تَحدَّث مـع… اللـــــه

 

هنا سنرتاح وسنرى،

سنرى وسنحبّ

سنُحبّ وسنُسبّح.

هذا ما سيكون في النهاية

وسيكون بلا نهاية.

وهذا ما نصبو إليه من نهاية

هو أن نبلغ الملكوت الذي بلا نهاية….

                                     القدّيس أوغسطينوس

 

 

هذه مجموعة من النصوص والصلوات وأقوال القدّيسين، جُمّعت معاً لكي تساعد على الدخول في الصلاة، في حوار شخصي مع الله، في علاقة شخصيّة معه،

فلا تقف عندها،

بل تخطاها لتصل إلى صلاتك الشخصيّة، كلماتك الذاتيّة،

التي بها تُعبّر عن صدق حبّك للرب،

والذي ستترجمه إلى فعل ملموس….

تحدّث مع الله…

ولكن لا تنسى أن تصغي إليه.

 

 

الشمّاس إيهاب ماهر

 

 

أبتِ..أسلّمُ لكَ ذاتي[1]

أبتِ.. إني أسلّمُ لكَ ذاتي،

فافعل بي ما تشاء،

ومهما فعلتَ بي فأنا شاكرٌ لكَ

إني مستعدٌ لكل شيء،

وارتضي بكل شيء.

ليس لي رغبةً أخرى يا إلهي،

سوى أن تكمُلَ إرادتكُ فيَّ،

وفي جميع خلائقك.

إني أستودعُ روحي بين يديك،

وأهبُها لكَ يا إلهي

بكل ما في قلبي من الحب،

لأني أحبَّك…

ولأن الحبَّ يتطلّبُ مني،

أن أهبَ نفسي،

أن أودعها بين يديك،

بدون ما قياس،

وبثقةٍ لا حدّ لها،

لأنكَ أبي…

 

«إنّ ما يحررني منه يسوع تحريراً مطلقاً هو الخوف[2]»

 

أخشــى أن…

أخشى أن أفقدَ الرؤية،

وأضلَ الهدفَ وسط زحام الحياة

أخشى أن تمرَ الأيام والسنون،

خاويةً بلا نفع.

أخشى أن أعيشَ باحثاً عن الوهم،

أو عاشقاً للسراب

أخشى أن أفقدَ حبي لمن حولي،

أو أُحرمَ من حب الآخرين لي…

أخشى ضياع كلمة الأمل،

وفقدان معنى الرجاء

من قاموس حياتي.

أخشى أن يأتيَ اليوم،

الذي نودعَ فيه جثمانَ القيم،

ونشيِّعَ جنازةَ الأخلاق…

أخشى ضياعَ الحب…

وفقدانَ العاطفة أمام جبروت المادة

أخشى أن يبيعَ البشرُ أدميتَهم،

من أجلِ رغيف خبز،

أخشى أن أفشلَ في

أن أضعَ بسمةً على شفاهِ الآخرين.

أخشى أن تصبحَ الحروبُ

ألحاناً تعزفُها الأممُ،

وتمسيَ المعاركُ سيمفونيات،

يرقصُ على أنغامِها

أعداءُ السلام.

أخشى أن تموتَ في داخلي

كلُ القيم النبيلة،

فأصيرَ وحشاً كاسراً

يبحثُ عن فريسةٍ يلتهمَها.

أخشى أن يأتيَ اليومُ

الذي لا أخشى فيه شيئاً..

 

إذا كنتَ تؤمن بالسلام…

إذا كنتَ تؤمن أن الابتسامة

هي أقوى من السلاح.

إذا كنتَ تؤمن بقوة اليد المعطاة

إذا كنتَ تؤمن أن ما يجمع الناس

هو أهم مما يفرقهم.

إذا كنت تؤمن أن اختلاف الآخر

هو غنى وليس خطر.

إذا كنتَ تنظر إلى الآخر بحب،

إذا كنتَ تستطيع

أن تفرح لفرح الآخر

إذا كان الظلم الموجّه للأخرين

يشعل الثورة في قلبك…

كما لو كان موجهاً إليك.

إذا كان بالنسبة لك كل إنسان،

هو قبل كل شيء أخ.

إذا كنت تؤمن أن التسامح يبقى

وهو أعمق من الانتقام.

إذا كنتَ تعرف أن تغنِّي

بسعادة وفرح للآخرين.

إذا كنتَ تعرف أن

تستقبل رأياً مختلفاً عن الآخرين

إذا كان بالنسبة لك الغضب

هو ضعف، وليس قوة وإثبات ذات

إذا كنتَ تفضل أحياناً

أن تكون مظلوماً عن أن تجرح الآخر

إذا كنت تؤمن أن الحب

هو القوة الوحيدة في الحوار.

إذا كنتَ تؤمن أن السلام

ممكن أن يتحقق.. سيتحقق السلام،

صاحب السلام لا ينجرح أبداً،

الظالم هو المجروح دائماً،

طوبى لصانعي السلام

لأنهم أبناء الله يُدعون.

 

«لا يقلقك شيء ولا يفزعك شيء،

فكل شيء يزول والله لا يتغيّر. الصبر ينال كل شيء

فمن له الله لا يعوزه شيء فالله وحده يكفي

 

إرتقاء نحو الثالوث الأقدس[3]

يا إلهي، أيّها الثالوث الذي أعبده

ساعدني على أن أنسى نفسي تماماً

لأقيم فيك لأكون متيقظة في إيماني

عابدة إيّاك بكلِّيتي، مُسلِّمة ذاتي بكلِّيتي لعملك الخلاق.

يا مسيحي المحبوب، المصلوب بدافع حبه، أريد أن أحبَّك حتى الموت !

ولكني أشعر بعجزي.

لذلك التمس منك أن تلبسني إيّاك

وأن تجعل نفسي تطابق

جميع حركات نفسك،

وأن تغمرني وتتغلغل فيّ

وتحل محلِّي، حتى لا تكون حياتي

إلا شعاعاً من حياتك..

فتعال فيّ أنتَ، عابداً،

مصلحاً، مخلِّصاً.

أيّها الكلمة الأزلي، ياكلمة إلهي

أريد أن أمضي حياتي في إصغائك

أريد أن أجعل نفسي كلها تلميذة لك

حتى أتعلّم كلَ شيء منكَ.

ومن خلال الظلمات كلّها والفراغ كلّه والعجز كلّه.

أريد أن أحدقك بعيني دوماً

فأظل في نورك الساطع.

يا نجمي المحبوب، إغوني

حتى لا أستطيع بعد الآن

أن أخرج خارج إشراقك.

أيّتها النار الأكلة، يا روح الحب.

حِلّ فيّ حتى يتم في نفسي

مثل تجسِّد الكلمة

لأكون له بمثابة إنسانية إضافية

يُجدد فيها سر حبه كلّه.

وأنتَ، يا أبتي، مِل نحو خليقتك الصغيرة المسكينة، وظللها بظلك

ولا ترَ فيها إلا الحبيب

الذي عنه رضيتَ .

يا ثلاثتي، يا كلّي، يا سعادتي

أيّها التوحُّد اللامحدود،

أيتها اللانهاية حيث أرتمي

إنّي أسلّم لك ذاتي فريسةً لك.

ادفن نفسك فيَّ حتى أدفن نفسي فيك لحين أنطلق فأشاهد في نورك هاوية عظمتك.

 

أرسل إلينا مجانين[4]

أللهمّ، أرسل إلينا مجانين

يلتزمون عميق الالتزام، يَنسَون،

يحبّون بالفعل ولا بالكلام،

يبذلون ذواتهم حقاً وحتّى النهاية.

نحن بحاجة إلى مجانين،

أناس غير منطقيين، متهوسين

قادرين على القفز في عدم الاستقرار

في مجهول أوسع دوماً من الفقر والعوز…

نحن بحاجة إلى مجانين شُغفوا بالحاضر، مُغرمين بالحياة البسيطة،

يحبّون السلام،

طاهري الذيل لا يساومون،

عَقدوا النيّة على أن لا يخونوا،

يهزأون بحياتهم،

قادرين على أن يقبلوا أيّ مهمّة

ويذهبوا إلى أي مكان،

أحراراً وفي الوقت عينه طائعين

عفويين وفي الوقت نفسه عنيدين

ودعاء أقوياء.

أللهمّ أرسل إلينا مجانين.

 

إرفعني إليكَ[5]

ربّ، استأصل من قلبي ما يكمن فيه

من بخل خسيس.

أعطني القوة لأتحمّل بالانبساط

أتراحي وأفراحي.

أعطني القوة….

لأجعل حبي مفعماً بالخدمات.

أعطني القوة لئلا ألوم الفقير

أو أحني ركبتي أمام سلطان المتغطرسين.

أعطني القوة لأرتفع بروحي

بعيداً فوق التَّرهات اليومية،

وأعطني القوة لأُخضع قوّتي لأرادتك

بكل محبة…

 

« إنّ التوبة ارتعاد النفس أمام أبواب الفردوس إلى نهاية مطاف الارتقاء الروحي، علينا أن نحترس من حريتنا.

إن خطيئة أي إنسان، بالمقارنة إلى رحمة الله، هي كحفنة من الرمل في بحر لا حدّ له[6]».

 

أصفح[7]

لا تحمل حقداً أو ضغينة أو بغضاء

الحياة في المسيح كلّها محبة ورجاء وإيمان، فالله يُحب البشر جميعاً،

فهو يشرق شمسه على الأبرار والأشرار،

أما البشر فيتّصفون بالأهواء والرغائب والطموحات،

ينهزمون بعوافهم لعواطفهم،

وينتصرون أحياناً لللذات والهوى،

يجرفهم تيّار الرغبة والشهوة والإمتلاك.

هناك نفوس يقهرها الصبر على الصبر، فتظلم برغم ما كان يشع فيها من ضوء.

وهناك نفوس تلاحق الصفاء لتحضنه فتفشل، وتتحول إلى نفوس خليط من الأبيض والأسود، من الظلمة والضياء. لذلك يجب أن تصفح..

اصفح.. ليس في الحياة بكل إغراءاتها ما يستحق أن نحجب من أجله الصفاء والطهارة والصدق ونبيعهما في لحظة غضب،

ليست الأشياء التي نتذرّع بها للحقد والغضب أثمن من خفقة محبة، ومن لحظة صدق مع النفس، فالإنسان هبة الله للكون كلّه.

اصفح.. فالقلوب الرهيفة تبدو ملساء عند إلتصاق الأخطاء بها، والقلوب النقيّة لا تصدأ بمواقف النسيان أو الجحود، إنها تصفو أكثر، تتلألأ كالأحجار الكريمة وتحتفظ بالذكرى واللمحة والخفقة والعهد.

اصفح.. قد ترهقنا كلمةٌ فتجعلنا في لحظة سعداء أو تعساء، وقد نُتّهم بالغباء لأننا طيبون ومحبون..

أو لأننا نسقط حقوقنا بالتسامح،

فيخطأ البعض.. ونخنق الحب فينا،

ويبقى الصفح والغفران وحدهما فسحة للتأمل، وعطر المحبة والإنتصار على الحقد والانتقام. ويصبح الحب في الله الصدق كلّه، وتصبح الحياة لحظة السماء على الأرض.

 

«في نظري، كل شيء يذوب في الشكر على أن الله هو الله[8]

 

أعتذر[9]

بمناسبة زمن التوبة في اليوبيل الكبير، لقنني قداسة البابا يوحنا بولس الثاني درساً في مراجعة النفس ونقد الذات والاعتذار وطلب الصفح، وتطهير الذاكرة وتبييضاً للصفحة. إنّه مسلك شريف يعبّر عن صراحة وشجاعة وتواضع، يحثني على الاقتداء به!!

أعتذر… لأن علاقتي بالله

لم تساعدني على الاتصال بالآخرين.

أعتذر…لأن علاقتي مع رئيسي

لم تعبّر عن لقاء روحي.

أعتذر…لأن علاقتي مع زملائي

لم تجعلني أشكّل معهم فريقاً متوافقاً.

