الصلاة طريق القداسة والعيش في السماء

راعي كنيسة القديس انطونيوس للاقباط الكاثوليك في لبنان

 

تستعد الكنيسة في لبنان لتطويب المكرم الاب يعقوب الكبوشي مؤسس راهبات الصليب على أرض  لبنان و لأول مرة يتم حفل التطويب خارج الدوائر الفاتيكانية أو ساحة القديس بطرس . هذا التطويب سوف يتم في ساحة الشهداء أكبر ساحة في لبنان شاهدة على صفحات مجيدة من تاريخه نرجو الرب أن يمدنا نحن بقديسين يزرعون الارض من جديد بالحب والسلام ،على أمل أن يكون لكنيستنا القبطية الكاثوليكية الحظ الأوفر في إعلان أحد أبنائها الطوباويين  وهم كُثر اعمالهم وحياتهم الروحية تشهد لهم ليكون قديساً شفعياً يحيا في مجد دائم مع الرب المجد .

اثناء قيادتي السيارة وتنقلي من منزل إلى عملي في تلفزيون تيلي لوميار لفت انتباهي عبارةٌ عُلقت على الطريق ، يقول فيها الآب يعقوب الكبوشي " الصلاة طريق إلى القداسة " ولا قداسة دون المرور إلى السماء ، لذا فقرررت أن أكتب هذا التأمل الصلاة مفتاح السماء أرجو أن تكون الصلاة مفتاح السماء لإبواب القداسة والعيش مع القدوس.

قوة الصلاة :

نحن مدفوعون في هذه الايام لأن نبتكر خططاً ووسائل جديدة لتقوية الكنيسة والعمل على شرالانجيل وهذا اتجاه حسن لاعيب فيه ولكن لله طريق مميز هو استخدام الانسان أكثر من أي تكنولوجيا وتقدم فالبشر هم والوسائط التي يستخدمها الله مرات نشعر أن الكنيسة تسعى إلى استخدام الوسائل ودن اهمال دور الانسان  .

 المهم لنموا الكنيسة إيجاد أُناس يستخدمهم الروح ويعمل فيهم ، وأن يكونوا رجال مُصلين ، رجال مُقتدرين في الصلاة  . الرسول في نظر الله أهم من الرسالة والواعظ أهم من العظة لأن الواعظ هو الذي يصنع العظة … وكما ان لبن الام هو عصارة حبها وعصارة حياتها كذلك العظة هي عصارة وخلاصة حياة الواعظ . فالواعظ لايكون وليد الساعة بل هو وليد نبع فائض من الحياة وقد يستغرق الواعظ الكثير من الوقت لتكوين عظته ، فتكوين العظة يحتاج إلى قلب محب مليء بحب الله وروح الله . وإن كان الرسول بولس قال " أنجيلي " فلم يكن يقصد ملكيته للإنجيل أو يفتخر بماكنية الانجيل ، الواقع وهو أن الانجيل قد ملك على حياة الرسول ملك على قلبه وملاء حياته وتجسد في اعماله فأصبح صوت بولس واعماله مطابقة تماماً لصوت الانجيل وحياة المسيح . أنجيل المسيح لاينشر نفسه بنفسه ولكنه يتحرك على قدر ما يتحرك الذين ينادون به ويعملون من أجله على المتكلم والمتحدث بالانجيل أن يحمل الانجيل في اعماله وتتجسد صفاته في سلوكهم فيشتعل قلبهم بحبه ويمتلء كيان الرسول أو المدعو من إنكار الذات وحب العطاء والاصغاء إلى الاخرين وهكذوا يبدو بين الناس متسربلاً بالتواضع حكيماً كالحية بسيطاً كالحمامة . وعلى حامل البشارة أن يلقي بذاته في احضان الخدمة لاجل خلاص البشرية ويتمثل بشجاعة الشهداء الذين سفكوا دمائهم ، وا، تولد كلمته داخل المخدع نتيجة العشرة السرية مع الله بذرف الدموع والخشوع في محضر الله لذا قال " أدخل إلى مخدعك" هناك تُصنع المعجزات هناك أقامنا الله خدام الروح لاالحرف  " لأن الحرف يقتل أما الروح تُحيى" . ينبغي أن تكون الصلاة هي الطابع المميز والفريد في شخص حامل كلمة الله  ويجّد ليلاً نهاراً في حفظها وعيشها " ومن الصبح باكراً جداً قام وخرج إلى موضع خلاء وكان يُصلي هناك " ينبغي أن يكون للانسان مخدع للصلاة ومكان يختلي فيه ومذبحاً للتكريس وسلماً يرتقي منه السماء أما عن الصلاة التي تنبع من القلب ومن الاعماق وتفيض ينابعها بالعواطف المقدسة هي التي تعمل على مجد الله وخلاص النفوس . والصلاة الشخصية لها قوة خاصة ومميزة وفريد تفوق ‘لى درجةٍ ما الصلاة الجماهيريه التي ولها اوقات ونظم وليتورجيا كصلوات التقوية التي تقام في بدء كل لقاء كنسي ، كصلاة باكر أو الظهر أو الغروب فهي محددة ومركزة

