الكاردينال كاسبر: لقد أصبحت السدة البطرسية، المتقدمة في المحبة، محورًا مسكونيًا

رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين يتحدث عن انطباعاته بعد زيارته لبطريركية القسطنطينية

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 6 ديسمبر 2007 (ZENIT.org).

أشار الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين أن مختلف الطوائف المسيحية تعترف بالدور الحيوي الذي تقوم به "الخدمة البطرسية" في الحركة المسكونية.

 لدى عودته من اللقاء بالبطريرك المسكوني برثلماوس الأول في اسطنبول (تركيا)، بعد اللقاء التقليدي لتبادل البعثات بمناسبة عيد القديس أندراوس الرسول (30 نوفمبر)، صرح الكاردينال إلى صحيفة الفاتيكان "الأوسيرفاتوري رومانو" بأن مناخ الفنار (كرسي بطريركية القسطنطينية المسكونية) كان "إيجابيًا ووديًا".

وعبر كاسبر عن شعوره بأنه لم تكن هناك "وثيقة رافينا" وحسب، بل "روح رافينا" أيضًا، مشيرًا إلى الوثيقة الختامية بعنوان "النتائج الإكليزيولوجية والقانونية لطبيعة الكنيسة الأسرارية: الشركة الكنسية، المجمعية، والسلطة"، التي صدرت عن الجمعية العامة للجنة العالمية للحوار اللاهوتي بين الكاثوليك والأرثوذكس التي عقدت في رافينا، إيطاليا من 8 ولغاية 14 أكتوبر.

وبالحديث عن الوثيقة التي صدرت في 15 نوفمبر المنصرم، قال رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين: "الجميع مسرور للوثيقة" التي تشكل اتفاقًا بين الكاثوليك والأرثوذكس على أرضية مشتركة لتأسيس النقاش حول أولية أسقف روما.

 واعترف كاسبر أنه ما زال هناك درب طويل وغير سهل، "ولكن روما والقسطنطينية ثابتتان في قناعتهما بالمضي قدمًا في درب الحوار. نرجو بعون الله أن نعيد تشديد أواصر الوحدة".

 هذا وأشار كاسبر أنه سيلتقي بالميتروبوليت كيريل، مدير مكتب العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو، الذي يزور روما من 5 إلى 8 ديسمبر للاحتفال بعيد شفيعة رعية القديس كاترينا الإسكندرية الروسية.

 سيسعى اللقاء إلى تخطي اللغط الذي تولد بعيد انسحاب البعثة الروسية من لقاء رافينا، اعتراضًا على مشاركة أعضاء من الكنيسة الرسولية الأستونية، التي أنشأتها بطريركية القسطنطينية في أستونيا عام 1996، وأعلنتها كنيسة "مستقلة".

 هذا وستجتمع الجنة العالمية للحوار اللاهوتي بين الكاثوليك والأرثوذكس في خريف 2009 للنقاش حول موضوع "دور أسقف روما في شركة الكنيسة في الألفية الأولى"، وقد تمنى الأب الأقدس بندكتس السادس عشر مشاركة بطريركية موسكو في هذا اللقاء، وذلك في رسالته إلى البطريرك المسكوني برثلماوس الأول  بمناسبة عيد القديس أندراوس.

 وبالحديث عن العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس، أشار كاسبر إلى بعدين هامين في العلاقة، فمن ناحية "تنمو الصداقة بشكل مضطرد بين الكنيستين"، وفي المقام الثاني، "هناك الإرادة الثابتة من قبل كل الأطراف، للتعرف بشكل واضح على أن وحدة الكنيسة إنما هي وصية من يسوع نفسه".

 وبالحديث عن لقائه في اسطنبول، أشار الكاردينال كاسبر إلى أن "الطرف الأرثوذكسي تصرح بأن هناك أولية على صعيد شامل: إلا أن هذا لا يعني أننا وجدنا الحلول كل المشاكل".

 وقد عبر الكاردينال الألماني أن لديه "الانطباع بأن المسيحيون طرًا يعون الوعد المكنون في الخدمة البطرسية: لقد أصبحت السدة البطرسية المتقدمة في المحبة، محورًا مسكونيًا".

 "الكل يعون أن هناك موهبة وحدة يجب أن نتسلح بها في هذا العالم المعولم. يقال أن "كل الدروب تقود إلى روما": بطريقة ما، هذا القول صحيح على الصعيد الروحي أيضًا".