أعتذر…لأن علاقتي مع الناس

لم تدعني أتحمّل معهم

المسئولية المشتركة.

أعتذر…لأني لم أهتم بالأشخاص أكثر من شئون المكان نفسه.

أعتذر…لأني لم أهتم بالخير العام أكثر من خيري الشخصي.

أعتذر…لأني لم أساعد رعيّتي على خلق روح عائلية يسودها الحب. أعتذر…لأني لم أمارس الفقر حسب الإنجيل، بل على حسب مزاجي الشخصي. لأني لم أقم بأمانة بعملي.

أعتذر…لأني لم أشعر باحتياج الآخرين. لأني لم أقبل الآخر كما هو. لأني لم أستطع أن أتحمّل شقاء وطباع وانفعال الآخرين. لأني لم أر في الأخوة الذين أعيش معهم وجه المسيح. لأني لم أساعد أخي الضعيف ليصلح من نفسه بلباقة وحب.

أعتذر…لأني لم أقبل الإصلاح الأخوي برضى! لأني كنتُ حتى الآن غائباً عن جو الحياة التي أعيش فيها.

أعتذر…فقد عزمتُ أن أكون ورقة بيضاء، كي تكتب عليها كل ما تشاء،

يا رب، امنحني قلباً جديداً راضياً،

واجعل حياتي ربيعاً مشرقاً في كل الفصول، وفي كل يوم كي يضئ حولي حباً ونوراً وفرحاً.

أعطني أن أبحثَ عنكَ[10]

أنتَ الذي أعطاني أن أجدَهُ

أعطني اشجاعة لأظلَ أبحثُ عنكَ

وأظلَ أجدَكَ…

ما لي من شدة هو بين يديكَ،

وما لي من ضعف هو بين يديكَ،

فأمامك كلّ ما أستطيع،

وكل ما لا أقوى عليه،

وكل ما أجهل…

من حيثُ تفتح لي، أدخل: فاستقبلني.

ومن حيث تُغلق في وجهي،

أصرخُ: فافتح لي..

 

أعطني أن أتممَ مشيئتك[11]

ربي وإلهي….

إلى أين أنا ذاهب، لستُ أدري

فإني لا أرى الطريق أمامي

ولا أعرف أين سينتهي بالتمام

وإني لا أعرف ذاتي معرفة حقيقية

واعتقادي أنني أتممُ مشيئتك،

لا يعني أنني أتممها فعلاً.

لكني أؤمن أن رغبتي في إرضائك

هي ترضيك فعلاً…

فأرجو أن تدوم هذه الرغبة

في كل ما أنا عامله.

كما أرجو ألا أعمل أبداً شيئاً

خارجاً عن هذه الرغبة.

وأعلمُ أني إن قمت بذلك،

ستقودني على الطريق المستقيم.

وإن لم أعلم عنه شيئاً..

فإني لواثق بك دوماً.

وإن شعرتُ نفسي تائهاً..

أو في ظلال الموت،

فلن أخاف أبداً لأنكَ معي دائماً

ولن تتركني أبداً

أواجه مخاطر حياتي.

 

أعطني الحبَّ… وخذ رجائي[12]

ربّي، إن كنتَ ترغبُ في أن أحبَّك

فأعطني الحبَّ.

أمّا أنا فلا حبّ عندي،

ولا حيلةَ لي في ذلك

بيد أني أُعطيكَ ما لديّ: ضعفي وألمي وحناني الذي يكويني والذي لا يخفى عليكَ ويأسي وخجلي الملتاع وشروري، ولا شيء غير شروري.

هذا كلّ ما عندي…

لا، فهناك أيضاً رجائي!!

 

«إني أعلم أنّ مَن يُغفر له قليلاً يحبُ قليلاً. ولكني أعلم أيضاً أن يسوع قد غفر لي أكثر مما غفر لمريم المجدليّة، إذ حفظني من السقوط. فقد غفر لي لا الكثير فحسب، بل كل شيء..

ولقد سمعتُ أنه لا توجد نفسٌ طاهرة تحبُ أكثر ممّا تحبُ نفس تائبة. فكم أودّ أن أكذّب هذا القول[13]

 

الاتحاد بالله من خلال الإنقاص[14]

إلهي…

يطيبُ لي في وسط جهودي، أن أشعرَ بأني أُزيد امتلاكك لي عندما أنمّي نفسي كما يطيب لي أن أسلّم ذاتي لعنايتك الإلهية، بدافع الحياة الباطني أو في وسط الظروف المؤاتية.

فاسمح لي، وقد اكتشفتُ فرح استخدام كل نموّ في سبيل أن أجعلك – بل أدعك- تنمو فيّ.

فأسمح لي بأن أبلغ بدون اضطراب مرحلة الاتحاد الأخيرة حيث سأمتلكك من خلال الإنقاص فيك فبعد أن اختبرتُ أنك ملتصق بي أكثر مني، فاسمح لي، وقد أتت ساعتي، بأن أعترف بك في صورة جميع القوى- الغريبة أو المعادية- التي قد تبغي إبادتي أو إزاحتي.

فعندما سيبدأ وهنُ السنّ في الظهور على جسدي بل على عقلي، وعندما سينهال عليّ من الخارج أو سيتكوّن فيّ من الداخل المرضُ الذي يُنقصني أو ينتزعني، في الدقيقة الأليمة التي سأعي فيها أني مريض أو عجوز، وبالأخصّ في اللحظة الأخيرة التي سأشعر فيها أنني أغيبُ عن نفسي، مستسلماً تماماً إلى أيدي القوى الهائلة والمجهولة التي كونتني، في جميع هذه الساعات المظلمة، امنحني، يا إلهي، أن أفهم -لعلّ إيماني يكون أنذاك قوياً بالكفاية- أنك أنت تفصل بين أوصال كياني فصلاً أليماً، لتخترق أمخاخ جوهري، فتنتزعني فيك.

نعم، كلّما تأصّل المرض العُضال في أعماق جسدي، قد تكون أنت الذي تآويه كعنصر تطهير وتجرّد محب فعّال.

وكلّما انفتح المستقبل أمامي على هاوية عميقة أو على ممر مظلم، أمكنني- إذا غامرتُ بنفسي بناءً على كلمتك- أن أثق أني أذوب وأغوص فيك، وأمكن جسدك، يا يسوع ، أن يدمجني.

يا طاقة سيدي، يا قوته الحيّة التي لا تقاوَم، لأنكَ أقوى مني بلا حدود، فلك أنتَ ينبغي أن تُحرقني في الوحدة التي تصهرنا معاً. فامنحني إذاً ما هو أثمن مما يلتمسه كل المؤمنين بكَ من نعمة. فلا يكفيني أن أموت وأنا أتّحد بك من خلال التناول، بل علّمني أن أتّحد بك من خلال موتي.

 

صنعتنا لكَ، يا رب، ويظلُ قلبُنا قلقاً… مادام لا يرتاح فيكَ[15]

لأحبّنّك فوق ما أحبُّ ذاتي…

ولا أُحبُ ذاتي إلا من أجلك…

وأحبُّ فيكَ كل محبيكَ الحقيقيين…

وفقاً لشريعة المحبة المشرقة منك[16].

 

التسليم لله[17]

عليكَ أن تتذكّر أن الله

يطالبكَ بكلَ شيء

ولا يطالبكَ بأي شيء

فإن كان يطالبكَ بكلِّ شيء

فلأنه يريد أن يمتلكك

ويمتلك كلّ ما فيكَ كأنه له

بحيث أنه يتصرّف في كل شيء

فلا يقاومه أي شيء

بل يطيعه ويخضع له كلّ شيء

بمجرّد إشارة من مشيئته تعالى.

وإن كان لا يطالبكَ بأي شيء

فلأنه يريد أن يصنعَ هو فيكَ كلَ شئ

بدون أن تتدخّل أنتَ في أي شيء

راضي عن أنه يعمله فيكَ

فيمتلك مجدكَ

وإياه وحدَه نعرف

ونسبّح ونحب للأبد.

 

الحاجة إلى واحد[18]

لتكن عيناك متجهتين دائماً…

نحو الهدف الأسمى،

يسوع المسيح، إنه ملء كل شئ..

هو وحده الباب…

ابحث في جميع أعمالك، دراساتك، خدماتك، عن ارتباطها بشخص يسوع المسيح، عن الطريقة المباشرة أو غير المباشرة التي تجعل من كل معرفة تكتسبها، أو خدمة أو رسالة تقوم بها شهادة ليسوع المسيح.

إن أعظم أمنياتي لكَ …

هي أن تُحبِّ يسوع المسيح،

فاذهب إلى آخر نَفَس فيك، وكن مولعاً بشخصه المعبود ولعاً يزداد يوماً بعد يوم.

ادرس وتفحّص واعلن بلا انقطاع،

لكَ وللآخرين، ما فيه من غنى لا يُدرك غوره.. انظر إليه بإصرار حتى تحفظه عن ظهر قلب، بل حتى تنصهر وتندمج فيه.

ليكن هو وحده أكثر فأكثر مركز أفكارك، محور معلوماتك وهدف دراساتك أيَّاً كانت، اجعله موضوع خدمتك الوحيد وحجتها العظمى وسلاحها الظافر، وسواء أكنتَ معلماً أو واعظاً، كاتباً أو عاملاً، مجهولاً أو مشهوراً، وسواء قمتَ بأعظم الخدمات أو أشدها تواضعاً، فلا يكن لكَ من دافع إلا تمجيده تعالى.

كن معروفاً في محيط عملك بالكاهن الذي يملأه ويمتلكه يسوع المسيح، بالكاهن الذي يُعلن شخص يسوع المسيح من فيض قلبه بلا كللٍ ولا مللٍ، في حينه وغير حينه.

فتأمل في يسوع المسيح، اعرف شخص يسوع المسيح، واحبب يسوع المسيح بشغفٍ ينمو بلا انقطاع، فهذا كل شئ لكَ.

وبما أنه سبق ودعاك إلى ذلك دعوةً واضحةً ظاهرةً، ففي ذلك شرف حياتك الكهنوتية، وفي ذلك قوتها وقدرتها وتعزيتها وفرحها.

 

«ألا يكفي أن تدخل ذرّةُ تراب في العين حتى تحجب عنها مشاهدة أعظم المشاهد ؟

هكذا، إنّ أصغر ميل للأمور الحسيّة والارتباط بها بمثابة حاجز- لا يمكن تخطّيه- لانعامات الله[19]»

 

الله والخلائق[20]

إلهي…

انعم عليّ بالنظر إليكَ أنت وحدك

إليك أنت وحدك في الخلائق

فلا أتوقف أبداً عندها.

ولا أنظر أبداً إلى ما فيها

من بهاء مادي أو روحي كأنه نابع منها فبهاؤها نابع منك أنتَ.

إن توقفي عند الخلائق سماجة تجاهه،

وعدم عرفان له، وخيانة لإمانته

لأن الله يمنح الخلائق هذا البهاء،

ويدفع نفسي إلى الإعجاب بها

ليجعلني أستشفّه

وانجذب إليه من خلالها،

وليحثني على عرفان صلاحه

وعلى حب بهائه،

وليرفعني إلى عرشه،

حيث تقيم حياة نفسي ساجدة،

مشاهدة، معجبة، شاكرة.

إلهي…

عليَّ أن أوجّه حواري نحو السموات

بما أن رؤية الأرض تجعلني أحرز فحسب بهاءك وحنانك.

أنظر إليك، يا الله.. أنا الدودة!

وأوجّه عينيّ نحوك أنتَ اللامتناهي!

يا للعجب!!

يا خالقي، يا أبي، يا حبيبي..إلهي

تكرّم فهبني شعوراً مستديماً بحضورك فيَّ وحولي…

وامنحني حباً ممزوجاً بالمخافة

كما يشعر به الإنسان،

في حضور مَن يحبه حباً مولعاً

فيقف أمام المحبوب

ولا يكف عن النظر إليه

برغبة شديدة وعزيمة قوية

للقيام بكل ما يرضيه

وبكل ما هو في صالحه

وبخوف شديد من الوقوع

في فعل أو قول أو فكر

لا يرضيه أو يسيء إليه

فيكَ وبكَ ولكَ، يا رب. أمين.

