل الاتصال تصدر أحيانا بعض التقارير التي تطلعنا على هذه الأمور ولكنها مع الوقت تصبح منسية، لأن الأخبار لا تأتي بشكل دراماتيكي ولذا فالرأي العام معرض للتشتت. إن تكاثر الحروب حالياً – والتي تسبب بمقتل العديد في افريقبا واسيا والشرق الاوسط – يسبب بنوع من اللامبالة. يخال لي انه اصبح ضرباً من المعتاد سماع تلك الاخبار.

باعتقادي، بالنسبة للناس،  ان سماع نشارات الأخبار التي تتكلم عن مقتل مائة شخص في بغداد  وعشرين في مقاديشو وخمسين في إحدى مخيمات اللاجئين في افريقيا، لا يختلف كثيرا عن مشاهدة الأفلام المسلية بعد نشرات الأخبار. لذا فمن جهتنا نحن كمسيحيين علينا أن نشجع من خلال رعايانا والحركات الرسولية على روح التعاضد تجاه الأشخاص المنكوبين، والعمل سويا من أجل السلام وتحسين الظروف المعيشية عند أولئك الأشخاص البعيدين.

س: هل تشارك بالرأي القائل بأن التخلي عن الديبلوماسية المتعددة الأطراف والعودة الى المفاوضات بين طرفين، يشكل خطراً على التعاون في قلب الجماعة الدولية؟

ج: إن الرغبة في ايجاد الحلول والمساعدة والمفاوضات ما زالت قائمة على مستوى متعدد الاطراف. مثال على ذلك ما صرح عنه مدير منظمة التجارة العالمية (WTO)  الذي يصر على انه يجب على الجميع التجذيف في قلب القارب الواحد، لانه هكذا يمكننا ان نعطي حلولاً فعالة لجميع الدول ومن بينها الدول الغنية ايضاً.

ولكن، في هذا الوقت نلحظ ان هنالك محاولات من قبل أوروبا وبعض الدول للقيام ببعض المحاولات المنقوصة باتجاه مفاوضات ثنائية. ولكن هذا يؤدي الى نتائج خطيرة. لأن القوي يعمل لفرض شروطه على الضعيف الأمر الذي يجعل من التفاوض أقل عدلاً. وهذا يؤدي مع الوقت الى استمرار الحالة على ما هي عليه: بلدان غنية و بلدان فقيرة.

س: بصفتكم مراقب دائم للكرسي الرسولي في جنيف، هل تعتقدون بأن المنظمات الدولية ذات الصفة الاقتصادية وبنوع خاص منظمة التجارة العالمية، تقوم بخيارات تساعد على تطور بلدان العالم الثالث؟

ج: شاركت في المؤتمر الوزاري في هونغ كونغ نهاية عام 2005، وقد لاحظت كيف أن منظمة التجارة العالمية قامت بمفوضات شاقة لإيجاد اتفاقيات تعود بالخير للجميع. لذا يجب أن تستعمل هذه المنظمات الدولية، بطريقة ذكية، لانها تعمل على عولمة الاقتصاد والسوق والثقافة.
يجب ان نعمل من خلال هذه المنظمات بطريقة ذكية من أجل بلوغ الأهداف، وهي لا تتعارض مع قيمنا كمسيحيين وعائلة بشرية. وإذا كان هنالك من غنى في البلدان المتطورة يجب أن يستعمل لتحسين مستوى المعيشة لدى البدان الأخرى.