كتب – ناجح سمعـان :
بدأت الكنائس القبطية الكاثوليكية منذ ليلة السبت الموافق 8 ديسمبر 2007 الإحتفال بأمسيات شهر كهيهك المبارك حيث ترفع التسابيح الكهيكية والتماجيد التراثية لإكرام السيدة مريم العذراء والدة الآله . وحسب الترتيب الطقسي للكنيسة القبطية يعتبر شهر كيهك رابع شهر في السنة القبطية وتعده الكنيسة بمثابة مسيرة استعداد روحية نحو الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في ختام هذا الشهر المبارك وذلك بما تتضمنه السهرات الروحية الأسبوعية من صلوات وتماجيد مأخوذة عن الأبصلمودية الكيهكية . وعن الموقع الفريد لشهر كيهك على خريطة الطقس القبطي نقرأ ما كتبه العلامة الأب يعقوب موزر ( 1896 – 1956 ) في بحثه الهام بعنوان ( كلمة لمناسبة شهر كيهك المبارك ) إذ يقول الأب الوقور :
( إنه لأمر بديهي أن كل أمة مسيحية ذات تاريخ عريق وممثلة في إحدى طوائف الكنيسة الجامعة من اليوم الذي تمكن فيه الدين المسيحي من التملك على قلوب أهلها قالت كلمة من سويداء قلبها تعظيماً للعذراء القديسة والدة الله وعبرت على ضوء ايمانها وعلى وتر مشاعرها الدينية العميقة في مختلف التسابيح عما تاثرت به حينما مثل مبشرو الأنجيل أمامها تلك الشخصية الكلية الطهر والبهاء ونادى هؤلاء المبشرون لها بما هي عليه من حسن وجمال روحي فائق وسمو الفضائل النادرة الوجود ومن مركز سام تشغله في خلاص البشر ودور هام ستقوم به في أمر الشفاعة على مر الأجيال . فلم تصمت الأمة القبطية أمام أمجادها وكراماتها العديدة . إن الأمة السريانية واليونانية والأرمينية واللاتينية قالت كلمتها القيمة الفصيحة غير أن الكنيسة القبطية قد فاقتها جميعاً بكلمتها الفياضة المعاني وبافتتانها بجمال العذراء والهيام في حبها فأنشدت ورنمت بتسابيح جميلة الوضع عذبة للاسماع ، فضمت صوتها الرنانة إلى اصوات الكنائس الأخرى ، فكان بالهام من الروح القائل منذ الآن جميع الأجيال تطوبني . وقد بلغ شغف الكنيسة القبطية بالعذراء وحبها الزائد نحوها إلى ان ابتكرت مجموعة من التسابيح المريمية في غاية التنسيق لكل يوم من أيام الأسبوع الواقعة بين اليوم الأول من شهر كيهك إلى التاسع والعشرين منه . ولهذا الشهر طقس خاص به تقال خلاله الذكصولوجيات والتسابيح بلحن لذيذ يعر ف باللحن الكيهكي وهو فرائحي . وإن الكنيسة القبطية بهذا الطقس ترغب في أن تهيئ المؤمن تدريجياً – خلال الشهر – بطريقة معقولة لقبول بشرى الميلاد العجيب ) .