 

لا تحبوا الله

من أجل ما يمنحه من أجر.

 ليكن هو نفسه أجركم[21]

 

إلى متى…؟؟؟

إلى متى نعتمدُ

على طرق العالم الملتوية

لتصريف أمور حياتنا؟

إلى متى نتكلُ على الله

في المواقف السهلة،

ونلجأُ إلى البشر

في المواقف الصعبة ؟

إلى متى نتباهى بمعرفة

الشخصيات العامة والمشهورة؟

إلى متى نخلطُ بين..

خطيئة الشعور بالنقص،

وبين فضيلة الاتضاع ؟

إلى متى نفحصُ ضمائرنا

بحسبِ تقاليد العالم،

وليس بحسبِ كلمة الله

التي تفحصنا وتظهر شرورنا ؟

إلى متى تنسابُ دموعَنا من عيونِنا

يوم الجمعة العظيمة

تأثراً بقصة الصليب،

ثم يأتي عيد القيامة…

فنقيم الأفراح الصاخبة،

التي لا تليق بنا؟

إلى متى لا نخافُ على أنفسنا،

عندما نُصابُ بالهزال الروحي،

بقدر خوفِنا من الهزال الجسدي ؟

إلى متى نحرصُ على الحصول على الشهادات، ولا نحرصُ على دراسة الأمور المختصة بملكوت السموات ؟

إلى متى لا ندري خطورة قراءة الأبراج والكف والفنجان،

التي تدخلنا في دائرة الاتصال بالأرواح الشريرة.. إلى متى ؟؟؟

 

إليكِ يا طاهرة

إليكِ أيتها المطوَّبة من جميع الأجيال

إليك أيتها الأم الخالصة من كل شائبة

إليك أيتها المكرَّمة….

أكثر من الملائكة والقديسين

إليكِ يا من هي….

أرفعُ قدراً من الشاروبيم،

وأسمى مقاماً من السارافيم

إليكِ يا من استحققتِ…

أن يحلَ الروح القدس عليكِ

وقوة العلي تُظللكِ…

إليكِ يا من وجدتِ نعمةً عند الله،

أيتها المباركة في النساء

إليكِ أيتها الشفيعة المكرّمة

والدة الإله القديسة مريم.

إليكِ يا أقدس مخلوق..

عاش على وجه الأرض

أضعُ تحت عنايتك حياتي.

 

«إذا كنا أمناء، تصبح التجربة اختباراً للحب، لحب يدوم في حياتنا[22]

 

إملأ فراغي بنعمتكَ[23]

ربّي، أعذرني فإنّي أزعجك.

إلا أنه خطر ببالي

أنّك بحاجة إلى قدّيس،

لذا جئتُكَ لملء الفراغ.

لا بل راودتني الفكرة

أنّي من خيرة مَن يقوم بالمهمَّة!!

مهما قال القائلون،

فالدنيا مليئة بالأناس الكاملين.

هناك من يقدمون إليكَ من الإماتات ألوفاً مؤلّفة، مما يجعلهم يسجّلونها بصلبان صغيرة في أحد الدفاتر، لكي لا تغلط وأنتَ تحصيها؛

أمّا أنا فلا أُحبّ القيام بالإماتات لأنها توتر أعصابي، وما أعطيتك إيّاه، فأنتَ تعلم أنكَ أخذته بدون أن تستأذنني، وجلّ ما استطعتُ أن أحققَه هو الإقلال من… تذمري

وهناك أيضاً مَن يصلحون من ذواتهم سيئةً واحدةً كلّ أسبوع،

لذا، فإنّهم يصبحون، بما لا يدع مجالاً للشكّ، كاملين بعد ثلاثة أشهر؛

أما أنا فليس لديَّ من الثقة ما يدفعني إلى القيام بمثل ذلك،

ومَن يدري إن كنتُ سأظلّ حياً بعد مضي الأسبوع الأول.. فمزاجيّتُك معروفة يا إلهي!!

لذا أفضّل الاحتفاظ بسيئاتي على أن أقلل استعمالي إيّاها إلى أقصى الحدود.

الأناس الكاملون لهم من الحسنات الكثير الكثير، فلا مكان بعدُ في قلوبهم لسوى ذلك. ولن يصلوا أبداً إلى القداسة.

وهم على كل حال لا يشعرون بالميل إليها خشيةً أن ينقصوا من تواضعهم.

أما القديس، يا ربي، فهو فراغ واسع

تملأه بنعمتك التي تفيض من محبتك

وقداسة الأقانيم الثلاثة.

ربّي أنا فراغٌ واسع،

فيه بعض الوحول الراقده في قعره.

ولستُ بالنظيف، أجل، إلا أنّكَ ولا شكّ تملك في عليائك مسحوقاً للتنظيف يقوى على كل الأوساخ.

ولِمَ سال الماء من جنبك؟

أليسَ لغسلنا؟

ولئن رفضتني أنتَ يا ربّي، فلن ألحّ عليكَ. بيد أني أدعوك إلى التفكير في عرضي، فهو جدّيّ!

ومتى ذهبتَ إلى مخزنك تستقي خمرة حبِّك، تذكّر أن لكَ، في ناحية من نواحي الأرض الشاسعة، إبريقاً صغيراً فارغاً في تصرّفك، فاملأه.

امنحيني قلباً مثل قلب ابنك[24]

يا مريم القديسة، يا والدة الله

احفظي فيَّ قلب الطفل،

طاهراً شفافاً كماء الينبوع.

اطلبي لي قلباً بسيطاً

لا يستسيغ الأحزان.

قلباً متسامياً في بذل ذاته،

حنوناً رؤوفاً.

قلباً أميناً سخيّاً لا ينسي أي خير

ولا يحقد لأي شر.

امنحيني قلباً وديعاً متواضعاً

يحب ولا يطلب المقابل

يفرح لاحتجابه في قلب آخر،

قلب ابنك الإله…

قلباً عظيماً جموحاً

لا يُغلقه نُكران الجميل

ولا تُخيّبه اللامبالاة.

قلباً شغوفاً بمجد يسوع المسيح.

قلباً جرحَهُ حبّ يسوع

فلا يلتئم جرحُهُ إلا في السماء.

 

« كم الخطيئة التي تبتلعنا تترك للحياة القليل من جوهرها…هناك أخلاقيات جديدة، أما الخطيئة فلا تُجدد[25]

 

إن نسِيتُكَ فلا تنسني[26]

ربِّي…ساعدني على أن أقولَ كلمة الحقِّ في وجه الأقوياء، وساعدني على ألا أقولَ الباطلَ لأكسبَ تصفيق الضعفاء

ربِّي…إن أعطيتني مالاً، فاحفظني من الشره وإن أعطيتني قوّةً، فامنحني نوراً ساطعاً لعقلي. وإن أعطيتني نجاحاً، فأعطني معهُ تواضعاً.

ربِّي…ساعدني على أن أرى نواحي الخير كُلَّهَا، ولا تدعني أتّهم خصومي بالشرِّ لأنهم ليسوا من رأيي!!

ربِّي…علّمني أن أُحبَّ الناس كما أحببتني. علّمني أن أُحاسب نفسي ولا أدين الناس…

ربِّي…لا تدعني أُصاب بالغرور إذا كان النجاح حليفي، ولا أصاب باليأس إذا مُنيتُ بالإخفاق.

ربِّي…علّمني أن التسامح هو أسمى مراتب القوة، وأن حبّ الانتقام هو أول مظاهر الضعف.

ربّي…

إذا جردتني من المال، فاترك لي الإيمان، وإذا جردتني من النجاح، فاترك لي الأمل، وإذا جردتني من نعمة الصحّة، فاترك لي نعمة التعزية

ربِّي..

إذا أسأتُ إلى الناس، أعطني شجاعة الاعتذار، وإذا أساء إليّ الناس، أعطني شجاعة الغفران…

ربِّي، إذا نسيتك، فلا تنسني…

 

أؤمن أن الحبَّ هو الأقوى[27]

أؤمن بأن الخير أقوى من الشرّ

وأنّ الحبّ أقوى من الحقد

وأن المسامحة أقوى من الانتقام.

أؤمن بأن الفداء أبعدُ غوراً من الخطيئة. وأن النعمةَ ألصقُ بداخلنا من الفساد وأعرق أصالة من الخطأ.

أؤمن بأن النعمة تصل إلى جذور الإنسان وتنفذ إلى عمق عظامه وقلب قلبه.

أؤمن بأن الإنسان مخلَّص، مفتدى، مخلوق خلقاً جديداً وأنه صُوِّر مجدداً على نحو ما كان في الصباح الأول.

أؤمن بأن الإنسان صالح على الرغم من كذبه وريائه، على الرغم من خبثه وشروره، على الرغم من قساوته وحبّه ذاته.

أؤمن بإنسانيّة الإنسان على الرغم من عوراته وما أنشأه من غُرَف التعذيب ومعسكرات الموت.

أؤمن بأن الإنسان صالح، خَيُّر مما يفعل، وأصدق ممّا يقول، وأجمل مما يبدو.

أؤمن بأنه، في أعماق قلب الإنسان لا يوجد إلا الحبّ والحنان، والعطف والضعف، والاستقبال والاستسلام.

أؤمن بأن الإنسان إذا ما عرف أنّه صالح سوف يتم له الصلاح، وإذا ما اكتشف أنه مخلَّص سوف يتبدل.

أؤمن بأنه في يوم من الأيام ستزول الشرور والكوارث والحروب والمذابح.

أؤمن بأنه في يوم من الأيام سيأكل كلّ إنسان شِبَعَه ويكتفي، ويشبع خبزاً ويشبع حباً.

أؤمن بعالم يختلف كل الاختلاف، عالم مجدَّد، عالم يتبدّل تتحوّل صورته إلى الأسمى.

أؤمن بأنّ هذا العالم المختلف كليَّاً ينمو يوماً بعد يوم في عمق صدورنا وهو منذ الآن حالِّ هنا.

أؤمن بأنّ حبّة الحبّ الصغيرة ستنبت عاجلاً أو آجلاً لتصبح شجرةً باسقة عظيمة.

أؤمن بأننا، إن رجونا إنساناً أفضل، أنجبناه وصيّرناه، وإن انتظرنا عالماً أفضل بعثناه وأوجدناه.

أؤمن بأنّ السلام ممكن من وراء الحروب، من وراء الانتقام والأحقاد، من وراء العنف والفظائع.

أؤمن بأنّ الشرّ ليس قدراً، والتعاسة ليست محتومة.

أؤمن بأننا نستطيع تجاوز الحقد ونقدر على إزالة الحروب.

أؤمن بأن قوى الخير ستتغلّب يوماً على قوى الشرّ، وأن النصر يكون للحبّ.

أؤمن بأنه، في يوم من الأيام، تتحوّل الخناجر سككاً للحراثة والسيوف مناجل.

أؤمن بأنه، في يوم من الأيام سيسكن الذئب مع الخروف والنمر مع الجدي الصغير.

أؤمن بأنه في أحد الأيام سيرعى الشبل والعجل معاً، يقودهما طفل صغير، وستشاهد البقرة والدبة يربطهما عهدُ مصادقة وصغارهما يلعبان معاً.

أؤمن بأنه في أحد الأيام سيلعب الرضيع بكل براءة إلى جانب الحيّة، وسيضع الطفل يده على جُحر الأفعى.

أؤمن بأنه سيأتي يوم يعيش فيه الناس، من جميع الأجناس، أخوةً،  والبشرية لن تكون إلا أسرةً واحدة.

أؤمن بأنه سيأتي يوم تزول فيه الحدود وتسقط الحواجز ويلتقي البشر.

أؤمن بأنه سيأتي يوم يقبّل الأعداء بعضهم بعضاً، ويتناولون الطعام من قصعةٍ واحدة ويشربون من كأس واحدة.

أؤمن بأنه سيأتي يوم تُعدّ فيه مائدة كبيرة للاحتفال بعُرس الإنسانيّة وقد سادتها المصالحة.