اما الصلاة الانفرادية الشخصية او بالاحري المخدية فهي بنت الشركة الحقيقية مع الله لا تحدها قيود ولاشروط . وبقدر ما يختلي الانسان بالله بقدر ما يكون قادر على جذب الاخرين لله فمعرفة الله والتمتع ببركاته يتم بقضاء كل الوقت معه في عشرةٍ دائمة مع الله والخلوة هي سر معرفة الله واستجلاب رضاه. المسيح هو المثل لنا فكان يقضي الليل في الصلاة  وكذا الرسول بولس صلي نهاراً وليلاً ، وداود النبي قضي يومه في الصلاة يلهج في ناموس الرب نهاراً وليلاً  وقال " أما أنا فصلاة"  ولا تقاس صلاتنا بمقياس الزمن المحدود  وإنما بمقياس العشرة الكاملة مع سماع الصلاة والتي يجب أن تنموا في الايمان .

وينبغي على المؤمن أن يكون كجمرة نار مقدسة فوق مذبح التكريس والصلاة هي النبع الذي تنبع منه القداسة وهي القناة التي تروي الحياة المكرسة ، فروح التكريس هو روح الصلاة وإرتباط التكريس بالصلاة مثل إرتباط النفس بالجسد و اتحاد الحياة بالقلب  . ولايمكن ان تكون هناك صلاة حقيقية بدون التكريس ولاتكريس بدون صلاة . وينبغي أن يكون الانسان ولا سيما الخادم ( رجل الدين) مكرساً لله إلى أبعد مدى لأن حياته تتحول من مقياسٍ ارضي إلى مقياسٍ سماوي ومن هنا يُنجب القديسون .

والعلاقة مع الله هي رأس المال للشخص الساعي إلى القداسة ولنمو هذه العلاقة لابد من توافر قلب حي ينبض بحب المسيح ، قلب مستعد على تقديم الذات ، قلب له حاجته العظمى لنوال المواهب والنعم . هذا القلب لايتوفر ما لم تعده القوة الالهية لتجعل منه قلب اكثر ليونة ومحبة ومن الشخص الاكثر صلاة الاكثر استعداداً نحن لا نقول أن يهمل الناس مواهبهم ويكفوا عن التفكير لكننا نقول أن تهيئة القلب هي أفضل وسيلة لاستخدام العقل والاستفادة من مواهبه وإن كان العقل هو النبع الذي ينساب منه الماء فالقلب هو النبع الذي يفيض منه الماء .

 بالصلاة نكتسب الحق في اعلان كلمة الله بمسحة مقدسة . علينا أن نصلي إلى الرب ونطلب منه أن يفتقدنا برحمته وبمحبته " يارب افتقدني برحمتك ساعدني لأ فتقد ابناءك الخطأة ، يارب قدني  واشبع قلبي بحبك . ها أن حياتي واعمالي وارادتي واقاوتي وقدماي وصوت شفتاي هم في خدمتك

عندما أصلي ماذا تعني صلاتي؟ لما كنت طفلاً ، كنت كالطفل أُصلي . وحين كبرت ، ادركت معنى الصلاة أدركت أنني عندما اصلي ، اناجي الله كأب في يسوع المسيح  ، واتحد به بكل كياني ، وكل عملي في صلاة يسوع ، أصلي باسم يسوع ، وله ، ومعه ، وصلاتي دوماً هبة مجانية من الله أشارك فيها جميع الذين قبلوا المسيح  . أرفع إليك أيها المسيح كلّ أخوتي البشر في هذه الذبيحة طالباً ليس فقط خلاص نفسي بل خلاص من هم معي ، فنحن معاً نُصلي أمامك ومعاً نحضر في محضرك ، ومعاً نعود إلى ذواتنا وبيوتنا ، ونعود إلى بيت الاب

مَن يُعطي بدون حدود عليه أن يكون مجبول بيد الله

العطاء بدون حدود من أجمل ما وهبه الله للإنسان .

