دليل التعليم المسيحي العام رقم 4

 دليل التعليم المسيحي العام – 4 –

مهمّات التعليم المسيحي تحقّق هدفها

84 – يبلغ التعليم المسيحي غايته عبر مهمّات مختلفة تتداخل الواحدة في الأخرى. ولاستخدامها, يستحوي التعليم المسيحي الأسلوب الذي اتّبعه يسوع لتدريب رسله:

× كان يُطلعهم على أبعاد ملكوت السماوات المختلفة: ("أمّا أنتم فقد أنعم عليكم بالإطلاع على أسرار ملكوت السماوات" – متى 13: 11),

× وكان يعلّمهم أن يصلّوا ("عندما تصلون, قولوا: أبانا… "     لوقا 11: 2),

× وكان يعرض عليهم الحالات اﻹنجيلية ("تتلمذوا لي, أنا الوديع المتواضع القلب" – متى 11: 19),

× وكان يلقّنهم الرسالة ("أرسلهم اثنين اثنين…" لوقا 10: 1)

أن مهمّات التعليم المسيحي تناسب تربية أبعاد اﻹيمان المختلفة, لأن التعليم المسيحي هو تربية مسيحية أساسية "مفتوحة على كل العناصر التي تؤلف الحياة المسيحية." (البابا بولس السادس "واجب تلقين التعليم المسيحي في عصرنا") فاﻹيمان يقتضي, بقوّة ديناميته الداخلية, أن يكون معروفاً ومشتهراً و"معاشا"ً ومعبَّر عنه بالصلاة, وعلى التعليم المسيحي أن ينشّط كلا من أبعاده. أنّما اﻹيمان يُعاش في الجماعة المسيحية ويُبشَّر به في الرسالة: أنّه ﺇيمان مشترك ومبشَّر به. هذه الأبعاد أيضاً أن يُنشّطها التعليم المسيحي.

       لقد عبّر المجمع الفاتيكاني الثاني عن هذه المهمّات كالتالي:

× "تُنير التنشئة اﻹيمان وتقوّيه,

× وتغذّي الحياة حسب روح المسيح,

× وتَعُود ﺇلى الاشتراك الفعّال والواعي في الأسرار الطقسية,

× وتحثُّ على العمل الرسولي".

85 بعض الاعتبارات حول مجموع هذه المهمّات:

ﺇن مهمّات التعليم المسيحي الأساسية هي:

                    ï     التشجيع على معرفة اﻹيمان

                    ï     التربية الليتورجية (الاحتفال)

                    ï     التربية الأخلاقية

                    ï     تعليم الصلاة               

   ﺇن مهمّات التعليم المسيحي الأخرى هي:

                                         ï     التربية على الحياة الجماعية

                                         ï     التنشئة على الرسالة

87     – المهمّات كلها ضرورية. فكما أن الجسم البشري هو بحاجة كي يحيا لى أن تعمل كل أعضائه, هكذا تحتاج الحياة المسيحية, لتبلغ نضجها, لى تنمية كل أبعادها: معرفة اﻹيمان, الحياة الطقسية, التربية الأخلاقية, الصلاة, الانتماء الجماعي, الروح الرسولي. فإذا ما أهمل التعليم المسيحي أحد هذه الأبعاد, لا يبلغ اﻹيمان المسيحي ملء نموّه.

       – تتداخل المهمّات بعضها الآخر وتتطوّر معاً. أن كل موضوع كبير, كالتعليم المسيحي حول الله الآب, على سبيل المثال, له بُعد معرفة وتضمينات أخلاقية, تبطنه الصلاة وتضطلع به الشهادة. أن مهمّة تدعو الأخرى. فمعرفة اﻹيمان تُعدّ للرسالة, والحياة الأسرارية تعطي القوّة لتبدُّل أخلاقي.

       – كي يحقّق التعليم المسيحي مهمّاته هذه يلجأ لى وسيلتين كبيرتين:

               ïلى نقل الرسالة اﻹنجيلية

              ïولى ممارسة الحياة المسيحية.

       ففي التربية الطقسية, مثلاً, يجب شرح ما هي الطقسيات المسيحية وما هي الأسرار. ولكن يجب أيضاً تكليف شخص بممارسة نماذج الاحتفالات المختلفة, والعمل على اكتشاف الرموز ومحبتها, ومعنى الأعمال اليدوية… وفي التربية الأخلاقية, يجب ألاّ ننقل مضمون الأخلاقية المسيحية فقط, بل يجب أيضاً تنمية الأوضاع اﻹنجيلية والقيم المسيحية وبكل نشاط.

      

       … كما أشار لى ذلك الدليل لعام للتعليم المسيحي (1971):  "أنّه لمن الأهمّية بمكان أن يحافظ التعليم المسيحي على هذه الثروة ذات الأوجه المختلفة, بمعنى ألا يعزل أيّ وجه على حساب الأوجه الأخرى"