أؤمن بأنه سيأتي يوم يجتمع فيه المسيحيّون والمسلمون، والبوذّيون والهندوسيون، والسود والبيض والمسمّرون، والحمر والصفر والخلاسيّون، فيؤلّفون في السماء قوس قزح جباراً يطل على أخر فجر من أخر الليالي.

أؤمن بأن كل شيء بدأ لما أراد الكلّيُّ القدرة أن يصبح كليَّ الضعف، فقيراً معدماً معرَّضاً للأخطار.

أؤمن بأن كلَّ شيء قد بدأ لما أراد الله العليّ أن يُضحي الإله المتواضع الوضيع ليصل إلى قلب الإنسان.

أؤمن بأن كل شيء قد بدأ في ليلة من ليالي الميلاد على قارعة إحدى الطرقات مع مجيء طفل صغير.

 

« لا نكتشف الخطيئة والنقيصة إلا بقدر ما نتخلّص منهما، أو بالأحرى بقدر ما نُخلّص منهما، فليس الخاطئ هو الذي يكتشف الخطيئة، بل القديس، وبالفعل بقدر ما هو مُحرر منها[28]

 

أؤمـــن[29]

أؤمن أن الله الآب هو أبي وأنا ابنه.

أؤمن أنه يُحبُني حباً أزليَّاً،

وأنه طبع أسمي في كف يده،

وفي هذا ملء سعادتي في هذه الدنيا.

أؤمن أنه يعرفني….

كما لو كنتُ كائناً وحيداً

أؤمن أنه يُحب جميع البشر مجاناً وبدون شروط….

أؤمن أنه يؤمن بالإنسان ويثق فيه، وأن الإنسان مصدر رجائه.

أؤمن أيضاً أن الجهد اليومي،

في العمل والكفاح

هو سر روحاني

يقدسني لأنه يربطني بالمسيح

الذي حمل كل أتعابنا وأوجاعنا.

أؤمن أنكَ خلقتنا من أجلكَ، يا الله، وأن قلبنا قلقاً حتى يستريح فيكَ.!

أؤمن أخيراً أن بعد الموت

سأراكَ وجهاً لوجه،

وأن فيكَ ستكون سعادتي كاملة.

أؤمن أن الحياة ليست مغامرة أعيشها حسب الأهواء والتيارات المزيفة، وإنمَّا إلتزام أحقق به مشروع الله

في كل إنسان،

وهو مشروع حب يُغير وجودنا.

أؤمن أن أكبر فرح للإنسان

هو أن يلتقي بيسوع المسيح،

الإله الذي صار جسداً،

الذي حمل ضعفنا وخطايانا وتاريخنا، بل كل شئ،

ليعطيها أبعاداً جديدة ومعنى جديداً.

أؤمن أن كل إنسان يستطيع أن يُولد ثانية لحياة جديدة وشريفة،

في كل لحظة من وجوده،

خاضعاً من كل قلبه لإرادة الله، وهكذا يستطيع أن يتحرر،

وأن يهزم الشر.

أؤمن أخيراً أن ما نفعله هو بمثابة قطرةً في محيط واسع، ولكن هو الذي يُعطي معنى لحياتنا

 

بالرغم من ذلك…

الخيرُ الذي تصنعُهُ اليومَ قد يُنسى غداً

إفعل الخيرَ بالرغم من ذلك.

أن تسلكَ الأمانة..

كأن تمشيَ في طريق ضيّق

قد لا يُصفّق في نهايته الآخرون

كن أميناً بالرغم من ذلك.

الناسُ من حولك قد يكونون أنانيين،

لا يهتمون إلا بأنفسهم

كن محبّاً لهم بالرغم من ذلك.

أنت تسامحَ الآخرين

ولكن تسامحَك قد يُفسّر بالضعف

كن متسامحاً بالرغم من ذلك.

تُعطي الآخرين من حبّك

من وقتِك ومالِك

وقد لا يشكرُكَ أحدٌ

استمر في العطاء وبسرور

بالرغم من ذلك.

الجميعُ من حولك يشتكون ويتذمّرون

وأنتَ تشعر بالرضا،

لذا تبدو مختلفاً أو غريباً عنهم

كن راضياً بالرغم من ذلك،

أنت تستطيع أن تفعل كل ذلك،

بالرغم من ذلك،

لأن نبعاً متجدداً…

من الفرح السماوي والحب الإلهي

يفيضُ من السماء في قلبك ليرويك،

ويروي الآخرين من حولك.

 

«إن الضرورة الملحِّة علينا

هي أن نُسكت الشهوة واللسان

أمام الله المتعالي، فهو يخاطب من يسمعه، بلغة وحيدة، لغة الحب الصامت[30]…»

 

تجاوبنا مع المسيح[31]

أيّها المسيح،

إني أقرّ أنكَ سيدي الأوحد وللأبد،

فالويل لي …

لو منحتُ قلبي وروحي لربٍ غيرك.

فلا رب للإنسان سواك،

ولا حبّ سواك، أنتَ الحبّ.

ها هي جميع إمكانياتي

وجميع الوزنات لاستثمرها.

ولا أريد أن أكتمُ عليك أي شيء

ولا أريد أن أطرح عنكَ أي شيء

ولا أن أخفي شيئاً.

إني أسلّم لك كلّ شيء…

إن هذا العهد هو بيني وبينك

هو عهد …

بين شخص وشخص أخر

بين حب وحب آخر.

ولا شرط فيه …

سوى أن لا ذكر فيه،

لأي حدّ في البذل

وسوى أن ما هو مجاني هو الأساسي

فهو تتويج للحب في المجانية،

بيني وبينك،

في الحياة وفي الموت.

 

تقدمـة الذات[32]

جعلتُ كلَ شيء بين يديكَ:

ما يُرهقني وما يؤلمني،

ما يُزعجني وما يُقلقني،

وهمومي ليومي ولغدي؛

جعلتُ كلَ شيء بين يديكَ

أعبائي الثقيلة أنوء بحِملها،

وأموراً أبكيها، وأموراً رجوتُها،

وتساؤلات حول ذاتي ومصيرُها

جعلتُ كلَ شيء بين يديكَ

أفرحاً كان أم حزناً وأسىً،

أفقراً وعسراً، أم يسراً وغنى،

وكلَّ ما دغدغ النفسَ من مُنى؛

جعلتُ كلَ شيء بين يديكَ

صحتي ونشاطي وحياتي،

مرضي وحدودي ومماتي،

بدايتي، زحمي ونهايتي؛

جعلتُ كلَ شيء بين يديكَ

 

« يجب أن يكون أقصى اهتمامكم أن تُضرموا في داخلكم رغبةً حارةً وودودة في الاقتداء بيسوع المسيح، وذلك في أعمالكم كلّها.. تعلّموا إذاً كيف تقومون بكل منها كما لو كان الرب يسوع يقوم بها[33]»

 

جئتُكَ متسوّلا[34]ً

جئتُكَ متسوّلاً أطلب النهار، فأخذتك في راحتي كما يؤخذ السراج في اليد لإضاءة الليل، فأصبحتَ السحابة التي تبدد الظلمات.

جئتُكَ متسوّلاً أطلب النار، فأخذتك في راحتيَّ كما تؤخذ الشعلة في اليد لدفع الشتاء، فأصبحتَ الحريق الذي يُلهب العالم.

جئتُكَ متسوّلاً أطلب الأمل، فأخذتك في راحتيَّ كما يؤخذ النبع في اليد لإرواء الصيف، فأصبحتَ سيل الحياة الأبدية.

جئتُكَ متسوّلاً أطلبكَ أنتَ، فأخذتك في راحتيَّ كما تؤخذ اللؤلؤة في اليد، لؤلؤة الحب، فأصبحتَ كنزاً يبهج الابن الضال.

جئتُكَ متسوّلاً أطلب الله، فأخذتك في راحتيَّ ولكنكَ أخذت في يدك يدي لهذا النهار، فأصبحتُ المرسَلَ إلى متسوّلي الأرض أجمعين.

 

خذ قلبي، قلب الحجر،

واعطني قلب البشر[35]

أخرج من السجن نفسي

لكي أُشيَد باسمك

يا يسوع، يا ابن الله، ارحمني

ساعدني، لا أستطيع أن أـي إليكَ

أنا سجين، يا سيدي

والظلمات تُحدق بي.

إني مقيَّدُ بأغلال من حديد،

فحطّم السلاسل لأصبح حرّاً

أخرجني من السجن

لأستطيع أن أتي إليكَ.

بدَّد الظلمة لأستطيع مشاهدة نورك.

أعطني السمع لأسمعك.

أعطني العينين لكي أراك

أعطني الذوق لأتذوّق طعمك

أعطني الشمَّ لأتنشّق عطرك

أعطني الساقين لأستطيع أن أتي إليك

أعطني الفم لأستطيع أن أشيد بك

أعطني القلب لأخشاك وأحبك

ضعني، يا سيدي، في طريقك

فأسير بحسب حقيقتك،

لأنك أنتَ الطريق، والحقّ والحياة.

إنزع مني إرادتي،

وأعطني الإرادة

لتتميم إرادتك المقدسة

خذ منّي كل ما هو قديم

وأعطني الجديد

خذ قلبي، قلب الحجر

وأعطني قلب البشر،

قلباً يحبّك، ويكرمك، ويتبعك.

أعطني العينين لأرى حبّك.

أعطني العينين لأرى تواضعك فأتبعه

أعطني العينين لأرى وداعتك فأتبعها

وحكمتك فأتبعها.

قُل كلمةً فيتمَّ كلُّ شيء،

لأن كلمتك فعّالة.

إني أؤمن، يا سيدي،

فساعد إيماني الضعيف.

 

خذ، يا رب، وأقبل[36]..

خذ يا رب وأقبل

حريتي كلّها، وذاكرتي

وعقلي، وإرادتي كلّها،

كل ما هو لي، وكل ما هو عندي..

أنت أعطيتني ذلك،

فإليكَ أعيده، يا رب.

كل شيء لك،

فتصرّف فيه بكامل مشيئتك.

أعطني أن أحبّك، أعطني نعمتك،

فهذا يكفيني…أمين.

 

« بإيماني أؤمن بوجود جهنّم،

برجائي أرجو ألا أذهب إلى جهنّم، بمحبتي أحب ألا يذهب أحد إلى جهنّم[37]

 

خذ واقبل يا رب…

أبتِ، أتوجهُ إليكَ في هذا المساء

بثقة هادئة وديعة

فقد علّمني ابنكَ أنّكَ أبي

وأنه ينبغي لنا ألا نسميك باسم غيره

إنما أنتَ آب…

أبتِ، إنما آتي لأقولَ لكَ إني ولدُك

وأقولُ لكَ ذلكَ بكل جدّية.

وبرغم ذلك، أقولَهُ وأنا راغب في أن أضحكَ وأرنّم….

لأنه في منتهى الروعة أن أكون ابنكَ

وأنا احببُتكَ قدراً قليلاً.

أبتِ، افعل بي ما تشاء

هاءنذا لأعمل بمشيئتكَ

وإني أعلم أن مشيئتك

هي أن أصبحَ مثل وحيدك..

الأخ البكر الذي علّمني اسمكَ

ومشيئتُكَ هي أن أسلكَ طريقَهُ

إني أعلمُ ذلكَ،

وما أعظم الحبَّ الذي به أتقبله

أبتِ، ليست لديّ قوة سوى قوّتكَ.

هاءنذا، فاعمل فيّ وقضّب واقطع.

وسواء أحملتني أم تركتني وحدي

فلن أخاف أو أفكّر أنكَ تنساني لئلا أهينك، واذا ما اختبرتُ ثقل الصليب وعدم وضوح الرؤية، فبوسعي على الأقل أن أرددَ لكَ بلا سأم

إني أؤمن بحبّك وأتقبّل مشيئتك.

أبتِ، هاءنذا. لا أزال اُحزنكَ

ولكنكَ لا تزال تسامحني

ففي الحبِّ إني مهزوم دوماً…

كلا، لأنكَ تمنحني حبك

تمنحني ابنَك وهو حبُّكَ

وبه استطيعُ كلَّ شيء.

