رسالة البابا العامة توجه دعوة إلى النقد الذاتي للحداثة والمسيحية الحديثة على حد سواء

الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي يعلق على رسالة "مخلصون بالرجاء"

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 4 ديسمبر 2007 (ZENIT.org).

أشار الأب فيديريكو لومباردي إلى أن إحدى أهم النقاط في رسالة البابا الجديدة هي الدعوة إلى القيام بنقد الذاتي للحداثة والمسيحية الحديثة على حد سواء، داعيًا المسيحية إلى إعادة اكتشاف هويتها انطلاقًا من جذورها.

وقد خصص الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، افتتاحية نشرة "أوكتافا دييس" الأحد الماضي لرسالة البابا بندكتس السادس عشر العامة "مخلصون بالرجاء"، مشيرًا إلى أن الرسالة تتطرق إلى إحدى المسائل الأكثر آنية ودراماتيكية في أيامنا، مسألة الرجاء.

وأشار إلى أن الأب الأقدس يبين في الرسالة العامة كيف أنه "بوجه الإرهاق والغموض الذي يعاني منه الزمن الحاضر، نحتاج إلى رجاء متين ووثيق، إلى رجاء يغير فعلاً حياتنا، لكي نستطيع أن نسير بثقة نحو الغاية التي نحتاج إلى الوصول إليها".

 وقال لومباردي: "هذا هو الرجاء الذي يناله من يؤمن بأن الله هو محبة"، ملخصًا بذلك كنه الرسالة العامة.

 وبنظر الكاهن اليسوعي، لقد لمس البابا برسالته العامة الثانية إحدى المسائل الطارئة والدراماتيكية في عصرنا. فالبابا مقتنع – تابع لومباردي –  "بأن رفض الإيمان والرجاء المسيحي – رفض الله – إنما يقود الإنسان في نهاية المطاف إلى فقدان ذاته، ولكن هذا الأمر لا يؤدي بالبابا إلى القيام بمجرد نقد سلبي، بل يضعه مرة أخرى في موضع الحوار، والتعاون المتبادل بين العقل والإيمان".

 وأشار لومباردي أن إحدى المقاطع المحورية في الرسالة العامة تتوقف على "ضرورة النقد الذاتي في المجتمع الحديث، الذي يجب أن يمتزج بنقد ذاتي في صلب المسيحية الحديثة، التي يجب أن تتعلم دومًا من جديد، أن تعي واقعها انطلاقًا من جذورها".
 

وذكر بأنه "لكي يستطيع المسيحيون أن يكتشفوا من جديد ما يستطيعون أن يقدموا للعالم، عليهم أن ينطلقوا من الله؛ ليس من أي إله كان، بل من الإله الذي جاء إلى لقاء البشرية في المسيح وكشف عن نفسه كإله المحبة".

 وقد أشار البابا في رسالته إلى أن "الثقة بهذا الحب، تغذي صلاة التوق التي تشرح القلب؛ وتثبت رجاءً ملتزمًا وفاعلاً، يعرف أن يغير العالم ويريد ذلك، لأنه ينظر أبعد منه؛ ويجد القوة في حمل الآلام واكتشاف المعنى، حتى في عندما لا تكون هذه الآلام عادلة؛ ويسمح بالنظر نحو الدينونة النهائية كمكان يتم فيه إحلال العدالة للجميع، من منظور المحبة بالطبع".

 وأخيرًا ختم لومباردي بالقول"نعبر عن امتناننا، لأن بندكتس السادس عشر قد حملنا مرة أخرى، بقوة وطيبة، نحو المسائل الحاسمة في الاقتراح الذي تقدمه المسيحية إلى الإنسان والعالم".