الافخارستيا: هبة الله وتقادم الإنسان

بقلم روبير شعيب

كيبيك، الثلاثاء 17 يونيو 2008 (Zenit.org).

المؤمنون ليسوا مجرد مشاهدين في القداس الإلهي، بل هم شركاء في سر موت وقيامة المسيح.

 هذا ما صرح به رئيس أساقفة واشنطن دونالد ويرل أثناء خطابه خلال المؤتمر القرباني التاسع والأربعين، المعقود في كيبيك.

 تحدث ويرل عن "تأسيس الافخارستيا المقدسة، هبة الله"، موضحًا أن المؤتمر الافخارستي يرمي إلى أن "يرفع أمامنا من جديد أحداث خلاصنا"، ولكن من أجل القيام بذلك "علينا أن نكون شركاء في هذه الأعمال الخلاصية" لافتًا إلى أن الكنيسة تدعونا "ليس فقط إلى تذكر أحداث تمت منذ 2000 سنة" بل أيضًا إلى "الدخول في السر عينه اليوم".

 "نحن لسنا مشاهدين بل مشاركين".

 "خلافًا لأي نوع آخر من التذكار أو الذكرى، يعبّر القداس الإلهي والليتورجية الافخارستية عن الشكر لعطية الله السخية، وهبة الروح القدس، الذي يستطيع أن يجعل آنيًا الحقيقة التي يرمز إليها القداس".

 لقد أسس يسوع في الافخارستيا "السر الذي يمكن فيه لآلامه وموته وقيامته أن تكون حاضرة اليوم أيضًا في حياتنا بشكل يمكننا أن تشترك في ثمار الصليب".

 "نتحدث عن موتنا على الخطيئة وقيامتنا إلى حياة جديدة لأننا نشترك في سر موت وقيامة المسيح".

 وتابع رئيس الأساقفة موضحًا أن "هذا الطقس الجديد [أي طقس القداس] يحولنا إلى شعب الله الجديد".

 تقادم المؤمنين

 وتساءل: "ماذا يمكننا أن نحمل إلى وليمة الافخارستيا، وإلى الاحتفال بالسر الفصحي؟ فكضيوف، لم نتلق الدعوة لكي نكون مجرد شهود لتذكار الخلاص هذه، بل إلى الاشتراك الفعلي فيها، فما الذي نحمله معنا؟"

 "التقدمة الأولى التي يمكننا تقديمها في هذا التذكار هو إيماننا الحي"، "مثل بطرس، يمكننا أن نجيب على سؤال يسوع: ما تقولون أنتم أني أنا؟ – أنت المسيح، ابن الله الحي".

 يمكننا أن نجيب مثل مرتا عندما أعلنت أن يسوع هو القيامة والحياة.

 يمكننا أن نحمل أيضًا "هدية الرجاء"، لأننا نؤمن، لأننا نرى بعيون الإيمان، لأننا نضع رجاءنا في الكلمات التي قالها يسوع لنا، ويمكننا أن نعيش إيماننا بثقة".

 "ويمكننا أن نتقرب من المذبح بقلوب يملأها الإيمان. في هذا العشاء الأخير علمنا يسوع أننا شركاء في جسده ودمه، وأننا أعضاء العائلة الواحدة وإخوة وأخوات بعضنا لبعض".