لم أضع إصبعي في جنبه، لن أؤمن

تأمل للأب رانييرو كنتلمسّا، من رهبنة الآباء الكبّوشيين

بقلم خيسوس كولينا

الفاتيكان، الثلاثاء 1 أبريل 2008 (Zenit.org) – يحدث الظهور الأوّل للمسيح الموصوف في إنجيل اليوم عشيّة عيد الفصح "في اليوم الأوّل بعد السّبت" أمّا الظهور الثاني الذي يقع خلاله الحدث مع توما فيأتي "بعد ثمانية أيّام" أي كذلك في اليوم الأوّل بعد السّبت.

إنّ الاصرار على التاريخ المتسلسل للظهورين يُظهر نيّة يوحنّا الإنجيلي في تقديم لقاء يسوع مع أتباعه في العشاء السريّ كنموذج لاجتماع يوم الأحد في الكنيسة. ويسوع حاضرٌ أيضاً بين تلاميذه في القربان المقدّس يوم الأحد فهو يُعطيهم السلام والروح القدس، وفي المناولة يلمسون وبالفعل يأكلون جسده الذي جُرح وصعد تالين العقيدة التي يعلنون فيها كتوما عن إيمانهم به.

إنّ دلالة "اليوم الأوّل في الأسبوع" استُبدلت بعد فترة قصيرة بالدلالة الأخرى "يوم الربّ" (الوحي 1:10) التي تُماثلها الجملة "دياس دومينيكا" في اللاتينية. وتنتقل قريباً "دومينيكا" من كونها صفة لتُصبح إسماً بذلك تغيّرت كلمتنا الإيطاليّة "دومينيكا" ("الأحد").

والسمة المميّزة للأحد في عهد الآباء هي الفرح. ونرى أنّ الفرح يظهر في إنجيل اليوم إذ "فرح التلاميذ عندما أبصروا الربّ (يوحنّا 20:20). ويُعتبر الأحد كـ "الفصح الصغير" أو "الفصح الأسبوعيّ". بالإضافة الى أنّ آية المزمور 118 التي تقول أنّ اليهود والمسيحيّين رجعوا الى عيد الفصح تُطبّق على يوم الأحد: "هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ، تعالوا نُسرّ ونفرح فيه (24:118).

إنّ الاجتماع الطقسيّ هو بشكل طبيعيّ جوهر الأحد. ويظهر لنا ما كان يُمثّله الاحتفال بسرّ القربان المقدّس يوم الأحد للمسيحيين في أيّام الاضطهاد من خلال الشهيد الشمال إفريقيّ ساتورنيوس ورفاقه الذين ماتوا في ظلّ اضطهاد ديوكلتيانوس سنة 305 ق.م. فقد قال الشهداء للقاضي الروماني الذي اتهمهم بخرق أوامر الامبراطورالتي تمنع عقد الاجتماعات "لا يكون المسيحيّ إلا بالقربان المقدّس ولا يكون القربان المقدّس الا بالمسيحيّ." "فالقربان المقدّس هو أمل وخلاص المسيحيّين."

وبالتالي، كثيراً ما تذكر جملة قالها هؤلاء الشهداء: "لا نستطيع العيش من دون الاحتفال بسرّ القربان المقدّس يوم الأحد."

نحن بحاجة الى إعادة اكتشاف معنى الأحد في القرون الأولى عندما كان نهاراً مميّزاً ليس بسبب الدعم الخارجيّ ولكن بسبب قوّته الذاتيّة. يبدو أنّ واجب حضور قدّاس الأحد بذاته لا يكفي لإحضار المسيحيين الى الكنيسة يوم الأحد. علينا أن نشدّد على ضرورة أن يتناول المسيحيّ جسد الربّ ودمه علاوةً على واجبه الذي يقضي بتناوله. وقد كتب يوحنا بولس الثاني في "نوفو ميلانيو انوينتي": "حقّاً، يجب أن تكون المشاركة في القربان المقدّس جوهر الأحد لكل شخص معمّد. هذا الأمر واجبٌ أساسيّ يجب إتمامه ليس فقط للتقيّد بمبدأ بل كأمر أساسيّ لحياة مسيحيّة حقيقيّة ومستقيمة."

يجب ألاّ يعود أي كاثوليكيّ الى بيته بعد قدّاس الأحد من غير أن يُحسّ، الى حدّ معين، بأنّه "وُلد من جديد لأملِ دائم من خلال قيامة يسوع المسيح من بين الأموات"(بطرس 3:1). عندما نعود الى المنزل بعد لقاء الربّ الذي ارتفع، يكتسب الأحد نكهة ولوناً جديدين إذ يصبح كل شيء أجمل حتّى الجلوس حول المائدة في البيت أو في المطعم وحتّى المباراة في المدرّج.