أبو جودة: وسائل إعلامنا هي وسائل وحدة وعيش مشترك
خضره: الإعلام اللبناني حقق النهضة العربية
انطلياس، لبنان، الاثنين 16 يونيو 2008 (zenit.org).
أقام الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة أوسيب- لبنان عشاءه السنوي، حيث التقى أعضاء الاتحاد والإعلاميون والمؤسسات الإعلامية المسموعة منها والمرئيّة والمكتوبة. حضر معالي الوزير طارق متري ممثلا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، وعن غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير حضر سيادة المطران رولان أبو جودة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام. وقد مثل دولة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي النائب نعمة الله أبي نصر، ومثّل معالي وزير الإعلام غازي العريضي الأستاذ اندريه قصاص مدير الوكالة الوطنية للإعلام. أمّا عن دولة الرئيس ميشال عون فحضر النائب الدكتور كميل خوري، وعن قدس الأباتي بولس تنوري رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية حضر الأب الرئيس جوزف عبد الساتر، ومثل رئيس الهيئة التنفيذية للقوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الزميل طوني أبي نجم. كما حضر نقيب الصحافة اللبنانية الأستاذ محمد بعلبكي، وعن نقيب المحررين الأستاذ ملحم كرم حضر الأستاذ طوني فرنسيس، بالإضافة إلى أمين عام مجلس البطاركة والأساقفة في لبنان الخوري ريشارد أبي صالح، الأب مروان تابت أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان، رئيس الرابطة السريانية الأستاذ حبيب افرام، رئيس كاريتاس الشرق الأوسط الأستاذ جوزف فرح، الأستاذ نهاد الشمالي رئيس لقاء الاثنين، والأستاذ الياس صفير رئيس رابطة الأخويات في لبنان، وحضور شخصيّات رسميّة ودينيّة وإعلامية واجتماعية وثقافيّة أخرى.
بداية تحدث ممثل غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران رولان أبو جودة عن دور الصحافة ووسائل الإعلام وأهميتها الكبرى:" لقد اكتسبت وسائل الإعلام، بفضل التطور التكنولوجي السريع، قدرات هائلة، "من دون مساهمتها"، يقول البابا بندكتوس السادس عشر، في رسالته ليوم الإعلام العالمي الثاني والأربعين، لهذه السنة، "لصعب حقاً تطوير التفاهم بين الشعوب والنهوض به، وإعطاء زخم كوني للحوارات من أجل السلام، وضمان خير الإنسان الأولي لجهة النفاذ إلى الإعلام، وفي الوقت عينه، توفير تداول الأفكار، بحريّة، وخصوصاً ما يتعلّق منها بالمثل العليا للتضامن والعدالة الإجتماعية". الصحافة ووسائل الإعلام عندنا عليها أن تكون وسائل وحدة وعيش مشترك، فهل نجعل منها وسائل تفرقة؟ وسائل تقارب ينبغي أن تكون، فهل نستعمله للتنافر والتناحر؟ فلتكن رسالتكم أيها الإعلاميين، وسائل اتصال اجتماعية. أسهموا في ترميم هذا الوطن المتداعي، أسهموا في بناء المواطن، احترموا الأخلاق والقيم والمثل. لبنان يناديكم، مجتمعنا يستحلفكم بما لكم من دور فعّال وحاسم لإعادته إلى الطمأنينة والسلام والديمقراطية الحق والوحدة."
ثم كانت كلمة الأب طوني خضره، رئيس الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان ومما قاله: "لقد عصفت بلبنان مؤخرًا أحداث كثيرة وجسيمة قد يترتّب عليها نتائج قد تؤدي إلى تقويض أسس العيش المشترك فيه أي تقويض ما هو في أساس قيام الكيان اللبناني. إن هذه الأزمة التي تهدد كامل الوطن تحتاج الى تنشيط دور الجماعة المسيحية التي شكلت الرابط بين مقومات الوطن منذ قيام لبنان الكبير. ان الوجود المسيحي الفاعل والحرّ والشاهد يشكّل ضمانة للعيش معًا ليس بين الطوائف اللبنانية كافة وحسب، بل ضمانة وشهادة لإمكانية حوار الحياة في العالمَين العربي والإسلامي والغربي." كما أشار الأب خضره إلى ضرورة " أن يكون للمسيحيين دور رئيسي في المرحلة القائمة، أن يكون لهم رؤية ومشروع وخطة عمل ينشطون على أساسها حفاظا على وجودهم ودورهم لان استمرارية الكيان اللبناني مشروطة بهذا الدور المسيحي….
ودعى خضره أهل الإعلام إلى وقفة محاسبة للذات بما للصحافة من دورٍ استشرافيٍّ رئيسيٍّ في توقع الأوضاع العامة في البلاد وتوجهها ، بحيث أنها تقيّم السياسات العامة والأوضاع الاجتماعية في إطار عمليات نقدية وتحليلية بعيدة عن الأهواء الخاصة لتصحيح الأخطاء والمسارات الممكنة فتغدو خدمة عامّة ورسالة في الدرجة الأولى."
وأضاف:" نحن نؤمن بأن وسائل الإعلام تشكل إحدى منارات لبنان الحضارية والثقافية، هذه الصحافة بالذات هي التي حققت النهضة العربية، وهي التي زرعت روح التحرر والوعي عند جمهورها. ان هذه الصحافة هي التي يجب ان نعود اليها. وأقترح سبع مهام أساسية لوسائل الإعلام: التوعية من خلال برامج متنوعة ،التنديد بكل ما يهدد القيم الإنسانية وقيم العيش معًا وبمسببات النزاعات، الإمتناع عن كل ما يتسبب في العنف والظلم والشرّ، تجاوز كل العقبات التي تقوم بوجه أعمال العدل في سبيل السلام، الإسهام في جعل السلام ممكنًا في العدل من خلال مراقبة حقيقة الأحداث والتشبّث منها عبر الجدل والنقاش العلني، نشر كل ما من شأنه أن يساعد على فهم وإحياء السلام والعدالة، إنها المحكمة التربوية بامتياز، التأكد من جميع الشروط التي يفرضها السلام والعدالة: حقوق الشخص البشري، الحريات الأساسية، مساهمة الجميع في الخير العام، إحترام السلطات الشرعية… وانطلاقا من هذا المفهوم لدور وسائل الاعلام أشار الأب خضره إلى أنّ " الاتحاد يدين الاعتداءات التي تعرّض لها الكثير من الصحفيين والمصورين والعاملين في وسائل الإعلام اللبنانية وغيرها خلال الإضطرابات التي شهدها لبنان مؤخراً والتي أعاقت رجال الإعلام عن القيام برسالتهم. إن التعرض للإعلاميين إنما يعني التعرض لقيم لبنان المقدسة وأولها الحرية وتعدد الرأي. فكل من يتعرّض للصحافيين هو الذي يخاف من الحقيقة ومن كشف الوقائع والذي يسعى إلى تعمية المواطنين بأخبار كاذبة. انه من البديهي التأكيد على المبادئ التي طالما تمسّك بها الإتحاد ودعا إلى احترامها ولا سيما منها حرية الإعلام والتعبير عن الرأي في إطار من الديموقراطية والتنوّع."