البابا ترأس الصلاة المسكونية في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة

روما، 27 يناير 2007 (zenit.org).

 عن إذاعة الفاتيكان – ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الخامسة والنصف من مساء الجمعة الفائت صلاة المساء المسكونية في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما، وفي ذكرى اهتداء مار بولس على درب المسيح واعتماده، وشارك فيها القس صموئيل كوبيا أمين عام مجلس الكنائس العالمي بحضور ممثلين عن الكنائس والجماعات الكنسية من مختلف أرجاء العالم.

وتصادف هذه السنة الذكرى المئوية الأولى لانطلاقة ثمانية الصلاة من أجل وحدة المسيحيين عام 1908 في مدينة نيويورك والتي أصبحت فيما بعد أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. كما احتفل بمرور أربعين عاما على الصياغة المشتركة لموضوع ونصوص التأمل والصلاة بالتعاون ما بين لجنة إيمان ونظام التابعة لمجلس الكنائس العالمي والمجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين.

وتحدث البابا بندكتس السادس عشر في عظته خلال احتفال الصلاة المسكونية عن اهتداء القديس بولس، مضطهد الكنيسة الأعمى، على طريق دمشق إذ أنار المسيح حياته فتكرس له كل عمره وصار مبشرا بالإنجيل ورسول الأمم. وعلى وقع كلمات بولس الرسول: "صلوا ولا تملوا"، وفي ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، أضاف يقول، نعي تماما كم ينقصنا من جهود وطاقات لإعادة نسج الوحدة المرجوة، فليست مرهونة بقرارنا بل الله قادر وحده على إنجازها.

حض القديس بولس أهل تسالونيقي على الصلاة الدائمة ومن دون كلل وعلى السير في درب الوحدة والسلام، وشدد البابا على أن الوحدة مع الله ومع الآخرين تبنى وقبل كل شيء على حياة الصلاة وعلى البحث الدائم عن "مشيئة الله لنا في يسوع المسيح" (1تسا 5/18). كما ألمح إلى أن دعوة بولس إلى أهل تسالونيقي ما تزال آنية حيال الأوهان والخطايا التي تعيق الوحدة التامة بين المسيحيين، وقال إن الحركة المسكونية من دون الصلاة الفردية والجماعية كي "يكونوا بأجمعهم واحدا، كما أنك فيّ، يا أبتِ، وأنا فيك" (يو 17/21) لم تكن لتستمر طويلا.

وفي استذكاره لبداية ثمانية الصلاة من أجل وحدة المسيحيين على يد الأب بول واطسن في نيويورك عام 1908، شبه بندكتس السادس عشر حركة الصلاة المسكونية بالسفينة التي تبحر منذ مائة عام بنعمة الله الذي يرافق ويعين المؤمنين بالمسيح في بحثهم وسعيهم إلى الوحدة. وأضاف أن "سفينة المسكونية لم تكن قادرة على الإبحار من المرفأ إن لم يحركها تيار الصلاة الشامل ويدفعها زخم الروح القدس".

وسطر البابا ضرورة وحاجة المسكونية، اليوم كما في الأمس، إلى "الدير الخفي" الكبير الذي تحدث عنه الأب بول كوتورييه، وإلى جماعة المسيحيين الكبرى من كل التقاليد كي يصلوا ويهبوا حياتهم من أجل بلوغ الوحدة.

وفي ختام عظته، وجه الأب الأقدس تحية شكر وصداقة إلى القس الدكتور صموئيل كوبيا الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي المشارك في الصلاة اليوبيلية ولفريق العمل المختلط، وهو أداة التعاون بين الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي في البحث المشترك عن الوحدة، كما رحب بأساقفة وكهنة ورعاة الكنائس المختلفة وممثلي الجماعات الكنسية في روما، مذكرا بموعد افتتاح السنة المكرس لشهادة وتعليم الرسول بولس في 28 من حزيرن يونيو القادم وفي هذه البازيليك بالذات.