أيّها الرب الإله، ها هي حياتي

لتفعلَ بها ما تشاء

ولتفعلَ بها حياة يسوع المسيح

ولكن، حيثما ترسلني

أكنتُ فرحاً أم حزيناً،

مريضاً أم متعافياً،

مغموراً أم مذلولاً

لن تمنع روحَك من أن يناديك مناداة

ويستدعي حبك استدعاء

من أجل اخوتي البشر،

الذين لا يعلمون أنكَ آب…

أبتِ، ها هي حياتي…

ولكن امنحني إخوتي

فأعيدهم إليكَ[38]

 

ليست الحياة الروحية ارتقاءً،

بقدر ما هي صعود جديد

وليست تقدماً، بقدر ما هي اهتداء.

وليست انشراحاً،

بقدر ما هي ولادة جديدة[39].

 

دُعــــاء

إياك ندعو، يا الله…

إياك ندعو يا أبانا.

ولكن عندما ندعوك…

نشعر في كياننا بلوعة الفراغ.

فراغ الدعاء الذي ليس له جواب.

دعاؤنا جملة كلمات.

كلمات من لا شيء

ينثرها الريح كالهباء،

أنتَ في غِنى عنها،

أنتَ الذي منذ الأزل تعرفُ كل شيء

وتملك كل شيء.

دعاؤنا إليك يا الله

نرمي به في لجة الأعماق،

فيختفي في عالم المجهول،

ولا يعود إلينا في شكل حسي

يرضي أبصارنا، ولا يعود منه إلينا إلا صداه.. يعود كما هو…

دون جواب، كأنك عنا بعيد

هذا كله نعرفه،

وبالرغم من هذا ندعو ونصلي،

وسنبقى ندعو ونصلي..

لأن الدعاء كلمة،

والكلمة أنتَ أعطيتناها،

بها نعبِّر عن ذواتنا،

بها نعبّر عن حبنا،

فنتحد بالأخرين ونتحد بك.

 

دعوتي هي الحب[40]

أخيراً، لقد وجدتُ الراحة

فحينما تأملتُ في جسد الكنيسة السري، لم أجد نفسي في أي من الأعضاء التي يصفُها القديس بولس،

أو بالأحرى كنتُ أتمنى أن أرى نفسي في جميعها،

فلقد أعطتني المحبةُ مفتاح دعوتي.

ففهمتُ أنه ما دام للكنيسة،

جسد مكوَّن من أعضاء مختلفة،

فلا ينقُصُها الأكثر ضرورة،

ولا الأكثر سمواً.

وفهمتُ أن للكنيسة قلباً،

وأن هذا القلب مضطرم بالمحبة،

فأدركتُ أن المحبةَ وحدها،

تدفعُ أعضاء الكنيسة إلى العمل،

ولو خمدت هذه المحبةُ وانطفأت،

لتوقفَ الرسلُ عن التبشير بالإنجيل، ولرفضَ الشهداءُ إراقة دمائهم

وفهمتُ أن الحبَّ

ينطوي على الدعوات جميعِها،

وأن الحبَّ هو كلُ شئ،

وأنه يشملُ جميعَ الأزمنة والأمكنة، وبكلمةٍ واحدة إنه أبدي.

وإذّاك، وقد تملكني فرحٌ غامر، هتفتُ، يا يسوع، يا حبي.. لقد وجدتُ أخيراً دعوتي. دعوتي هي الحبُ

أجل، لقد وجدتُ مكاني في الكنيسة،

وهذا المكانُ، أنتَ يا إلهي منحتني إياه في قلب الكنيسة أمي، سأكونُ الحبَ..

وهكذا سأكون كلَّ شئ.

 

ربِّي علّمني[41]

علّمني، ربِّي، أنّ

أعظم العاهات: الخوف

أجمل الأيّام: اليوم

أعظم الأغلاط: الاستسلام

أسوأ الإفلاسات: القنوط

أعظم السيّئات: الثرثرة والأنانيّة

أعظم ترويح عن النفس: العمل

خير المعلمين: الأولاد

أعظم الحاجات: الفطنة

أخسّ المشاعر: الحسد

أجمل الهدايا: الغفران

أجمل المعارف: ذاتك

أجمل الأمور في الدنيا: حبّك.

 

« ما كان حبّ أبينا حباً هزيلاً أو ضئيلاً، بل حباً حياً وفعّالاً، لطيفاً ووديعاً مثل حب الأم، متيناً وقوياً مثل حب الأب الذي يجتهد في أن ينمو ويتقدّم أبناؤه في الاستقامة والفضيلة[42]

 

ربِّي، لا تجعلني[43]

اللّهمّ، لا تجعلني

من الذين يكثرون الكلام

والعمل لا يباشرون.

من الذين يباشرون كلَّ عمل،

وإلى النهاية لا يصلون.

من الذين يُغدقون الوعود،

وبوعودهم لا يفون.

من الذين لا يعملون شيئاً،

وهم بلا هوادة ينقدون.

من الذين جُلُّ هَمّهم أن يأخذوا،

وفي العطاء لا يُفكرون.

من الذين لا يحسنون إلا الطلب،

وعن الشكر هم أبداً غافلون.

 

ساعدني لأُسامح[44]

ساعدني يا رب لأسامح

كما أنتَ تسامحنا،

ساعدني لأسامح من ساعتي،

من دون أن أبقى، ولو لحظة،

على أيّ تحفّظ.

وأسامح من صميم القلب،

لا بالكلام فقط

بل بجميع قوى إرادتي،

وأُسامح مسامحةً تامة

لا قيد فيها ولا شرط،

وأسامح نهائياً،

فلا أعود قط إلى ما مضى

وأسامح بإخلاص، فأعمل

كما لو أني لم أشعر بإهانة

أو أُصَب بضرر،

وأُسامح بتواضعٍ

ثقةً منّي على كثير

مما يستوجب المسامحة

وأُسامح بسخاء، فأقصد أن أزداد حبّاً

لمن أضرّ بي، وأصلّي من أجله،

وأُسامح بلا ملل،

فلا أضع حداً لمسامحتي.

ساعدني لأسامح يا ربي

وأجعل في قلبي صفحاً عظيماً

شبيهاً بصفحك.

 

شكرا[45]ً

علّمني أن أقول شكراً

دون تحفّظ ودون توقّف،

شكراً على الخبز،

على الريح،

على الأرض والماء،

شكراً على الموسيقي والصمت،

شكراً على المعجزة الكامنة

في كل يوم جديد.

شكراً على الكلمات وإشارات الحنان،

شكراً على الانتباه والرقة،

على الضحك والابتسامات،

شكراً على كل ما يساعدني

على الحياة..،

بالرغم من الألم والأحزان،

بالرغم من التمرّد والفشل.

شكراً من أجل

كل من أحبهم ويُحبونني،

ولتتحول آلاف كلمات الشكر

إلى فعل شكر عميق

عندما أتّجه إليك،

أنتَ ينبوع كل نعمة

وصخرة حياتي.

شكراً لحبك الذي بلا حدود.

شكراً لسلامك النابع منكَ أنتَ.

شكراً لخبز الإفخارستيا.

شكراً للحرية التي تمنحني إياها.

مع أخوتي أعلن مجدك

على حياتنا التي بين يديك،

على نفوسنا المودعة إليك،

على أفضالك التي تغمرنا،

والتي لا نصل دوماً

إلى الإحساس بها.

إلهنا المحب الرحيم،

تبارك إسمك إلى الأبد.

 

إنّ عدم أمانتي لن تهزم أبداً أمانته. فما إن وقعت حوّاء، حتى إنه يخطّط فيحفظ خصوبة مريم، وحتى إنه- منذ هذه اللحظة- يُنهض حوّاء من خزِيها فيعظِّمُ انتصار حفيدتها البعيدة[46]».

 

شكراً لكَ يا إلهي[47]..

لأنكَ خلقتني هكذا،

إنسان بداخله حب كثير،

يريد أن يعطيه للأخرين.

شكراً لك يا إلهي…

على الحب الذي منحتَه لي،

والفرح والسلام،

وطلبتَ مني أن أمنحه للأخرين.

شكراً لك يا إلهي…

لأنك ساعدتني أن أكتشفَ

ما بداخلي من مواهب،

وأفيد بها الآخرين.

شكراً لك يا إلهي…

لأنكَ خلقت العالم كلَّه،

بما فيه الأطفال

الذين يمثلون صورتك على الأرض،

بداخلهم البراءة والنقاء والسلام،

الذين نحتاجهم اليوم في عالمنا الكبير

شكراً لك يا إلهي…

لأنك دعوتني لأكون خادماً…

لهذه الزهور المتفتحة،

وأتمنى أن أكونَ مثلهم،

في تفكيرهم النقي والبريء

ساعدني يا يسوع…

لكي أضعَ البسمة دائماً

على وجوه هذه الأطفال،

وأجعلهم ينمون في محبتك،

كما أريد أن أعيش دائماً في خدمتهم،

التي هي خدمتك يا إلهي

 

«تظلُ التضحيةُ الحلَّ لما لا حلَّ له

أبعدُ من الوصيّة، هناك المشورة

وأبعدُ من المشورة، هناك المثل

تكمن مفارقة المسيحيّة

في ألا بوسعها أن تخلص

إلا إذا وهبنا لها ذواتنا

وقد تُفسِد…

 إذا كانت هذه الهبة غير كاملة[48]

 

صرخة كاهن إلى أبيه[49]

يا رب..

أنا في العقد الثالث من عمري

لي جسد مثل جسد الآخرين،

لي ذراعان مفتولتان للعمل،

لي قلب محفوظ للحبَّ،

كل هذا أنا أعطيته..

أعطيته لكَ يا رب

أنتَ تحتاجُ إليه..

أعطيتُ كلَّ ما لديَّ

لكنَّ العطاء شاقٌ يا رب..

يشق عليَّ أن أعطيكَ كلَّ ما عندي

يشق على الإنسان أن يهبَ جسده، ..

كم يود أن يُسلمه للآخرين..

يشق على الإنسان أن يحبَ كل البشر،.. ولا يحتفظ بواحد منهم

أن يقبضَ على يد، ولا يبقيها في يده

أن يفتح في القلوب عاطفةً،

لكن لكي يوجهها إليكَ

أن يكون لا شئ لذاته،…

لكي يظل كل شئ للآخرين

أن يكون مثل الآخرين، أن يكون بين الآخرين،.. وأن يكون غير الآخرين

أن يعطي دوماً، …

ولا يحاول أن يأخذ بدلاً

أن يذهب إلى لقاء الآخرين،..

ولا يجد من يأتي لملاقاته

أن يتألم من أجل خطايا الآخرين،.. ولا يستطيع أن يرفض قبولها وحملها

أن يستلم أسرار الآخرين،..

ولا يستطيع أن يقاسمهم إياها

أن يقود الآخرين ويدفع بهم إلى الأمام،.. ولا يستطيع مرة واحدة ولحظة واحدة أن يرى من يقوده

أن يكون سنداً للضعيف،..

ولا يجد سنداً لنفسه يتكئ عليه

يشق على الإنسان أن يكونَ وحدَهُ

وحدَهُ أمام الجميع، وحدَهُ أمام الكون

وحدَهُ أمام الألم، وحدَهُ أمام الموت،

وحدَهُ أمام الخطيئة..

لستَ وحدكَ يا بني

أنا معك،.. أنا وأنتَ واحدٌ

كنتُ بحاجة إلى بشرية جديدة تكملني في سر تجسدي وسر الفداء،

فمنذ الأزل وقع اختياري عليكَ،

أنا بحاجة إليكَ،

أنا بحاجة إلى يدك،..

لكي أواصل بركتي

أنا بحاجة إلى شفتيك،..

لكي أواصل بشارتي

أنا بحاجة إلى جسدك،..

لكي أواصل آلامي

أنا بحاجة إلى قلبك،..

لكي أواصل حبي

أنا بحاجة إليك،..

لكي أواصل سر خلاصي

ابق معي يا بني

 

«ينبغي أن نكون قديسين،

 لنعترف أننا خطأة.

