البابا يتحدث عن معنى وضع الأيدي في السيامة الكهنوتية

"ليست عملاً سحريًا، بل هي وقفة صلاة صامتة زاخرة بالسر"

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 29 أبريل 2008 (Zenit.org). – انطلق البابا في توضيحه لمعنى رتبة وضع الأيدي في السيامة الكهنوتية من القراءة الأولى في ليتورجية قداس الأحد الذي منح فيه السيامة الكهنوتية لعدد من الشمامسة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

فبعد أن بشر فيليبس مدينة في السامرة، أقيم اجتماع صلاة ترأسه الرسولان بطرس ويوحنا، "عمودا" الكنيسة، اللذان أتيا من أورشليم لزيارة هذه الجماعة الجديدة ولتثبيتها بالإيمان. وبفضل وضع أيديهما، حل الروح القدس على هذه الجماعة التي سبق أن نالت العماد.

وعلق بندكتس السادس عشر على هذا الحدث: "يمكننا القول أنه في هذا الحدث نجد الشهادة الأولى لطقس "التثبيت"، وهو السر الثاني في الإعداد المسيحي".

"إن الدلالة إلى طقس وضع الأيدي، بالنسبة لنا أيضًا المجتمعين هنا، تحمل معنىً خاصًا. فهذا الإيماء هو العمل المحوري في طقس السيامة، الذي من خلاله سأمنح المعنيّين الكرامة الكهنوتية".

"إنه رمز غير منفصل عن الصلاة، إذ يشكل امتداد صامتًا لها. بصمت، يضع الأسقف السائم، وبعده الكهنة، الأيدي على رؤوس الشمامسة، ويعبرون بهذا الشكل عن استدعاء الله لكي يحلّ روحه عليهم ويحولهم جاعلاً منهم شركاء في كهنوت المسيح. إنه أمر يدون بعد الثواني، وهو وقت قصير جدًا، ولكنه غني بكثافة روحية فائقة".

ثم توجه إلى الشمامسة محرضًا إياهم على العودة دومًا إلى هذه اللحظة في المستقبل، "إلى هذه الإيماءة التي ليست أمرًا سحريًا، ومع ذلك فهي غنية بالسر، لأنه هنا أصل رسالتكم الجديدة".

"في هذه الصلاة الصامتة يحدث اللقاء بين حريّتين: حرية الله، العاملة من خلال الروح القدس، وحرية الإنسان. وضع الأيدي يعبّر بشكل ملموس عن كيفية هذا اللقاء: الكنيسة، الممثلة بشخص الأسقف الذي يقف ويداه ممدودتان، يصلي إلى الروح القدس لكي يكرس المرشح إلى الكهنوت: الشماس، يتقبل راكعًا وضع الأيدي ويسلم نفسه للوساطة".

ثم أضاف قائلاً: "تلبس جملة الإيماءات أهمية كبيرة، ولكن الأمر الأهم إطلاقًا هو الحركة الروحية، غير المرئية، التي تعبر عنها الإيماءات؛ وهي حركة يلفت إليها الصمت المقدس، الذي يغطي كل شيء من الداخل ومن الخارج".

الكهنة هم خدّام الفرح

بحسب بندكتس السادس عشر

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 29 أبريل 2008 (Zenit.org).

توقف البابا بندكتس السادس عشر في عظته بمناسبة السيامة الكهنوتية لـ 28 شماسًا في ساحة القديس بطرس نهار الأحد على جوهر الدعوة والرسالة التي يتلقاها الكهنة، وبدأ عظته بآية من النبي أشعيا "كَثَّرتَ الغبطة وَفَّرتَ الفَرَح" (أش 9، 2)، لافتًا إلى أن سيامة الكهنة هي مدعاة فرح كبير في الكنيسة، ورابطًا فكرته بالقراءة الأولى من كتاب أعمال الرسل، التي تخبرعن رسالة الشماس فيليبس في السامرة.

ولفت البابا انتباه المؤمنين والشمامسة إلى العبارة التي تختم القسم الأول من النص: "وعمّ فرح كبير تلك المدينة" (رسل 8، 8). وعلّق بالقول: "هذا التعبير لا ينقل إلينا فكرة، أو مفهوم لاهوتي، ولكنه يخبرنا عن حدث، عن أمر غيّر حياة الأشخاص: في مدينة معينة من السامرة، في الزمن الذي تلا الاضطهاد القاسي الذي عانه الكنيسة في أورشليم (راجع رسل 8، 1)، حدث أمر سبب "فرحًا عظيمًا". ما الذي حدث يا ترى؟".

يخبر الكاتب المقدس أن كل التلاميذ، ما خلا الرسل، هربًا من الاضطهاد الذي اندلع في أورشليم ضد الذين ارتدوا إلى المسيحية، تركوا المدينة المقدسة وتشتتوا في الجوار. "ومن هذا الحدث المؤلم، – أوضح الأب الأقدس – نتج بشكل سري زخم متجدد في نشر الإنجيل".

وبالوعظ والتبشير الشفاءات أسهم  فيليبس في نشر "فرح عظيم" في المدينة.

وتوجه البابا إلى الشمامسة بالقول: "أيها الأصدقاء الأعزاء، هذه هي رسالتكم: أن تحملوا الإنجيل إلى الجميع، لكي يختبر الجميع فرح المسيح ولكي يعمّ الفرح كل المدن".

وذكر البابا أن الرسول بولس يدعو خدام الإنجيل "خدام الفرح" إذ يكتب إلى مسيحيي كورنثوس في رسالته الثانية: "لا نُريدُ التَّحَكُّمَ في إِيمانِكم، بل نَحنُ نُساهِمُ في فَرَحِكُم، فأَنتُم مِن حَيثُ الإِيمانُ ثابِتون" (2 كور 1، 24). وعلق بندكتس السادس عشر بالقول: "هذه الكلمات هي بمثابة برنامج حياة لكل كاهن. لكي نكون مساهمين في فرح الآخرين، في عالمٍ غالبًا ما يكون حزينًا وسلبيًا، يجب على نار الإنجيل أن تتقد في داخلكم، وأن يسكن فيكم فرح الرب. عندها فقط يمكنكم أن تكونوا رسلاً وأن تضاعفوا الفرح حاملين إياه إلى الجميع، وخصوصًا إلى الحزانى والذين فقدوا الثقة".