مقابلة مع الأخت يوجينيا بونيتي، مبشرة من "لا كونسولاتا"
روما، 6 نوفمبر 2007 (ZENIT.org)
عقدت في روما ندوة دولية لمحاربة الاتجار بالبشر واستغلالهم، بين 15 و20 أكتوبر الماضي حيث شاركت راهبات من رهبانيات مختلفة ومن عدة بلدان من حول العالم من أجل المشاركة في إطلاق أول شبكة دينية دولية ضد الاتجار بالبشر واستغلالهم.
كانت الأخت يوجينيا بونيتي، مبشرة من "لا كونسولاتا"، المسؤولة عن هذا اللقاء. لقد بدأت الأخت بونيتي هذا النضال منذ 2 نوفمبر 1993 (تاريخ أول لقاء لها مع ضحية الاستغلال) في تورينو، ومن ثم في روما منذ العام 2000.
في هذه المقابلة مع زينيت، تخبرنا الأخت بونيتي عن أعمال هذه الندوة وتعيد التأكيد على أنه "لا يجب أن يشعر أحد أنه لا مبالٍ أو غريب عن معاناة الأبرياء العزل، ضحايا الاتجار والاستغلال".
زينيت: كيف يعتبر دور الراهبات المشار إليه في ندوتكم بأنه "نبوي" في النضال ضد الاتجار بالبشر؟
الأخت بونيتي: إن موضوع هذا اللقاء "إنشاء شبكة: الدور النبوي للراهبات في النضال ضد الاتجار بالبشر" كان يهدف إلى إثبات قيمة وجودنا النبوي في العالم والكنيسة الذي يقضي بالاستجابة إلى الحالات الطارئة عبر إعادة إحياء الجاذبية (الكاريزما) التي تشكل أساس مؤسستنا من أجل خدمة الأشخاص الأكثر ضعفاً وفقراً والأطفال الأحداث.
زينيت: تأتي الراهبات من رهبانيات مختلفة. هل يزداد عدد الراهبات اللواتي يشاركن في النضال ضد هذه الآفة الاجتماعية التي يمثلها استغلال البشر؟
الأخت بونيتي: نعم. فحتى في دول أوروبا الشرقية، تعمل الراهبات على محاربة هذه الآفة العالمية. وقد شاركت 33 راهبة في الندوة من 26 بلداً ومن 25 رهبانية مختلفة. وبلغ سن أصغرهن 28 عاماً وأكبرهن 76 عاماً، وهن اتحدنَ معاً من أجل قضية واحدة: المسيح، النساء والأطفال الضعفاء بدون حماية.
لقد شعرت كل المشاركات بالسرور لتنظيم هذه الندوة في معهد أخوات مريم-الطفل الذي يقع قرب صف أعمدة كاتدرائية القديس بيار؛ فقد تمكنوا من رؤية كنيسة روما من الداخل والفاتيكان والعديد من الرهبانيات الأنثوية والذكورية الموجودة في روما.
زينيت: لقد وجهتم رسالة أخبرة تدعو الكنيسة بأكملها والحكومات إلى التحرك. فلا أحد منيع أمام هذه المشكلة…
الأخت بونيتي: هذا صحيح، لا يجب أن يشعر أحد أنه لا مبالٍ أو غريب عن هذا الكم من المعاناة والاستغلال والتدمير الذي يعيشه الأشخاص الأبرياء. لقد قام المشاركون بتحضير هذه الرسالة الموجهة إلى مختلف المسؤولين الحكوميين والمسوؤلين في الكنيسة وكل المؤمنين، والضحايا وكل من يستغلهم.
زينيت: لقد أطلقتن شبكة دولية حقيقية ضد استغلال البشر…
الأخت بونيتي: نعم، أظن ذلك. كانت تجربة جميلة جداً وغنية بالمضمون، وقد شعرت كل الأخوات بالامتنان ونأمل أن تنمو هذه الشبكة لتضم المجتمعات الدينية الذكورية للعمل على لفت انتباه العالم للطلب والمتاجرين، إلى جانب المجتمعات الدينية الأنثوية لمنع استغلال الضحايا الشباب وحمايتهم.
زينيت: لماذا عقدت هذه الندوة؟
الأخت بونيتي: كان مكتب الاتجار بالبشر في الاتحاد الوطني للمسوؤلين الدينيين في إيطاليا وراء فكرة الندوة واهتم بتنظيمها، بدعم وتمويل السفارة الأميركية لدى الكرسي الرسولي.
يمكن هدف الندوة الرئيسي في إنشاء أو تعزيز شبكة اتصالات وعمل بين مختلف المؤتمرات الدينية القائمة في بعض بلدان المنشأ والعبور والمقصد حيث يتم شراء وبيع العديد من النساء والأطفال كما لو كانوا سلعاً تجارية. نحن نتمنى إنشاء شبكة والعمل معاً من أجل تقديم يد العون لكل هؤلاء الأشخاص الذين يعاملون كعبيد بانتظار تحريرهم من قيودهم.
بهذه الطريقة وحدها، يمكن أن تعبر حياتنا الدينية والتبشيرية عن دورها النبويفي عالم اليوم.