العائلة هي عطية الله للبشرية .

 المحبة تمنح الإنسان المقدرة علة فعل كل شيء ممكن أن يفعله .

صلوا كلّ حين فبالصلاة يولّد الله في قلوبكم

الحياة بحضرة الرب هي نعمة كبرى  ننالها بالصلاة والثقة المتواضعة بالله .

التامل والابتهاج بالله يكمن في انني أكمل كلّ مايريده  وكلّ ما يقال لي أن أعمله .

إهتمامي وتركيزي الوحيد في هذا العالم هو أنني أعيش أيامي في حضرة الرب دائماً

الاخت فوستين رسولة الرحمة الالهية

طريق القداسة

من المهم أن يكون لنا قديس نتمثل به أو نقتدي به كما قال لنا القديس بولس الرسول " اقتدوا بي كما أني اقتدي بالمسيح" وهنا نود أن نذكر بأن  قداسة البابا بندكتوس السادس عشر سيفتتح السنة البولسية في الثامن والعشرون من هذا الشهر (يونيو- حزيران) القدوة والشفاعة باشخاص سبقونا إلى المجد الابدي امران ضروريان لنا أن ننظر إليهم من هنا من على الارض حتى ينظروا إلينا هم من السماء " أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم ".طريق القداسة تبدأ بالصلاة والتشفع من اجل أن يسكب فينا الله روحه القدوس وننال المواعيد ونجدد عهدنا من عهدٍ قديم إلى عهدٍ جديد" تحير الله من أنه لاشفيع " أش59/18 هذا ما حدث في العهد القديم منذ أمد بعيد ، قبل مجيء المسيح المملؤة نعمة وحقاً يو1/14 ، قبل انسكاب الروح القدس الذي يعين ضعفاتنا ويشفع فينا بأنات لاتوصف رو8/26 ، نعم قبل أن وعدنا المخلص الحبيب تلك المواعيد الصادقة المدهشة بشأن الصلاة ، في زمن كانت تعتبر فيه الذبائح لدي مقدميها أفضل من الابتهال من أجل الخطأة . ما أعظم حيرة الله اليوم بسبب ضآلة عدد العارفين منا جوهر الصلاة المنتصرة  كثيرون يعترفون ويؤمنون بالصلاة ولكن كم منهم يؤمن بفاعليتها وقوتها . تُرى لِمَ ينهزم الكثير من المسيحيين : إن علة الهزيمة هى قلة الصلاة .  لماذا تهبط عزائم البعض ولاسيما الخدام منهم ؟ السبب يعود إلى قلة الصلاة وعدم الايمان بفاعليتها وقوتها . ، إذا كان الله قد تحير في عهد اشعيا ، فلا عجب أن يسوع المسيح قد تحير في أيام تجسده : تحير من بعض القوم وعدم ايمانهم الذي حال دون إجرائه أي معجزة أو قوة في مدنهم مر6/6 فما عسى أن تكون دهشته اليوم حينما يشاهد بين محبيه وعابديه الحقيقيين عدداً كبيراً يهملون حياة الصلاة الحقيقية ويفقدون الايمان بقوتها وفاعليتها أش6/7 .

