روما، 17 يناير 2008 (zenit.org).
ننشر في ما يلي تأمل السابع عشر من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
الوصايا
من أجل معرفة الله، لا بدّ للإنسان من أن يكون حاضراً بكليّته: إدراكاً وإرادةً وقلباً. ويعني ذلك من الناحية العملية أنه لا يسعنا أن نعرف الله ما لم نستعدّ لقبول مشيئته ولأن نتخذها مقياساً وهدايةًً في حياتنا. وبعبارات أكثر عملية، يعني ذلك أن العيش بحسب الوصايا هو جزء من الإنتماء إلى شركة الذين يحجون على طريق الإيمان، شركة من يسيرون إلى الله. وهذه ليست قاعدة مفروضة فرضاً على الإنسان. فبقبول مشيئة الله نبلغ حقيقةً ملء كياننا المجبول حقاً على صورة الله، ونصبح على ما يجب أن نكون: صورةً لله كمثاله. ولمّا كان الله محبة، فإن الوصايا التي ضمّنها مشيئته هي أشكال وتعابير أساسية لعنوان واحد هو المحبة. إنها القواعد العملية لكي نعرف كيف نحبّ الله والقريب والخليقة وكيف نحبّ ذواتنا. ومجدداً، لأن المسيح يجسّد القبول الكامل لمشيئة الله، والقامة المكتملة لمن يعيش على صورة الله ومثاله، لذلك فإن العيش بحسب شريعة المحبة وبحسب مشيئة الله يعني أن نتبع المسيح، ونذهب إلى لقياه، ونسير الدرب معه.