روما، الإثنين 18 فبراير 2008 (zenit.org).
ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن عشر من فبراير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
السلطة في الكنيسة
ما يجعل الكنيسة حقيقةً ليس وجود أشخاص محبّبين إلى القلب فيها… بل هو سطان الكنيسة: فقد أُعطيَت سلطاناً، قُل سلطة التكلم بكلمات خلاص وتأدية أفعال خلاص يحتاجها البشر من دون أن يتمكنوا من القيام بها بمفردهم. فأحداً لا يستطيع أن يستأثر بــ"أنا" المسيح أو "أنا" الله. وحده الكاهن يتكلم بصيغة الـ"أنا" هذه عندما يقول "هذا هو جسدي"أو "أغفرُ لك خطاياك". ليس الكاهن من يغفر هذه الخطايا في الواقع، بل الله، وهذا يغيّر كل الأمور بطبيعة الأمر. فيا لهُ من حدث مؤثّر أن يستطيع الإنسان أن يلفظ كلمة "أنا" التي تدلّ على الله! وحده الكاهن يستطيع أن يفعل ذلك بموجب السلطة التي منحها الله لكنيسته. أما في غياب هذه السلطة، فحسبُه أن يكون عاملاً إجتماعياً لا غير، وهي من دون شك مهنة مشرّفة، ولكننا في الكنيسة نتطلع إلى آفاق أعلى، تُستمَدّ من سلطة أرفع. فإن لم يعد من الممكن النطق بكلمات السلطة هذه وإن لم تعد هذه الكلمات شفافةً بما يكفي لتبدو أسسها واضحةً للعيان، فعندها لا تعود الحرارة الإنسانية للجماعة الصغيرة ذات فائدة تُذكَر. فقد فُقد الأساس، وسرعان ما ستشعر الجماعة بهذه الخسارة. لا يجوز أن نجنّبها عناء التغيّر والإرتداد الذي يفترض منّا ما نعجز عن تحقيقه بأنفسنا ويحملنا في هذا الطريق بالتحديد إلى عالم قدرة الله التي هي رجاؤنا الحقيقي. إن سلطة الكنيسة منفتحة على قدرة الله وهي بالتالي مصدر رجاء لنا. ولهذا السبب، فإن الإلتزام الداخلي بسلطة الكنيسة في فعل طاعة عميقة هو القرار الأساسي في الوجود الكهنوتي.