مواعيد الله  تكاد لاتُصدق : " الحق الحق أقول لكم كل مَن يؤمن بي يعمل الاعمال التي أعملها لابل يعمل أعظم منها هو أيضاً أنا ماضٍ إلى أبي ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله " يو14/12-13 " إن ثبتم فيّ ثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم لهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي يو15/7-8  ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوكم ثمركم ويعطيكم الاب كل ماتطلبونه باسمي يو15-16 " الحق الحق أقول لكم إن كل ماتطلبونه من الآب باسمي يعطيكم إياه ، إلى الآن لم تطلبوا شيئاً ، أطلبوا تأخذوا وليكون فرحكم كاملاً " يو16/23 " في ذلك اليوم تطلبون باسمي … لأن الاب يحبكم يو16/26 " لأن لنا ربٌ واحدٌ للجميع غنيناً للجميع ولاسيما للذين يدعونه " رو10/12 الروح يعين ضعفاتنا لآننا لسنا نعلم ما الذي نُصلي لآجله ، كما ينبغي لكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لاتوصف ولاينطق بها ، ولكن الذي يفحص القلوب والكلى يعلم ماهو اهتمام الروح لأنه بحسب مشيئته يشفع في القديسين " رو 8/26 أسالني فأعطيك

يريدنا الله أن نصلي وأن نصلي بلا إنقطاع . النجاح كل النجاح متوقفعلى الصلاة " إسالني فاعطيك ، بهذه الكلمات يحثنا الله على الصلاة ويأمرنا بها ويوضح لنا مدى ضروريتها وأهميتها لحياتنا الروحية ، فما هو موقفي اليوم من هذا الامر الالهي ؟ هل أستطيع أن أقول مع بولس الرسول " أني لم أكن معانداً للرؤية السماوية ؟" تأملوا في الصلاة وسعة نطاقها " إسالني فأعطيك الامم ميرثاًلك وأقاصي الارض ملكاً لك " مز2/8 ومع ذلك فما أقل المؤمنين الذين يفكرون في بسط حاجاتهم واحتياجاتهم أمام الله في الصلاة ، وما اقل المؤمنيين الذين يفكرون في غيرهم ويصلون من أجلهم .

طلب علامات :  أصحيح إن الله يستجيب الصلاة ؟ سؤال طالما ردده الناس في أفواهم أكثر من مرةٍ  ؟ وسؤال أخر رددوه في أعماقهم هل للصلاة ضرورةٍ وفائدةٍ ؟ مهما إن كانت نتيجة الاجابة على هذه الاسئلة فنحن لايسعنا أن نهمل أهمية وضرورة الصلاة ، الكل يصرخ ، الوثنيون والمتوحشون يصرخون إلى إلههم أو إلى شيء لينقذهم في أوقات الخطر والضيقات . والمؤمنون منا فعلاً بأهمية الصلاة سرعان ما يوجهون سؤال أخر وهو هل يصح أن نضع الله تحت الامتحان ؟ ثم يخطر في اذهاننا خاطر أخر هل نجرؤ على وضع الله تحت الامتحان ؟ كلا فإنه قيل لاتجرب الرب إلهك  وقد نال ذكريا علامة من الرب " ستكون أخرس اصم حتى يتم كل ذلك " الله يراعي ضعفنا وقلة إيمانننا ويسمح لنا أن نمتحنه . قال جدعون لله " إن كنت تخلص بيدي اسرائيل كما تكلمت إليّ واضع جزة الصوف في البيدر فإن كان طل على الجزة وحدها .. علمت أنك تخلص بيدي اسرائيل كما تكلمت " ومع ذلك أنه وجد في الصباح التالي " ملئ قصعة الماء " إلا أن جدعون لم يكتف بذلك بل تجرأ على وضع الله موضع الامتحان مرة أخرى سأله أن تكون الجزة في الليلة التالية جافة لارطبة " ففعل الله كذلك في تلك الليلة قضاة 6/40 .

