دليل التعليم المسيحي العام رقم 3

 دليل التعليم المسيحي العام – 3 –

 

التعليم المسيحي في رسالة الكنيسة اﻹنجيلية

 

الوحي: أعمال و أقوال

38 – ﺇن الله في عظمته اللامتناهية قد لجأ ﺇلى منهج علمي ليكشف عن ذاته للشخص البشري: فاستخدم أحداثاً وكلمات بشرية لينقل تدبيره, وضع ذلك بتدرّج وعلى مراحل, ليقترب من البشر بأفضل ما يستطاع. في الواقع, ﺇن الله

يعمل بمعنى أن البشر يتوصلون ﺇلى معرفة تدبيره عبر أحداث تاريخ الخلاص والكلمات الموحاة التي ترافقها وتفسّرها.

       "وتدبير الوحي هذا يقوم بالأعمال و الأقوال التي ترتبط قيما بينها ارتباطاً وثيقاً, بنوع أن الأعمال التي حقّقها الله في تاريخ الخلاص تبرز العقيدة والحقائق التي تعبّر عنها الأقوال وتدعّمها, بينما الأقوال تعلن الأعمال وتوضّح السرّ الذي تحويه."

 

39ﺇن التبشير الذي ينقل الوحي ﺇلى العالم, إنما يتمُّ أيضاً بالأعمال والأقوال. انه شهادة وتبشير معاً, قول وسرّ, تعليم الالتزام.

       من جهته ينقل التعليم المسيحي أعمال الوحي وأقواله: عليه أن يعلنها ويخبر عنها في الوقت نفسه, عليه أن ينير الأسرار العميقة التي تحتويها. من ناحية أخرى, لا يشكل التعليم المسيحي ذاكرة الآيات التي حققها الله في الماضي فقط, بل بمساعدة الوحي ينبوع النور للشخص البشري, يفسّر علامات الزمن وحياة الرجال والنساء الحاضرة, لأن فيهم يتحقّق تدبير الله لخلاص العالم.

يسوع المسيح, وسيط الوحي وملؤه

40 – كشف الله عن ذاته شيئاً فشيئاً, بواسطة الأنبياء والأحداث الخلاصية, ﺇلى أن تَمّ الوحي بإرسال ابنه بالذات….

       يسوع المسيح ليس فقط الأكبر في الأنبياء, أنّه ابن الآب, الابن الأزلي الذي صار ﺇنساناً, وبالتالي أنّه الحدث الأخير الذي نحوه تتّجه كل أحداث تاريخ الخلاص (لو 24: 27). في الواقع, أنّه كلمة الآب الوحيدة والكاملة لا يُعلى عليها.