 ونحن لا نعرف حقّ المعرفة

 إلا الذنوب التي تبنا عنها[50]…»

 

صلاة بداية اليوم الجديد[51]

يا رب، اجعله يوماً مباركاً،

يوما نقيا نرضيك فيه،

يوماً تحلُ فيه بروحك،

تمسك بأيدينا وتقود أفكارنا.

يوماً لا تسمح أن نُلوثه

بشيء من الخطايا.

أشترك يا رب معنا في

كل عمل نعمله في هذا اليوم

لنصمت نحن وتعمل أنتَ كل شئ.

ليكن هذا اليوم يا رب يوماً سعيداً

إطبع فيه بسمةً على كل وجه

وفرح كل قلب.

أدخل بنعمتك في التجارب،

وأعطِ المجرَّبين معونةً.

أنعم على الجميع بالسلام والراحة،

أعطِ رزقاً للمعوَزين،

شفاءً للمرضى، وعزاءً للحزانى.

أعطنا بركة التعب المقدَّس

وشركة الروح القدس في كل أعمالنا.

أستجب يا رب، لأنكَ مخلِّص المتوكلين عليكَ من كل قلوبهم.

أعطنا يا رب ألا ننسى حنانكَ علينا.

أجعلنا نشعر بعنايتِكَ، في كل لحظة من لحظات حياتنا.

يا رب..

لن يتعمَّق إيماننا إلا بعطفك علينا

حبُّكَ يا رب يسبق صلواتنا.

نحن مستسلمون لمحبتِكَ يا رب.

يا معين من ليس له مُعين،

أنتَ وحدَك قادرٌ على كل شئ

لن يعسر عليكَ،

يا صانع الخيرات، يا محب البشر

أنتَ وحدَك قوتي وبهجتي وقدرتي.

يا من يُدبِّر كلَّ شئ بحكمةٍ،

حباً للبشر،

ويُوزِّع على الجميع ما ينفعهم.

لأنها هكذا طبيعتكَ يا رب، عندما تُعطي بسخاء ولا تُعاير.

 

صليب…!!

يا رب….

هل للصليب مكان في حياتي ؟

هل للمصلوب معنى عندي ؟

هل للجلجثة طريق داخلي ؟

هل للدم مجرى بقلبي ؟

يـا رب.

أجعلني أرى حب الصليب، حتى لا أبعثر الحبَّ فيَّ،

وأن أخففَ من حبي لذاتي،

وأذداد حباً للأخرين،

حتى يكون لصلب المسيح

أثر في مفهوم الحب عندي،

فلا يتألم أحدٌ…

ولا يموت حولي أحدٌ

لأنني أكون قد سلبت الحب الذي يحتاج إليه كي يعيش.

 

طلبتُ من الله وأعطاني[52]….

طلبتُ إلى الله القوة لعلي أكونَ كاملاً،

فجُعلتُ ضعيفاً…

لعلّي أتعلّم الطاعة متواضعاً.

طلبتُ إلى الله الصحة،

لعلّي أفعل أشياء عظيمة،

فمُنحتُ المرض…

لعلّي أفعل أشياء أعظم.

طلبتُ إلى الله الغنى،

لعلّي أكون سعيداً،

فمُنحتُ الفقر…

لعلّي أكون حكيماً.

طلبتُ إلى الله السلطة

لعّلي أنال تقدير الناس،

فمُنحتُ العوز…

لعلّي أشعر بالحاجة إلى الله.

طلبتُ إلى الله رفيقا.

لكي لا أعيش وحدي،

فمُنحتُ قلباً…

ليعيش فيه جميع اخوتي

طلبتُ من الله كل شيء

لعلّي أتمتع بالحياة

فمُنحتُ الحياة لعلّي أتمتع بكل شيء

لم أنل شيئاً ممّا طلبتُ،

بل كل شيء مما رجوتُ.

وكاد يكون غصباً عني أن استُجيبت صلواتي التي لم أتفوّه بها.

إنّي بين جميع البشر أوفرهم بركة.

 

عندما…

عندما يمر عليك عام تلو الآخر

عندما تفقد مفهوماً ومفهوماً

عندما تسقط تصوراً فتصوراً

عندما يعلو رصيد قيمك الجرداء

عندما تبشِّر بعلو السماء

عندما تبدو الأرض سجناً

والناس سجناء

عندما ترى بعض نهايات

عندما تتأمل بعض نكبات

عندما تسمع قليل أنات

عندما تسلّم بغموض المصير

عندما تقسم أنك حقاً صغير

عندما تعتقد أنك فرد في جمع كبير

عندما لا يكون للحياة معنى

عندما تفتش عن الحب فلا تجد

عندما تحاول أن تحب فلا تقدر

عندها تعال وانظر

اسأل إلى أين صار فكرُك،

أين رقد قلبك ؟

أين أنت من الله ؟

يوم تجيب بصدق ستتعجّب ولا تدري

كيف غفلت عيون اليأس ؟!

ولا كيف تفجرت ينابيع رجاء ؟!

ولا كيف تحدثت إليك الحياة ؟!

وقتها أشكر الله…

 

«ما دام عصفوراً صغير موثقاً بخيط إلى الأرض فإنه لن يقوى على الطيران الطليق مهما كان الخيط الذي يربطه رفيعاً[53]….»

 

 في وقت الضيق واليأس

ربي وإلهي

في لحظة اليأس العنيف،

تساءلتُ: لماذا أوجدتني ؟؟

وفي غمار الحزن العميق،

ترددتُ أن أبسطَ يدي.

قلتُ: يغشاني الظلام

وقلبي يكتنفه القتام،

أما نفسي فقد ابتعد عنها السلام،

وإذا اليأس قد تبدل بالرجاء!!

والحزن انقلب فرحاً وراح الشقاء!!

وانزاح الظلام وجاء الضياء!!

أما القتام فابتعد وحل الصفاء!!

والسلام عمّ مالئاً كل الأرجاء !!

ولم يعد لي سوى أن أقول:

شكراً لكَ يا رب، لأنكَ أوجدتني.

 

« نُسلّم في كل حين إلى الموت…فالموت يعمل فينا

والحياة تعمل فيكم.»

(2كور4/12)

 

قدني إلى أبعد[54]

قدني، أيّها النور اللطيف

خلال الظلمات التي تكتنفني.

قدني أنتَ دوماً إلى أبعد

فالليل دامس، وأنا بعيد عن الدار.

قدني أنتَ دوماً إلى أبعد

واحفظ خطواتي

فلا أبغي أن أرى منذ الآن

ما سأراه هناك.

لم أكن هكذا دائماً، ولم أصلِّ دائماً

لكي تقودني أنتَ دوماً إلى أبعد.

كنتُ أحب أن أختار وأجد طريقي،

أمّا الآن فقدني أنتَ دوماً إلى أبعد.

كنتُ أبحثُ عن المجد

ورغم المخاوف…

كان الكبرياء يُشرف على رغباتي.

لا تذكر بعد اليوم السنين الماضية.

قدرتُك باركتني طويلاً

وهي ستقودني دوماً إلى أبعد

في الأرض القاحلة وفي المستنقع

على الصخرة النائية والموج الصاخب حتى ينقشع الظلام.

فتبتسم لي في الصبح أوجُهُ الملائكة

فقد أحببتُم منذ عهد بعيد

وقد فقدتُهم لوقت قصير.

قدني، أيّها النور اللطيف

قدني أنتَ دوماً إلى أبعد.

 

لا أسألك [55]

يا رب…لا أسألك أن تنسى أخطائي،

بل هبني من فضلك النعمة

أن أنسى ذاتي

وأرسل لي روحك،

روح الفرح والحب

يا رب… لا أسألك أن تُغيِّر كنيستي،

كما لو كانت خارجة عني

بل ساعدني من فضلك،

على أن أغيِّر ذاتي كعضو فيها

وأن أصبح أكثر فاعليَّة في الجماعة

وأكثر تفهماً وانتباهاً

لاحتياجات كل إنسان.

يا رب…لا أسألك أن تستجيب دعائي

بل هبني بالأحرى من فضلك

أن أقبلك أنتَ، عاملاً كلّ ارادتك

هبني من فضلك طعم إنجيلك

طعم السعادة الحقيقيَّة

التي تقدمها من خلال التطويبات

لا أسأل شيئاً آخر…

ولا أبحث عن شئ آخر

سوى أن أصبح إنساناً جديداً

بفضل نعمتك وعلى مثالك

يا رب…لا أسألك

أن تكون حاضراً فيما أفعل

لأني أعرف أنك حاضر…

لكل منا وفي كل لحظة

أجعلني من فضلك

أكثر انتباهاً لحضورك

يا رب… لا أسألك النجاح

بل ساعدني أنتَ من فضلك،

أن أنمِّي فيَّ الصبر والمثابرة،

الصلابة وحب العمل،

هذه الصفات التي تسمح لي

أن أحقق النجاح…

ليس لمجدي وإنمَّا لخدمة الآخرين.

 

«إن حربة لونجينوس اخترقت أبعد من قلب المسيح

إنّها طعنت الله نفسه

واجتازت حتى وسط الثالوث[56]

 

لقد أمنتُ بك…يا رب

لقد أمنتُ بكَ يارب فزدني إيماناً،

عليكَ اتكلتُ يا إلهي، فزدني إتكالاً،

وإني أحبُّكَ يا رب،

فزِد حبي اضطراماً.

وها إن نفسي نادمةٌ على أثامها،

فزدها ندامة…..

أرشدني يا رب بحكمتِك،

أضبطني بعدلِك،

عزّني برحمتِك، استرني بقدرتِك

إني أريدُ يا رب كل ما تريدَه،

وما دمتَ تريدَهُ، ولأنك تريدَهُ.

أجعلني يا ربُّ حاراً في صلاتي،

قنوعاً في مأكلي، أميناً في وظيفتي،

ثابتاً في مقاصدي…

صيِّرني يا ربُّ أنيساً في معاشرتي

مؤدباً في تصرفي، عفيفاً في حديثي،

مستقيماً في سيرتي….

فها أنا يا رب

أقدّمُ لكَ أفكاري وأقوالي وأفعالي

فاجعلني أفتكرُ فيك، وأتكلّمُ عنك،

واشتغلُ لكَ وأتعبُ من أجلك

أملأ يا رب قلبي من المحبةِ لكَ،

ومن البغَضِ لي ولرزائلي،

ومن الرحمةِ لقريبي،

ومن الازدراءِ لكل شيء عالمي،

أجعلني يا رب….

أنتصرُ على اللذةِ بالإماتة،

وعلى البخلِ بالصدقة،

وعلى الغضبِ بالوداعة،

وعلى الفتورِ بالحرارة.

صيِّرني يا رب…

رصيناً في أموري،

شجاعاً في مخاطري،

صبوراً في شدائدي،

متضعاً في نجاحي.

أنر يا رب عقلي

أضطرم إرادتي

طهِّر جسدي وقدِّس نفسي

عرِّفني يا رب…

ما أحقرَ الأرض، وما أعظمَ السموات

ما أقصرَ الزمان، وما أطولَ الأبدية.

أنعمَ عليَّ يا رب أن أستعدَ للموت

أخافَ من الدينونة، أنجوَ من جهنّم

وأنالَ السموات….

 

ما أصعب الغفران…

سهل الكلام عنه، صعبٌ أن نعيشَهُ

خاصة عندما نُعاني نكران الجميل

سهل أن نُصلِّي: اغفر لنا…

أصعب أن نغفر.

الغفران ؟ ماذا يعني ؟

أهو علامة ضعف؟

أم نسيان ما فعلوه بنا؟

أهو تفادي الاشتباك بأي شكلٍ؟

أم إلقاء اللوم على الله

الذي لا دخل له؟

أهو اتباع مبدأ « دع الأمور تسير وكل واحد يفعل ما يريده؟»

أهو أن نظل عند الإهانة ؟

لا… لا شئ من كل هذا

فماذا إذن؟

الغفران أنواع

إنمَّا هو في الأساس عملٌ خلاَّق،

يخلق فيمن يعترف بخطيئته،

كائناً جديداً

ولابدَّ من وقتٍ للوصول إليه

فهو توبة واهتداء

مستمران نحو الحبِّ.