ماهي الصلاة دخل احد الوعاظ الكبار إلى القاعة حيث الجمع محتشد لسماع عظته وكان موضوع العظة عن الصلاة . فبدأ الوعاظ عظته بطرح السؤال على المحتشدين  ، ماهى الصلاة ؟ وأنتظر الوعاظ الجواب وكثير من الحاضرين رفع يديه لإعطاء الجواب  وأشار الوعاظ إلى طفل صغير بين المحتشدين واخذ منه الجواب وكان جواب الطفل على السؤال " إن الصلاة هي إصعاد رغائبنا إلى الله في ما يتوافق مع مشيئته ، اسم المسيح ، مع الاعتراف بخطايانا والاقرار الشاكر بمراحمه "     كيف ينبغي علينا أن نصلي اليوم وكيف يجب أن نسير نحو المحبة ؟ هل نؤمن بأن الصلاة والايمان يلتقيان بنا الله . وبالصلاة المفعمة بالايمان ننفتح على الله وهو يفتح لنا كنوزه . اما السؤال الخطير الذي يخطر ببال البعض ، ألسنا نخفي في قلوبنا عدواً ؟ اليس في داخلنا خونة ؟ ومادمنا غير قائمين بشروط الثقة والطاعة والخدمة فلا يستطيع الله منحنا خيرته وبركاته الروحية ، ألانطلب أحياناً أسمى البركات الروحية دون ان يخطر ببالنا خاطر القيام بما هو ضروري ومطلوب ؟ ألا نطلب احياناً بركات لسنا أهلاً لنوالها ؟ هل نجرأ أن نقول باخلاص " إمتحني يالله وإعرف ما قلبي ؟ هل من عائق يحول دون الوصول إلى نبع البركات ودون وصول بركات الله إليّ أو إلى الاخرين بواسطتي . إننا نبحث مشكلة الصلاة . إن كان قلبنا ثابت فلا مشكلة لنا مع الصلاة وتصير الصلاة لنا مفتاح السماء ومفتاح الوصول إلى الكنوز الروحية والبركات السماوية والخيرات الابدية . إن ارتكاب الخطيئة واهمال الصلاة يحول دون الوصول إلى كل هذه الخيرات فالصلاة والخطيئة نقيضان لايلتقيان فيصرخ داود النبي " إن راعيت أثماً في قلبي فالله لايستمع إلى صراخي " مز66/18 وهكذا اشعياء النبي يقول ط أثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم " أش59/2. فالخطيئة هى من الامور والعوائق التي تقف حاجز أمام الانسان الذي يسعى إلى الوصول نحو الملكوت فاليوم أنت مدعو إيها أن تقف موقف شجاع أمام الخطيئة وأن ترفضها بكل حزم حتى تتمكن من السعي نحو الكمال .

الريب والشك أيضاً من الامور التي تعيق حياة الصلاة .عدم الايمان من الامور المعرقلة للنمو في حياة الصلاة فالرب يسوع قال لنا ط إن الروح القدس سيبكت العالم على خطيئة لأنه يؤمن بي " يو16/9

" نحن لسنا من هذا العالم " ومع ذلك ففي كثيرين منا يسيرون في طريق عدم الايمان والريب والارتياب ويقول الرسول يعقوب " ليطلب كل  واحد منا بايمان غيرب مرتاب البته لان المرتاب يشبه موج البحر الهائج وتخبطه الرياح ، فلا يظن هذا الانسان أنه ينال شيئاً من عند الرب " يع1/6-8 البعض لاينالون شيئاً لأنهم لايطلبون ، ولاينال غيرهم لأنهم لايؤمنون . ليس من الغرابة أن نقضي معظم الوقت الصلاة في التسبيح والشكر ومن ثم نأتي على الطلب وأن ننظر إلى عطايا الله وحبة السرمدي الفائق الطبيعة . إن ابراهيم لم يكن ضعيفاً في الايمان ولم يتطرق قلبه إلى الشك والريب لحظة وعد الله له " بل تقوى بالايمان معطياً مجداً لله . كما تيقن أيضاص أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً " رو4/20.

من المعوقات أيضاً لحياة الصلاة محبة الذات والانانية : أصل كل خطيئة ينسب إلى محبة الذات والانانية حتى لوكنا نقوم بأعمال صالحة " حيث الانانية والكبرياء فصلاة تصبح مستحيلة" . " إن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ " 1كو4/7.

إن روح الصلاة الحقيقية هى روح المحبة التي تتأني وترفق والصلاة المقبولة هىالصلاة الصادرة عن قلب مملؤ بالمحبة . ولامكان للمحبة في القلب الذي يعرف البغض والكراهية ولامكان للمسيح في حياة الشخص الذي يكره ويبغض . وأوصانا السيد المسيح بطرد البغض والكراهية من قلوبنا تجاه الاشخاص " صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا إبناء ابيكم الذي في السموات.

إن حياتنا اليومية خير دليل لقوتنا في الصلاة ، فالله ينظر إلى صلاتنا بحسب ما نبديه من روح واسلوب في تقديمها وطريقة الطلب وأن نعي تماماً ضرورة الحمد والتسبيح والشكر لأن بهذا ندخل في فرح المسيح .