بندكتس السادس عشر يشيد بتراث الكنائس الشرقية الروحي

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 7 ديسمبر 2007 (ZENIT.org).

أكد البابا بندكتس السادس عشر دعمه للكنائس الشرقية، وعبر عن جزيل احترامه وتقديره لتراثها الروحي الذي هو مدعاة فخر نظرًا لغناه الكبير.

جاءت كلمات بندكتس السادس عشر صباح الخميس 6 ديسمبر 2007 ، لدى استقباله في الفاتيكان أعضاء المعهد الحبري للدراسات الشرقية، بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسه.

ووصف البابا المعهد الحبري للدراسات الشرقية بأنه "واحة سلام ودرس"، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي لعبه في الأزمنة العسيرة التي عاشتها الكنائس الشرقية في القرن الماضي فقال: "لقد عاشت هذه الجماعات الكنسية فترات عسيرة، وقد بقيت قريبة من روما عبر أمانتها لكرسي بطرس رغم بعدها الجغرافي عنها. ما كان تقدم هذه الكنائس وثباتها في الصعوبات ممكنًا لولا الدعم الدائم الذي تلقته من واحة السلام والدرس المتمثلة بالمعهد الحبري للدراسات الشرقية، والذي هو محور لقاء لنخبة الباحثين، والكتاب والمحررين في الشرق المسيحي".

كما وأشاد الأب الأقدس بمكتبة المعهد واصفًا إياها بالجوهرة فقال: "تستحق ذكرًا خاصًا جوهرة المعهد، عنيت بها المكتبة التي أسسها سلفي البابا بيوس الحادي عشر، والذي كان سابقًا مدير المكتبة الأمبروسية، والمراقب الفني للقسم التاريخي في مكتبة المعهد الحبري للدراسات الشرقية. إنها مكتبة شهيرة في العالم بأسره، كما أنها إحدى أفضل المكتبات المتعلقة بالشرق المسيحي".

فهذه المكتبة الغنية تحفظ روائع التراث المسيحي الشرقي، وهي تجعل من المعهد الحبري للدارسات الشرقية "مثالاً بليغًا لما تستطيع الحكمة المسيحية أن تقدمه لمن يرغب في الحصول على معرفة أدق للكنائس الشرقية، ومن يريد أن يتبحر في معرفة ذلك التوجه في حياة الروح، وهو يشكل موضوع فخر حقيقي للشرق، لأنه يملك في هذا المجال تقليدًا غنيًا جدًا".

وهذا وقد أنشأ البابا بندكتس الخامس عشر المعهد الشرقي في 15 أكتوبر 1917. وقد استفادت الكنائس الشرقية من هذه البادرة، لأنها بدأت تتمتع بإدارة تتماشى أكثر مع تقاليدها، تحت إشراف الأحبار الرومانيين الذين، بحسب كلمات بندكتس السادس عشر لم يتوقفوا يومًا عن إظهار اهتمامهم بالكنائس الشرقية "عبر مبادرات دعم عملية، من خلال دعوة الكثير من التلاميذ الشرقيين للمجيء إلى روما لكي ينموا في معرفة الكنيسة الجامعة".