روما، الجمعة 22 فبراير 2008 (zenit.org).
ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني والعشرين من فبراير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
كرسيّ بطرس
كان بطرس أول من عَمَدَ، بإسم الرسل، إلى إعلان الإيمان حين قال: "أنتَ المسيح ابن الله الحيّ" (متى 16: 16). وهذا ما تقتضيه مهمة خلفاء بطرس كلهم، أن يكونوا روّاد إعلان الإيمان بالمسيح، إبن الله الحيّ. فكرسيّ روما هو في المقام الأوّل منبرٌ لإعلان قانون الإيمان هذا. ومن أعلى هذا الكرسي، يتعيّن على أسقف روما أن يردّد باستمرار: "المسيح هو الرب" كما كتب بولس في رسالته إلى أهل روما (روم 10: 9) وإلى أهل قورنتس (1قور 12: 3). فإلى أهل قورنتس يشدد ويقول: "قد يكون في السماء أو في الأرض ما يُزعم أنهم آلهة وكثير من الأرباب، وأما عندنا نحن، فليس إلا إلهٌ واحدٌ هو الآب… وربٌ واحد وهو يسوع المسيح، به كان كل شيء وبه نحن قائمون" (1قور 8: 5). إن كرسي بطرس يُلزم صاحبه بأن يقول، كما فعل بطرس في وقت كان التلاميذ فيه في زمن محنة، يوم أراد الكثيرون الذهاب في طريقهم: "ربِّ، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندكَ! نحن آمنّا بك َوعرفنا أنك قدّوس الله" (يو 6: 68 وما يليه). إن كل من يجلس في كرسي بطرس عليه أن يتذكّر كلمات الرب إلى سمعان بطرس في العشاء الأخير حين قال: "وأنتَ ثبّت إخوانكَ متى اهتديتَ" (لو 22: 32). وعلى المسؤول عن السدّة البطرسية أن يعي أنه إنسان ضعيف وواهن، شأن قواه الضعيفة والواهنة، وأنه بحاجة دائمة إلى التطهر والإرتداد. ولكنه يمكن أن يدرك أيضاً أنه يستمدّ من الله القوة لتثبيت إخوانه في الإيمان ولإبقائهم متحدين في الإعتراف بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات.