أربعة أفكار أساسية لبناء عالم صديق للأطفال

الكرسي الرسولي: الحقوق مكتسبة حتى قبل الولادة

نيويورك، 20 ديسمبر 2007 (Zenit.org)

 إن الكرسي الرسولي يتطلّع إلى عالم يلائم حقيقةً الأطفال وهو مقتنع بأن حقوق العائلة والتربية واستئصال الفقر وتحسين الرعاية الصحية تشكل عناصر أساسية لتحقيق هذا الهدف.

هذا ما أكّده رئيس الأساقفة، المونسنيور تشيليستينو ميليوري، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة يوم الخميس الفائت في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركّزت على متابعة الدورة الخاصة بالأطفال التي عُقدت في العام 2002.

وأشار المونسنيور ميليوري في كلمته إلى أن "إتفاقية حقوق الطفل" تبقى القاعدة لتعزيز حقوق الطفل وحمايتها. فهي تتضمن مبادئ أساسية كحقوق الطفل قبل الولادة وبعدها، والأسرة باعتبارها البيئة الطبيعية لنموّ الأطفال وتنشئتهم، وحق الطفل في أفضل مستويات الرعاية الصحية والتربية الممكنة".

وقد ركّز ممثل الكرسي الرسولي بشكل خاص على ضرورة تربية أطفال العالم.

وقال المونسنيور ميليوري: "إن التربية تقع في أساس نموّ كل طفل"، لافتاً إلى أن ما يناهز 250 ألف مدرسة كاثوليكية على القارات كافة تساهم في بلوغ هذا الهدف.

وأسف ميليوري لـ"بقاء الفقر المزمن العائق الأكبر الوحيد أمام تأمين حاجات الأطفال"، مشدداً على أن التربية عنصر أساسي "لبناء قدرتهم على كسر دوامة الفقر المدقع وتوعيتهم على قيمتهم وكرامتهم".  

معركة ضدّ فيروس نقص المناعة المكتسبة/الأيدز

وتطرق المونسنيور ميليوري إلى مسألة العناية الصحية، وإلى حماية الأطفال من فيروس نقص المناعة المكتسبة/الأيدز. ولفت في هذا السياق أيضاً إلى التزام الكرسي الرسولي، مشيراً إلى "ألوف المؤسسات الملتزمة في مجال العناية بالأيتام وتربيتهم، وبتنظيم حملات الوقاية والتوعية، وتوزيع الأدوية المضادة للفيروسات الإرتجاعية، وتأمين الحدّ الأدنى من العناية الصحية والغذاء، وتفادي إنتقال الفيروس من الأم إلى طفلها، ومكافحة إعتبار المرض وصمة عار، وبناء قدرات الشعوب التي ينتشر بينها فيروس الأيدز لكي تكون من الفاعلين والناشطين في الحملة لمكافحة الآفة".

وأكد ميليوري أنه، مع ذلك، لا بدّ من بذل المزيد من الجهود في الحرب ضدّ أوبئة وأمراض أخرى، شأن المالاريا والسلّ.

وتابع قائلاً: "إن أحد التحديات الأهم يكمن في عدم قدرة الأطفال والأمهات على الوصول إلى الحدّ الأدنى من العناية الصحية وأنظمة الصرف الصحي. إن أنظمة الصرف الصحي هي من بين أكثر الحاجات البشرية الأساسية التي يتمّ إهمالها وإغفالها، والجهود الدولية في هذا المجال كانت \’باهتة\’. إن الأطفال يشكلون أولى ضحايا هذا \’الوضع المرفوض\’. هذا الإهمال أو نقص التركيز على الرعاية الصحية الأساسية مكلف للغاية، سيما وأن الوقاية الطبية الأساسية غالباً ما تكون إحدى الوسائل ذات التكلفة الفعالة والأنجح لتحسين صحة المجتمع وتوازنه".

"إن وفدي يأمل بجدّ ألا تبقى الإلتزامات التي جرى تجديدها أو قطعها خلال هذه الدورة العامة مجرد إعلان لحسن النوايا أو للأهداف المتوخاة… بل إلتزامات ثابتة ندعمها كيما يصبح حلم بناء عالم يلائم فعلاً الأطفال حقيقةً".

(ترجمة ميرنا تابت)