قبيل عيد الميلاد

كان يا ما كان.. كان إيفان يعمل حذّاء في إحدى القرى الروسية القديمة وكان يستعد كل سنة قبيل عيد الميلاد لاستقبال هذا العيد بقراءة الكتاب المقدس والتأمل في حضور الله من خلال أحداث حياته والأشخاص الذين يلتقي معهم وبينما كان يعمل في دكّانه ويفكر ويتأمل في معاني هذا العيد خطر على باله هذا السؤال:" لماذا لا يأتي يسوع هذه السنة لزيارتي؟‍.. نعم في دكاني؟‍.." وبدأ إيفان ببساطته المعهودة ينتظر زيارة يسوع بفارغ الصبر ليلة الميلاد‍‍‍‍‍‍‍‍.. وبينما هو يفكّر كيف يستعد لاستقبال يسوع.. وماذا يمكن أن يقدّم له حين يأتي.. شاهد من نافذته سيدة متعبة تحمل طفلها فأسرع إليها وأدخلها إلى دكانه ليحميها من البرد.. واستقبل أيضاً رجلاً وخفف من غضبه. وصالح رجلاً مع طفل تخاصم معه.. وقدّم الهدايا التي في صندوقه الخاص إلى طفلين فقيرين فأدخل الفرح إلى قلبيهما.. وجاءه كنّاس الشوارع متعباً فاستقبله هو الآخر بفرح.. "لقد تأخر الضيف"!.. قال إيفان في قلبه. وبدل أن يأتي يسوع كان "المتعبون والمثقلون بالهموم" يتوافدون عليه.. لقد استقبل الجميع ببشاشة وقدّم لكل منهم قدر ما أمكنه.. وها هي أجراس الكنائس تقرع في منتصف الليل لتعلن حلول عيد الميلاد، فهل يذهب إلى قدّاس العيد بعد أن خاب أمله في لقاء يسوع؟..
وفجأةً!.. امتلأ إيفان بفرح كبير.. كأن نوراً من السماء قد أشرق في قلبه.. فنهض.. وانطلق إلى الكنيسة.. وبينما هو ذاهب أخذ يقول في نفسه: "لقد أتى يسوع لزيارتي حقاً.. نعم لقد التقيت به.. لقد ولد في قلبي هذا العيد أيضاً.. وأخذ يتذكر ويردد أقوال يسوع: "تعالوا يا مباركي أبي.. رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم.. لأني جعت فأطعمتموني.. وعطشت فسقيتموني.. وكنت غريباً فآويتموني.. وعرياناً فكسيتموني.. ومريضاً فعدتوني.. وسجيناً فزرتموني