الكرسي الرسولي: تحالف الطبيعة مع الإنسان

"الأزمة البيئية" تشكل تحدياً أخلاقياً

نيويورك، 2 نوفمبر 2007 (Zenit.org)

إن حماية الطبيعة تعني ضمنياً التحالف مع الإنسان، أي أن الأخير لا يجب أن يشكل تهديداً على الطبيعة بشكل أوتوماتيكي، وفق الكرسي الرسولي.
 هذا ما أكده رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوري، مراقب الكرسي الرسولي الدائم في الأمم المتحدة في الكلمة التي ألقاها يوم الاثنين أمام الجمعية العمومية الثانية والستين حول موضوع التنمية المستدامة. فقد قال: "إن حماية الطبيعة تعني ضمنياً رؤية إيجابية عن الكائن البشري، أي أن الإنسان لا يشكل تهديداً بالنسبة للبيئة أو يصيبها بالضرر، بل يتحمل مسؤولية الاهتمام بالبيئة وإدارتها.
 "بمعنى آخر، لا يوجد تعارض بين الكائن البشري والبيئة بل هناك تحالف متين حيث تتحكم الطبيعة بحياة الإنسان وتطوره، بينما يحسن هذا الأخير البيئة ويعظمها عبر نشاطه الإبداعي". أكد رئيس الأساقفة ميليوري أن كل البشر يتشاركون مسؤولية حماية البيئة وأنه "لا يجب أن يكون واجب حماية البيئة متعارض مع التنمية لكن لا يجب التضحية بهذا الواجب على مذبح التنمية الاقتصادية". الأخلاقيات أضاف ميليوري أن "الأزمة البيئية" هي في جوهرها "تحدياً أخلاقياً".

 وقال: "نحن مدعوون للنظر بكيفية استعمالنا الثروات الطبيعية وتشاركنا إياها وما نخلفه منها للأجيال القادمة. لا بد أن نعيش بتناغم مع بيئتنا. لذلك، يجب أن تترافق قوى الإنسان المتنامية التي تسمح بالسيطرة على الطبيعة مع حس مسؤولية متزايد تجاه البيئة". ولفت ميليوري الانتباه إلى دور الفقر المدقع في القضايا البيئية. فأعلن: "يجب أن ندرك أنه في أغلب البلدان اليوم، يتحمل الفقراء مسؤولية التدهور البيئي. في غياب بديل، يعيش هؤلاء في أراض ملوثة، أو قرب مكبات النفايات السامة، أو يتجمعون في أراض عامة وعلى ملكيات أشخاص آخرين من دون الحصول على الخدمات الأساسية.

 كما أن المزارعين الفقراء يقطعون الأشجار والغابات للعيش. "إنهم يعلمون بجد للعيش على الفتات مما يؤدي إلى استمرار حلقة مفرغة من الفقر والتدهور البيئي. فالفقر المدقع ليس فقط أسوأ الملوثات بل أيضاً أكبرها حجماً".

 لكن "الصورة ليست مظلمة بالكامل" وفقاً لرئيس الأساقفة. وتابع قائلاً: "توجد مؤشرات مشجعة عن وعي متزايد لدى الرأي العام حول العلاقة الوثيقة بين مختلف التحديات التي نواجهها اليوم". "يمكن الاهتمام بالطبيعة أكثر والحفاظ عليها عبر التعليم والتوعية المستمرة.

 فكلما عرف الناس مختلف جوانب التحديات البيئية التي يواجهونها كلما تمكنوا من الاستجابة لها بشكل أفضل".