الأطفال واللُّعَب

  بقلم: انور نعمة

اللعب عند الطفل حاجة أساسية وضرورية، فهي عدا عن كونها وسيلة للتسلية، تحمل له فوائد عظيمة لعل أهمها تنبيه الحواس، التعليم، تنمية الغرائز وحب الاستطلاع… وإذا كان الطفل مريضاً أو متألماً فإنه كثيراً ما يجد في اللعب متنفساً ينسيه معاناته وآلامه.

والطفل في السنة الأولى من عمره تثيره اللعب التي تعطي بريقاً أو صوتاً جرسياً أو موسيقياً، ولكن يجب الحذر من اعطائه أشياء يسهل بلعها كالأزرار والخرز وقطع النقود. وإذا بلغ الطفل عمر السنتين فإن لُعباً عدة تثير اهتمامه ولكن الدمية هي التي ينجذب لها عن غيرها، إذ غالباً ما يتصرف معها كما تتصرف مربيته معه. وفي العام الثالث يحبذ الصغير اللعب في الحدائق، ويبدأ الميل للرسم ورؤية الكتب والمجلات المصورة، ولكن هذا الميل يتباين من طفل لآخر، فهناك من يقلب صفحات الكتاب أو المجلة باهتمام بالغ وإمعان ظاهر، في حين أن آخر يقلب الصفحات من دون اكتراث، هذا إذا لم يرمه أرضاً من دون أن يكلف نفسه عناء فتحه. وهناك ملاحظات عدة يجب على الأهل أن يتنبهوا اليها وهي:

> أفضل اللعب للطفل هي تلك التي يصنعها بنفسه، أو تلك التي يكتشف بنفسه طريقة استعمالها. من الخطأ جداً ان يحاول الكبار إرشاد الطفل الى كيفية استعمال اللعبة أو دفعه لاتباع التعليمات المرافقة لها (للعبة)، لأن الطفل يحقق أكبر الفائدة بإجراء المناورات التي يرغبها في اللعبة، والطفل يحاول دوماً إيجاد طريقة جديدة من «تأليفه» لمقاربة اللعبة. وهناك من الأهل من يفكر في معاقبة الطفل وحرمانه من اللهو بلعبته، لأنه لم يعمل على صيانتها، أو لأنه يتعامل معها بطريقة مدمرة، لكن السؤال المفترض طرحه على هؤلاء» لماذا اشتريتم اللعبة لصغاركم؟ أليس من أجل اللعب بها؟ إذاً، دعوا الطفل وشأنه ليلعب مع لعبته بالطريقة التي يهواها، فهذا من شأنه أن يعزز خبرته، ويدفعه الى استعمال مخيلته، وتحريك أفكاره.

> على الأهل أن يبتاعوا لأولادهم الألعاب المثيرة التي تبعث فيهم رغبة التحدي والمنافسة، والتي تعلمهم الحذر والدقة والانتباه وإجادة ما يفعل، ويا حبذا لو شد الأهل ميول الطفل صوب اللعب التي يمكن فكها وتركيبها، لأنها تنمي عند الطفل المهارة اليدوية، وتولد فيه حس النشوة والانتصار.

> على الأهل أن يبتعدوا كل البعد من اللعب الخادعة المزيفة التي تحاول زرع أساليب ملتوية في عقول الأطفال للوصول الى غايات معينة، والمضحك المبكي أن مثل هذه اللعب غالباً ما تكون باهظة الثمن، سريعة العطب بأسرع من لمح البصر. هناك نقطة مهمة وهي أن مصنعي اللعب الخادعة يحاولون السيطرة على عقل الطفل من خلال إعلاناتهم الخلابة المتلفزة وغير المتلفزة، فمن واجب الوالدين هنا أن يوفروا على صغارهم الرضوخ لمثل هذه الدعايات الكاذبة شكلاً ومضموناً.

> تعد اللعب وسيلة مهمة لانتقال وانتشار العدوى بالأمراض الميكروبية بين الأطفال مثل الدفتريا والحمى القرمزية، والحمى التيفية (التيفوئيد) وداء السل الرئوي… الخ. لذلك يجب الحرص على عدم تنقل اللعب من طفل لآخر، أو منزل لآخر. كما يجب الحذر كل الحذر من ترك الطفل يعبث باللعب الموجودة في العيادات الاستشارية خصوصاً عيادات الأطفال فالتحريات بينت انها تشكل أعشاشاً مثالية للميكروبات.

> أخيراً يجب التأكد من ان اللعبة تتوافر فيها كل شروط الأمان اللازمة بحيث لا تحتوي على نتوءات وزوايا حادة تجرح الطفل، ولا تحتوي على مكوّنات سهلة الكسر، ولا على مركبات سامة أو مثيرة للحساسية أو سريعة الاحتراق.

نقلاً عن: الحياة     – 02/02/06//