يا ربِّ….علمنا صبرك،

لكي نقبل الوقت الضروري،

الذي يحتاجه كل إنسانٍ لكي ينمو.

هبنا وداعتك…

لكي نصير بعضنا للبعض،

طريق إنجيل

هبنا قوة الغفران

لكي نعرف أن نقدِّر

ونثق حتى عندما لا نفهم.

نعم يا ربِّ ليسُد في عائلتي…

غفران الآب، ووداعة الابن،

وصبر الروح القدس.

 

« لم اُسئ إلى الله فحسب، بل إلى مغفرته أيضاً، ألا وهي صلاحه الذي يعود إلى الخاطئ بعد كل ذنب من ذنوبه. وليس تكرار الخطيئة مجرّد جمع للخطايا فقط بل هو أيضاً إصرار على الشرّ، واحتقار للعودة إلى الرب، وصمودّ في الرفض[57]

 

محبة الله[58]

لقد أحببتُكَ يا إلهي متأخراً..

مع أن جمالك منذُ القِدَمِ،

ومتجدد دوماً.

تأخرتُ في حبي لكَ، وفي عدم حبٍ،

خرجتُ على حُبِّكَ الذي رسمتَهُ لي..

كنتَ أنتَ معي،

وكنتُ أنا منفصلاً عنك،

أبعدتني عنك أشياءُ لا معنى لها،

ولكنك ناديتني نداءً قوياً،

دخل إلى أُذُنيَّ العاجزتين،

وأشرقتَ عليَّ بنورٍ قويٍّ،

أنار عينيَّ العمياوتين،

وفاحت عليَّ رائحتك الذكيةُ،

فجذبتني إليكَ..

لمستني..

فاشتقتُ إلى سلامكَ،

خلقتنا لنفسكَ،

ولن تجد نفسي راحة

إلا إذا استراحت فيكَ.

 

مدينة الله ومدينة الذات[59]

حُبّان صنعا مدينتين،

حُبُ الذات حتى احتقار الله،

وهي المدينة الأرضية،

وحب الله حتى احتقار الذات،

وهي المدينة السماوية..

إحداهما تتمجدُ في ذاتها،

وأما الأخرى ففي الرب.

إحداهما تطلبُ مجدها من البشر،

والأخرى إن اللهَ الشاهدُ

على ضميرها،

وهو مجدُها الأعظم.

إحداهما ترفعُ رأسها

والأخرى تقولُ لإلهها:

إنك مجدي ورافعُ رأسي.

رؤساءُ إحديهما،

ومن يقهرون من أمم،

 يسودُهم شديد الرغبة في التسلط،

وفي الأخرى..

يخدُمُ بعضُهما بعضاً في المحبة،

أما الرؤساءُ فبرئاستهم،

وأما الشعب فبطاعتهِ.

أسيادُ إحديهما يُحبون قوتهم الشخصية

والأخرى تقول لإلهِها

" أُحبُكَ يا ربُّ قوتي"..

 

معنى جهنّم

ما هو جهنّم ؟

هو ألُمنا إذ أصبحنا عاجزين

عن الحب[60].

يكمن جهنّم في أننا لم نعُد نُحب..

تُرى، أليست الدينونةُ اكتشافنا

– بعد فوات الآوان، بعد الموت-

أنّ نفسنا عاطلة ؟…

فإنّ البؤس.. البؤس الذي لا تتصوّره

هذه الحجارة المتّقدة

وكانت فيما مضى بشراً

يكمن في أنه لم يعُد لها

أي شيء تتقاسمه…

إنّ الشيطان

هو الباب المغلق للأبد

هو الطريق المسدود

هو الكذب والهلاك…

إنّ أعظم عمل يعمله،

هو سلام صامت، متوحّد، بارد

سلاٌم طعمُ ذوق العدم[61]

 

قال جبريال مارسيل: يكمن حبّي لشخص في قولي له: لن تموت، ففي يسوع المسيح بمقدورنا أن نقول للبشر: الموت قد غُلب، والمسيح قام، فيا أخي، أنتَ حي للأبد[62].

 

مناجاة مُلحِد..

اسمع يا الهي،

إنني لم أكلمك قط قبل الآن،

ولكنني اليوم أريد أن أقول لك:

"كيف حالك ؟"

لقد قيل لي أنك غير موجود

وأنا عندئذ، كأبله، صدقت ذلك.

في الليلة الماضية،

من حفرة القنبلة التي كنت فيها،

كنت أرى سمائك

لذلك تحققتُ جيداً أنهم كذبوا عليَّ.

لو كنتُ كلّفت نفسي

أن أرى ما صنعتَ

لكنت فهمت أنه لا يُنكر وجودك

أتساءل إن كنت تقبل أن تصافحني.

على كلٍ أشعر أنك ستفهمني.

إنه لمؤسف أن أكون

قد أتيت إلى هذا المكان الجهنمي

قبل أن يتيسر لي الوقت الكافي لأعرف وجهك.

لعمري، أفكر…

أنه لم يبق لي شئ كثير أقوله.

لكنني سعيد

لأني صادفتك هذا المساء يا الهي.

أعتقد أن الساعة ستأتي قريباً.

لكنني لا أخاف منذ شعرت

أنك قريب مني بهذا المقدار.

هاهي الإشارة !

يجب أن أذهب يا الهي !

إنني احبك كثيراً

وأريد أن تعرف ذلك.

أنظر، سوف تحدث معركة هائلة.

ومن يدري ؟ قد أوافيك هذه الليلة !

رغم أن علاقاتي السابقة معك

لم تكن حسنة، أتساءل..؟؟؟

إن كنتَ ستنتظرني على عتبة بابك

أنظر إنني أبكي !

غريب أن أذرف أنا دموعاً !

آه! ليتني تعرّفت إليك قبل الآن بكثير!

آه ! يجب أن أذهب الآن: الوداع

أمر غريب ! منذ أن تعرفت إليك

لم أعد أخاف الموت.

 

أيّتها النفس المسيحيّة

قد خرجتِ من جرن المعمودية مشرقةً بهاءً. فحافظي على بهائكِ، فلا تتركي أبداً مائدة عريسكِ.

ولتظلّي بهيّة

كُلي كل يوم جسدَهُ

ولتنالي الحياة الأبدية،

اشربي دمه[63]

 

من وحي طريق عماوس[64]

امكث معنا، يا رب

فالليل يهبط والظلام يهددّ

والظلمات تجتاح إيماننا

فامكث معنا لتضيء طريقنا.

امكث معنا، يا رب

فقلوبنا فاترة،

وإيماننا متردد

فامكث معنا لتدفيء قلوبنا.

امكث معنا يا رب

فالطريق شاق

والصعود صعب

فامكث معنا لينظّم إيقاعُكَ خطواتنا

امكث معنا يا رب

فالكذب يقتحمنا

وبشارتُك تزوغ

فامكث معنا يا رب

لتفتحَ لنا الكتب.

امكث معنا يا رب

فحياتنا تفرغ

يعوزها الخبز والصداقة

فامكث معنا لتقاسمنا الطعام.

امكث معنا، يا رب

فالصليب يُلقي ظلّه

ويُقلق أفقنا

فامكث معنا، لتحمل الخشبة الثقيلة.

امكث معنا، يا رب

فالشمس قد اخترقت الليل

وإيماننا يتفجّر رجاء

فامكث معنا، يا نور حياتنا.

 

من يسوع المسيح وإليه[65]

أشكرك، أيّها الربّ يسوع المسيح

على كلّ ما أنعمتَ به عليّ من نِعم

وعلى كلّ ما تحمّلت لأجلي من آلامات وإهانات.

أيّها الفادي الحنون، الصديق والأخ

اجعلني…

أعرفك معرفة أكثر عمقاً،

وأحبّك حباً أكثر عشقاً

وأتبعك اتباعاً أكثر قرباً.

To know you more clearly,

To love you more dearly,

To follow you more nearly,

Day by day….

 

نشيد الله[66]

يا من هو فوق كلّ شيء

أليسَ هذا كل ما بوسعنا أن نرنّمه عنك ؟ فأي نشيد يعبِّر لك عنه كلامُنا

ولا كلمة تعبّر عنك ؟

جميع الكائنات التي تتكلّم،

والتي لا تتكلّم تُعلنك.

جميع الكائنات التي تفكِّر،

والتي لا تفكّر تكرمك

رغبة الجميع وأنّات الجميع

تصبو نحوك

كل ما هو يصلي لك.

كل كائن يفكّر في الكون نحوك

يُصعد لك نشيداً ملؤه الصمت.

كل ما يظل بك يظلّ.

حركة الكون عليك تقوم.

كل الكائنات، نهايتها أنت.

أنت الكائن كلّه وأنت لا أحد من الكائنات. لك جميع الأسماء

فكيف أسمّيك أنت الوحيد

الذي لا يمكن تسميته

ارحم، يا مَن هو فوق كل شيء

أليس هذا كلّ ما بوسعنا أن نرنّمه عنك ؟

 

يا يومي العادي

ليتني أفطن إلى الكنز الذي فيك

أتعلّم منكَ، أحبُّكَ، أتذوقك، أُباركك

قبل أن تمضي…

لا تدعني أميل عنك،

لأبحث عن غد نادر الكمال

دعني أضمّك ما دمتَ في متناولي

فربّما غاب ذلك عني.

قد يأتي يومٌ

أنقّب فيه الأرض بأصابعي

أغرق وجهي في وسادتي،

أدفع بيدي إلى أخر مداها،

أدفع بها إلى فوق،

أناجي بها السماء،

وأتوقُ كل التوق إلى أن تعود إليَّ

 

 

 

«يسمح الله للشيطان بأن يُحزن ويُعذّب الخلائق الذين لم يعودوا يثقون بخالقهم بسبب خوفهم، ولم يضعوا قوّتهم في الرجاء به. وبسبب هذا الشر العظيم شر الخوف، يعيش في الوحشة العديدُ ممّن بدأوا أن يخدموا الله، ذلك لأنّهم لم يعودوا يتقدّمون إلى الأمام ويحملون بمثابرة صليب المسيح، صليبه الخفيف..

أناشدكم إذاً بأن تتأصلوا كاملاً في الله في جميع أموركم، فلا تضعوا ثقتكم فيما تقدرون أو ما تعلمون أو في رأي الناس. وهكذا أعتبركم مسلّحين ضد ما قد يبتليكم من مُلمّات روحية أو جسدية. فالله يرفع ويقوّي المتواضعين، خاصة الذين رأوا- في أصغر الأمور وفي أوضعها- ضعفهم، كفي مرآة فتغلبوا على أنفسهم.

تذكّروا دائماً أن إرادة صالحة جدّ متواضعة- نقدّم بها ذواتنا لله تقدمة حياتنا كلّها حباً خالصاً وتمجيداً له- هي أثمن في نظره من جميع ما نؤديه له من خدمات، وإن كانت كثيرة[67]

 

يد الله… ويداك[68]

إلهي..إليك أرفع يديّ

لأنهما صُنع يديك أنت!

فبهما أشكرك وأحمدك،…

على كل ما قمتُ به من خير،

بفضل نعمتك في الفكر والعمل والخدمة…

أقدمهما لكَ في خشوع وتواضع،

لكي تطهرهما وتقدسهما

بدم جنبك المجروح،

فتصيران مثل يدك أنتَ

بيضاء في الطهر والنقاء….

إلهي..ضُمّ يديّ في يدك،

لكي أبني معك ملكوتك،

ولكي معك أبارك وأصافح الذين أساءوا إليّ. ولكي أحيي كل إنسان.. لأنه صنع يديك.. وطريق إليك!

إلهي..إن يديّ أسيرة الخيرات الفانية والشهوات الدنيوية..

فحررهما أنت بقوتك

واجعلهما مثل يديك:

كريمة في البذل، سخية في العطاء، حتى أخفف بهما عذاب الفقير، وأمسح بهما الدموع..

وأضمّد الجروح في حب وحنان… كما كنت تفعل وأنت على أرضنا.

