أخوية السجون العالمية تمنح : شهادة تقديرية إلى خدمة يسوع السجين بالمنيا

إذا كانت الدولة تعاقب المذنبين والخارجين على القانون بايداعهم في السجون تاكيداً لمبدأ العدالة وضماناً للسلام المجتمعي ، إلا أن الدولة كذلك تدعوا السجناء إلى إصلاح سيرتهم وتهذيب سلوكياتهم وذلك من خلال ما تقدمه الدولة ممثلة في وزارة الداخلية من برامج تنموية وإنسانية للسجناء . وفي ذات السياق تسعى الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في التعاون مع الدولة للاهتمام بالمواطن السجين وتقديم يد المعونة له ولذويه حتى يعود مواطناً صالحاً في المجتمع . وتأتي خدمة يسوع السجين في المنيا ضمن المؤسسات الكاثوليكية الرائدة في الخدمات الانسانية والاجتماعية وذلك لاهتمامها بافتقاد السجناء وذويهم . ومؤخراً حصلت الخدمة على شهادة تقدير دولية من اخوية السجون العالمية ( PFI  ) لما تقوم به الخدمة من عمل ابداعي في رعاية السجناء وعائلاتهم . لهذا كان لأبد من الاقتراب إلى هذه الخدمة و القائمين عليها فكان لنا هذا التحقيق .

 

البداية :

عن بداية الخدمة يتحدث الأب بولس نصيف الكاهن المسئول و يقول :   بدأت الخدمة متطوعاً منذ عام 1992 عندما حصلت على تصريح امني بزيارة سجن المنيا  والتقيت بعدد من المساجين واستمعت اليهم وتعرفت على احتياجاتهم و قمت بالخدمة الروحية من صلوات ووعظ  حتى اصبحت واعظاً رسمياً لسجن المنيا العمومي واعترافاً بالفضل فقد وجدت تشجيعاً من غبطة البطريرك الانبا انطونيوس نجيب إذ كان مطراناً للمنيا آنذاك . ويستطرد الأب بولس ويقول : اقوم بزيارة السجن مرتين في الاسبوع الأولى لسجن الرجال والثانية للنساء وإلى جانب الصلوات يتم تقديم المساعدة الصحية بالأدوية والملابس للمساجين المرضى . و لكن يمكن القول أن المرحلة الهامة في الخدمة قد بدأت عندما بدأنا البحث عن عائلات السجناء والاهتمام بهم وهنا بدأت الخدمة تاخذ شكلها الجماعي حيث تطوع للعمل عدد من الشباب والشابات للقيام بزيارة أهالي المساجين في منازلهم وتقديم المساعدة لهم . ويختتم جناب الأب بولس نصيف الحديث بقوله إن نعمة الله هي سبب نجاح الخدمة ، والتقدير الذي نرجوه هو أن نرسم البسمة على وجوه هذه الفئة المحرومة من أثمن الهبات الإلهية الأ وهي الحرية .

 

منظومة الخدمة :

عن آلية العمل داخل الخدمة يقول المهندس علاء اسحاق أمين الخدمة : يضم فريق العمل ( 30 ) خادم وخادمة موزعين إلى ستة مجموعات لكل مجموعة خمسة أفراد وتقوم خدمتنا في الاهتمام بأسر المساجين على عدة محاور الروحية ، المادية ، الاجتماعية والقانونية .  فعن الجانب الروحي يقول سيادته بالتعاون من كاهن القرية نزور اسرة السجين ونقدم لهم تأملات انجيلية . وندعوهم إلى الاجتماعات الكنسية ودعوة ابنائهم الى مدارس الاحد . أما عن الجانب الاجتماعي فاننا نقوم بعمل لقاءات توعية شهرية لاسر المساجين كما نقوم بتنظيم رحلات ترفيهية لابنائهم وذلك في محاولة لدمجهم في المجتمع . وحول الجوانب المادية يقول علاء اسحاق  تقوم الخدمة على الجهود الذاتية وتبرعات المحسنين ، ومن خلال تلك التبرعات نقدم اعانة شهرية لبعض الاسر كما نساعد في مصروفات مدارس الابناء . كذلك نعمل على توفير فرص عمل لزوجة السجين أو أكبر ابنائه سناً . وأخيراً عن الجانب القانوني تحدث أمين الخدمة قائلاً هناك فئة من المساجين فقراء وليسوا محرمين وربما يكونوا قد دخلوا السجن لظروف مادية أو جهل مثل أن يوقعوا على شيكات بدون رصيد ، مثل هؤلاء يتم متابعة حالاتهم وقضايا الطعون الخاصة بهم مع المحامين ومن ثم محاولة دفع ما عليهم من مبالغ .

 

ندوات ومؤتمرات :

وعن علاقة خدمة يسوع السجين بالمنيا بالهيئات المحلية والدولية يقول عصام عياد أحد أعضاء الخدمة : على المستوى المحلي نتعاون مع اسقفية الخدمات بالكنيسة القبطية الارثوذكسية والهيئة الانجيلية للخدمات الاجتماعية وعلى المستوى الاقليمي والدولي يوجد تعاون بين الخدمة وهيئة الاغاثة الكاثوليكية منذ عام 1997 وكذلك هيئة المعونة الكندية ، ومنذ عامين يتم التعاون مع أخوية السجون العالمية ( PFI  ) . وعن أوجه النشاط يقول عصاد عياد على مستوى أسر المساجين قامت هيئة المعونة الكندية بعمل ( 50 ) مرحاض صحي لأسر المساجين ، كذلك تقدم هيئة الاغاثة الكاثوليكية لأولاد المساجين قروض ميسرة كما تساعدهم في عمل مشروعات صغيرة . ويستطرد عياد قائلاً : بينما على مستوى فريق الخدمة تساعد الهيئات في تأهيل الخدام وتدريبهم . فقد استضافت الخدمة بمركز التدريب بابو قرقاص مؤتمر تدريبي لخدام الشرق الأوسط ضم ( 55 ) خادم من مصر والسودان والاردن وفلسطين ولبنان و سوريا .  و عن شهادة التقديرة الممنوحه من أخوية السجون العالمية يقول عصام عياد : منذ 6 شهور قام رئيس الهيئة ومنسق الشرق الاوسط بزيارة إلى المنيا وتقابل الضيفين مع الخدام وشاهدوا عن قرب نشاط الخدمة . وأعقب تلك الزيارة مشاركة مجموعة من الخدمة في مؤتمر أخوية السجون والذي عقد في تورنتو في شهر يوليو هذا العام وشاركت فيه ( 134 ) دولة وحضره ( 1000 ) شخص وتم خلال المؤتمر تكريم مجموعة خدمة يسوع السجين بالمنيا والحصول على شهادة التقدير الممنوحه من الهيئة .

 

في ختام اللقاء تحدثت إلى الأب مكسيموس سمير المسئول المالي والإداري لإيبارشية المنيا وقد اعرب سيادته عن تقدير الايبارشية تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا ابراهيم اسحاق مطرن المنيا للرسالة الجليلة التى تقوم بها خدمة يسوع السجين وأثنى على تعاون الخدمة مع كهنة الايبارشية كما أشار إلى أهمية الدور المسكوني للخدمة وكذلك نوه سيادته إلى التعاون الايجابي بين الايبارشية وسجن المنيا العمومي  وتتطلع الأب مكسيموس أن تنتقل الخدمة إلى كل الايبارشيات الكاثوليكية ودعا الشباب إلى أهمية القيام بدورهم في الخدمات الانسانية والاجتماعية حتى يتغير وجه الأرض .

 

أجرى التحقيق :

ناجح سمعـان