البابا يستقبل أساقفة السلفادور في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية

ويحضهم على الدفاع عن العائلة بهدف مكافحة العنف في المجتمع وتعزيز ثقافة سلام حقيقية

الفاتيكان، الخميس 28 فبراير 2008 عن إذاعة الفاتيكان

تمحورت كلمة البابا بندكتس السادس عشر حول الدفاع عن العائلة ومكافحة الفقر وتنشئة أجيال جديدة في المجتمع السلفادوري، وذلك خلال استقباله ظهر اليوم الخميس في الفاتيكان أساقفة السلفادور في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية وعلى رأسهم المطران فرناندو ساينز لاكالّه رئيس أساقفة سان سلفادور ورئيس مجلس الأساقفة.

ذكّر البابا ضيوفه بأن العائلة هي خير ضروري للكنيسة والمجتمع كما هي عامل أساسي لبناء السلام، ودعاهم لتفعيل رعوية العائلة كي تحظى الشبيبة بتنشئة روحية وعاطفية متينة، تتيح لهم اكتشاف جمال مشروع الله في حب الإنسان كي يحيا تماسك قيم الزواج والعائلة الحقة كالاحترام المتبادل والأمانة والإخلاص..

وسلط الأب القدس الضوء على مشكلة الفقر التي تدفع العديد من السلفادوريين إلى الهجرة طلبا للرزق والعيش الكريم وتخلف آثارا سلبية على استقرار الزواج والعائلة. وثمن البابا جهود الأساقفة الآيلة إلى تعزيز السلام والمصالحة في بلادهم متخطين آلام وضيقات الماضي، كما سطر خطورة تنامي ظاهرة العنف في البلاد بسبب الفقر وانعدام التربية وتفكك العائلة وفقدان القيم المعهودة لدى الشعب السلفادوري.

ولأجل مكافحة الفقر الذي يعانيه أشخاص كثيرون، لفت البابا نظر الأساقفة إلى "ضرورة تحسين البنى والأوضاع الاقتصادية كي يتمكن الجميع عيش حياة كريمة"، وأكد أن "الإنسان ليس مجرد سلعة أو منتوج الأوضاع المالية والاجتماعية التي يعيشها" بل يعوزه أمر مهم "يفوق ما قد يقدمه العلم أو أية مبادرة إنسانية".

وتطرق الحبر الأعظم إلى موضوع التنشئة الروحية والأدبية للشعب السلفادوري الذي تميز بإيمانه الحي وبحسه الديني العميق، مذكرا بقافلة المرسلين والرعاة، من بينهم المطران أوسكار روميرو، الذين بشروا تلك الأرض فأثمرت حياة مسيحية وافرة.

وحض الأساقفة كي يساعدوا مؤمني أبرشياتهم على "اللقاء بيسوع المسيح، والمبني على حياة صلاة عميقة، وإصغاء لكلمة الله عبر قراءة الكتاب المقدس، ومشاركة متواترة في الأسرار الكنسية وأيضا تنشئة عقيدية صلبة، وهي عناصر ضرورية "لتنوير مسيحي للمجتمع حيث يعيشون".

وشدد الأب الأقدس على ضرورة إيلاء الأساقفة اهتماما خاصا بالكهنة والرهبان ومرافقتهم الروحية لهم والمادية أيضا وتشجيعهم على مواصلة السير في درب القداسة الكهنوتية، وختم مشددا على أن "محبة وأمانة الكاهن لدعوته" يشكلان أفضل رعوية للدعوات وأفعلها. هذا ثم منح أساقفة السلفادور في زيارتهم القانونية بركته الرسولية.