إلهي..لا تجعل الدنيا أو أحداً

يفصل يديّ عن يديك،

بل اجعلهما متحدين بيديك

حتى يأتيا بأثمار كثيرة.

إلهي.. خذ يديّ واعطني يدك أنت، لكي أخلّص بها العالم!.

 

« اسعوا أن تحفظوا ضميركم صافياً، فهذا أمر جدُّ مهم، اجتهدوا حتى تعتزموا ألا تُسيئوا إلى الله ثانية، بحيث تكونوا مستعدين أن تفقدوا ألف حياة ولا تقترفوا خطيئة مُميتة، وأن تعتنوا كل الاعتناء بألا تقعوا أبداً في خطيئة عرضية عمداً. وأما سائر الخطايا، فمن منا لا يقترفها بكثرة[69]

يدك في يدي، ساعة موتي[70]

يا رب،

عندما علمتُ أنكَ تأتي لتأخذني،

وأن خطي المعلّم تُسرع نحو خادمه، حفظتُ بمعونتك المحراث بين يديّ

دون أن أنظر إلى خلفي،

وقررتُ أن أشقّ الطريق،

بلا انقطاع، حتى ألتقي بك.

كن مباركاً،

لأنكَ جعلتني أدرك من بعيد

صدى زيارتك لي.

طوبي لي إن وجدتني ساهراً.

لقد قرأتُ في الكتاب

أن مجيئَك سوف يتم في يوم الغضب

ولا يسعني أن أغمض عينيّ

على ما يقترفه العالم الذي أعيشُ فيه

من عجيج الجرائم والخطايا.

ولا يسعني أن أصمّ أذناي عن ضجيج الحروب والمجاعات والظلم، ولا عن صوت الدم الذي يرتفع إليك.

ولكنكَ….

في وسط ضجيج الغضب الآتي،

أسمعتني صوتَ الدفوف والأبواق

وتريني من بعيد الباب…

الذي ينفتح على أنوار الوليمة

وها إنّ الصرخة قريبة جداً:

هوذا العريس!!

فانتظرك، حاملاً مصباحي المشتعل،

حيث يشتعل فيه…

زيت معموديتي وتثبيتي وكهنوتي،

قائلاً: تعال أيّها الرب يسوع !!

يا رب، أنتَ الإله الذي حملَ..

فزعي كلّه وقلقي كلّه.

لو كان الموت الذي يأتي إليَّ ويمتلكني أكثر فأكثر يوماً بعد يوم،

لو كان هذا الموت موتي أنا فقط

لارتعدتُ خوفاً منه لأنه مفزع.

ولكنّ هذا الموت الذي يأتي

هو بالنسبة إلى موتك أنتَ أولاً.

ففي إنسانيتي- وهي تواصل إنسانيتك

أنتَ تأتي فتمدِّدَ وتنشر سَّر موتك أنتَ

فمعك ويدي في يدك..سأترك

هذا الجسد المحكوم عليه بالموت.

معك سأنزل خطوة خطوة

في الظلمات، حتى الجحيم،

في وسط الأرواح المسجونة،

سأعبر دينونة الله وهو يختبر أعمالي

ويُحرق القشّ ويُطهر الذهب،

ففي هذه الساعة القاسية، كن يا رب

أكثر من أي وقت أخر،

الأساس الذي أسستُ عليه رجائي

فالتمس منك- منذ الآن رحمتك

لساعة نزولي إلى الجحيم.

فإني لا أقدر أن أتحمّل الموت،

لعلمي ما هو الموت منذ أن دخل فيّ

لكني أقبل بصدر رحب،

أن يتجدد ويتحقق فيّ موتك،

وإني أعلم أين يقود الموت

كما أنني سأصعدُ معك من دوّار

هذا النزول حتى الهاوية،

معلناً للشيطان هزيمته.

رجائي أن أصعد معك،

ويدي في يدك،

نحو المسكن الذي لم تصنعه يد إنسان

لأسكنَ معكَ في جسد واحد،

وسيستتب السلام نهائياً

بين جميع ما يسكنني من تخوفات

وما أكنّه لكَ من حبِّ.

 

 

 

المجد بالذبيحة. الخصب بإنكار الذات

الحبّ بالتجرّد. الحياة بالحبِّ…

الحياة بالموت[71]

 

يسوع شمس شحبها الموت[72]

عندما ظلّ الحمل البريء

وشمس البرّ الحقيقي

معلّقاً على الصليب ثلاث ساعات، عندما أخفت الشمس الساطعة،

في الوقت نفسه في الساعة التاسعة، أشعّة نورها شفقةً على خالقها،

عندما تمّ كلُ شيء

حينذاك جفّ ينبوع الحياة.

إنّ يسوع الإنسان الإله،

بصراخ شديد ودموع زوارف

كي يُظهر شعورَ رأفته ويُعرب عن قدرة ألوهيته

لفَظ الروح واستودعها بين يديّ أبيه.

وإذا حجاب المقدِس قد انشقّ شطرين،

من الأعلى إلى الأسفل،

وزلزلت الأرض، وتصدّعت الصخور، وتفتحت القبور…

وإذا قائد المائة يعترف…

أن يسوع هو الله حقاً.

وإذا الجماهير التي احتشدت لتشمته،

و:انه أتت لمشاهدة عرض،

رجعت وهي تقرع الصدور.

وإذا أجمل أبناء البشر،

وعيناه مغلقتان ووجنتاه شاحبتان،

ظهر لبني البشر مشوّهاً،

ذبيحة رائحة زكيّة مقدَّمة لمجد الآب

لتَصرف عنّا غضب الله.

أيّها الربّ، أيّها الآب القدوس

ألقِ نظرةً من هيكلك،

ومن علياء مسكنك السماوي

أقول: انظر إلى وجه مسيحك

انظر إلى ما يقدَّم لك حَبرُنا

من تقدمةٍ مقدسةٍ كل التقديس

لأجل خطايانا، وترأف بخبث شعبك

وأنتَ، أيّها الإنسان المفديّ

تأمّل في مَن هو معلّق على الصليب لأجلك…

هو الذي يحيي الموتى بموته

هو الذي ترثي السماء والأرض موته

هو الذي تنشقّ أصلب الصخور لأجله

متأثرة تأثراً طبيعياً.

أيّها القلب البشري

أنتَ أقسى من قساوة الصخور

إن لم تفزعك ذكرى مثل هذا التكفير

ولا استولت عليكَ الشفقة

ولا سحقَتك الندامة

ولا لطّفك الحنان !!

 

اجعلني أبلغ سماءَ الأبديّة، موضع المختارين الصحراوي، فأجتمع في ملكوت الموتى بالطوباويين الأجلاء الموقّرين.. فأخرج معهم لأرى بهاءك عندما تشرق[73]

اجعل وجهي يتوجّه نحو يمينك إذ تعبدك يداي عندما تغرب غروب الحياة. إنك لخالق الأبديّة

إني أضعك في قلبي، أنتَ الدائم وأكثر الآلهة إلوهيّة[74].

 

يسوع معي في التجربة[75]

" في الحلم، رأيتُ نفسي أسير على شاطيء البحر، وبجانبي يسوع المسيح. وكنّا نسير معاً، وهو بقربي وأنا بقربه. نظرتُ إلى الوراء، فرأيتُ آثار أقدامنا باقية على الرمل. كانت هناك آثار أقدام شخصين، وفي بعض الأحيان آثار أقدام شخص واحد. وعندما رأيتُ حياتي الماضية تمرّ أمام عينيّ كالشريط السينمائي، لاحظتُ أن آثار أقدام الشخص الواحد توافق الأيام التي كنتُ أعيش فيها شدة من الشدائد: أيام التجارب والمحن، أيام الغضب والحقد، أيام المعصية والثورة…

فنظرتُ إلى يسوع وعاتبته: أهكذا تتركني في أيام الشدة ؟ في الأوقات التي كنتُ محتاجاً إليك ؟

فنظر إليّ بحنان وقال لي: في الأيام الصعبة هذه، كنتَ أنتَ تعباً ولا تقوى على المسير نحو الأمام، فكنتُ فيها أحملك.

  

 

 

 

 



[1] الأخ شارل دي فوكو مؤسس الأخوة الأصاغر.

[2] الأخ شارل دي فوكو.

[3] أليصابات الثالوثية الكرملية، فرنسا نوفمبر 1904.

[4] الأب لويس جوزيف لُوبرِه الدومينيكاني+1966.

[5] طاغور

[6] إسحاق السرياني.

[7] الأب يوسف المصري.

[8] شارل دي فوكو.

[9] الأب يوسف المصري.

[10] القديس أغسطينوس

[11]  Thomas Merton  

[12] ماري نُويل.

[13] القديسة تريزا يسوع الطفل.

[14] Pierre Teilhard de chardin sj. 

[15] القديس أغسطينوس.

[16] الاقتداء بالمسيح 3/5

[17] Saint Claude La Colombiere sj.

[18] وصيّة الأب  Longhaye اليسوعي إلى الدارس Leonce de Grandmaison اليسوعي.

[19] القديس يوحنا الصليب- الشعلة المتقدة.

[20] الأخ شارل دي فوكو.

[21] القديس أغسطينوس.

[22] Joseph Pegon sj. 

[23] كميل حشيمة اليسوعي(الأب)، مرجع سابق.

[24] Leonce de Grandmaison sj.  

[25] George Bernanos: Sous le Soliel de Saten

[26] رابندرانات طاغور.

[27] الأب هنري بولاد اليسوعي.

[28] Yves de Montcheuil sj:

[29] الأب يوسف المصري.

[30] القديس يوحنا الصليب: الرسائل – 6

[31] Louis Lallement sj.                       

[32] كميل حشيمة اليسوعي(الأب)، صلوات غير عادية.

[33] القديس يوحنا الصليب.

[34] كميل حشيمة اليسوعي(الأب)، مرجع سابق.

[35] طيخون الزادونسكي، روسي، القرن18.

[36] ق. أغناطيوس دي لويولا.

[37] Xavier Leon- Dufour sj:

[38] Pierre Lyonnet sj.; Ecrits Spirituels 

[39] Rene\’ d\’ Ouince sj. 

[40] ق. تريزا يسوع الطفل.

[41] كميل حشيمة اليسوعي(الأب)، مرجع سابق، ص34.

[42] Ribadanera  

[43] كميل حشيمة اليسوعي(الأب)، مرجع سابق، ص36.

[44] جان غالو.

[45] مترجم من الألمانية للأنبا إبراهيم إسحاق: مطران المنيا.

[46] Joseph Moingt sj. 

[47] ميرفت غطّاس.

[48] Jean Guitton; L"Amour  Humain  

[49] ميشال كواست، «صلاة الكاهن مساء يوم الأحد»، الأيادي الضارعة، دار المشرق، بيروت.

[50] Winoc de Broucker  

[51] غبطة البطريرك  الكاردينال الأنبا أستفانوس الثاني غطّاس.

[52] Henry Viscardi  

[53] القديس يوحنا الصليب- صعود جبل الكرمل.

[54] Cardinal John Henry Newman    

[55] الأب يوسف المصري.

[56] Paul Claudel   

[57] Winoc de Broucker  

[58] ق. أغسطينوس.

[59] ق. أغسطينوس.

[60] Dostoevsky 

[61] Georges Bernanos 

[62] Olivir Clement 

[63] القديس أغسطينوس.

[64] Alfred Ducharme sj.  

[65] القديس ريتشارد أسقف شيشستر (1245-1253).

[66] ق غريغوريوس النازينزي

[67] القديس فرنسيس كسفاريوس اليسوعي 1549م.

[68] الأب يوسف المصري.

[69] القديسة تريزا الأفيلية- طريق الكمال ف.43.

[70] Michel Planque sj. 

[71] Cardinal Saliege

[72] القدّيس بونافنتورا

[73] كان قدماء المصريين يعتقدون أن الموتى يخرجون ليلاً من قبورهم ليشاركوا رع الإله- الشمس مسارَه الليلي، حتى الشروق.

[74] كتاب الموتى- الفصل15.

[75] شاعر من أمريكا اللاتينية.