كلمة البطريرك فؤاد طوال اثناء دخوله الاحتفالي الى كنيسة القبر المقدس

القدس، الاربعاء 25 يونيو 2008 (zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها غبطة بطريرك القدس للاتين، فؤاد طوال، لدى دخوله الاحتفالي الى كنيسة القيامة. نشرت هذه الكلمة على موقع بطريركية اللاتين.

نيافة الكاردينال جون باتريك فولي – الجزيل الإحترام

أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء

قدس الأب بيار باتيستا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة

حضرات القناصل السفراء وممثلي الدول

حضرات الضيوف الكرام

أشكر سيادة المطران سليم الصائغ لكلمته ووعده بالصلاة لأجلنا، كما أشكر قدس الأب بيار باتيستا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة لكلمات الترحيب في مدخل القبر المقدس.

أتستلم اليوم من الكنيسة المقدسة رعاية هذه البطريركية المقدسية العزيزة على قلوبنا جميعا " أم جميع الكنائس"، وذلك بعد إستعداد دام حوالي ثلاث سنين. أرث التحديات التي تواجهنا والمشاكل الكثيرة التي تراكمت من الداخل ومن الخارج، وكلي أمل وثقة بأنني لست وحدي في الميدان، راكنا إلى نعمة الرب " التي ما كانت فينا باطلة" ) ۱كورنثوس ۱٥: ۱٠)، وقوة المخلص التي " تكمل في ضعفنا"، ) ٢ كورنثوس ١٢: ٩)
لقد مررنا أمام الجلجلة وحجر التحنيط، قبل أن نصل إلى مكان القيامة:
من قبلنا ذاق السيد المسيح طعم المآسي الإنسانية، وأبشع مظاهر العنف، من حرمان وظلم ووحدة ونزاع. وصار يحمل صليبه في شوارع القدس الضيقة، وسقط المرّة تلو المرّة، ونهض وتابع المسيرة إلى أن مات على الصليب، ودفن وداسته الأرجل كأي حبة حنطة تموت.
ونحن على علم شعباً وكنيسة وأفراد: نحن على علم بما ينتظرنا من صليب وتحديات وصعوبات. نحن على علم مسبقاً بكبوات تنتظرنا وضربات موجعة، فموتك اللهم لا يزال يتحقق ويتكرر في شخص كل متألم ومضطهد وخائف ومشرد.

وشعبنا في الأرض المقدسة، أسوة بشعوب الشرق قاطبة – لا يزال يئن ويتألم وينتظر ساعة الفرج – ساعة القيامة، إذ قد طالت وطالت درب الصليب. ونحن على يقين بأن المسافة بين الجلجلة وهذا القبر قصيرة، وأن المسافة بين الموت والقيامة هي أقصر، وعليه لا داعي للخوف.

· وجود العديد من الرهبنات التي تقف بجانبنا بصلاتها ومحبتها وصداقتها، وخدماتها ومواهبها المميّزة المتميزة، وعلى رأسها رهبنة القديس فرنسيس الإسيزي، حارسة الأراضي المقدسة منذ القرن الثالث عشر.

· وجود العديد من الأصدقاء الذين أتوا من قريب ومن بعيد، والذين تحتل المدينة المقدسة وبطريركيتها اللاتينية في قلوبهم مكان الصدارة.

· وجود العديد من محبي كنيسة الله هذه، ومن جميع الرعايا والأديان، لا يترك عندنا مجالاً للخوف أو التردد.

· محاطين بإخوتي كهنة البطريركية، لا يجدر بنا أن نخاف ولا أن نتردد، فالنعمة الرسولية، والمحبة الأخوية، والحرص الراعوي من مزاياهم منذ تجديد البطريركية سنة 1847.

فنعمتك اللهم تكفيني وباسمك أرمي الشباك
من هنا، بنعمة القائم من الموت، نوجه نداء إستغاثة لرؤساء الشعوب المتخاصمة، وكلها غالية علينا:
"إن خافوا الله إرحموا رعاياكم، وإشفقوا على شبابهم وأطفالهم وشيوخهم، تمنطقوا بروح الشجاعة لتجدوا الحلول العادلة، علنا نعيش ونتعايش في سلام وطمأنينة.
ونوجه نداء إستغاثة للمجتمع الدولي لكي يتحلى بروح المسؤولية والشجاعة والعدل، ويساعد شعوب المنطقة على أخذ القرار السليم. ونحن على ثقة بأن السلام ممكن، والعدل ممكن، والثقة المتبادلة ممكنة.
*****************
لقد قام كما قال:
الكلمة الأخيرة في أحداث التاريخ ليست للكره والإنقسامات والعنف. حفلة اليوم تحي فينا الرجاء الكبير.
المسيح قام وإنتصر، فالحب أقوى.

مع المسيح نقوم وننطلقمع المسيح نعمل من أجل عالم مبني على السلام والعدل والطمأنينة.

لترافقنا مريم التي رافقت إبنها على درب الألام والصليب، وشاركته في تحقيق مشروعه الخلاصي. آمين
† البطريرك فؤاد طوال
القدس، كاتدرائية كنيسة القيامة، في 22 حزيران 2008

كلمة البطريرك فؤاد طوال خلال أول قداس احتفالي في القدس

في كنيسة القيامة

القدس، الاربعاء 25 يونيو 2008 (zenit.org). 

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها غبطة بطريرك القدس للاتين، فؤاد طوال، في أول قداس احتفالي له كبطريرك لاتيني، في كنيسة القيامة في القدس. نشرت هذه الكلمة على موقع بطريركية اللاتين.

نيافة الكاردينال جون باتريك فولي – الجزيل الإحترام
أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء
قدس الأب بيار باتيستا بيتسابالا / حارس الأراضي المقدسة
حضرات  السفراء  وممثلي الدول
حضرات الضيوف الكرام
أيها الأخوة والأبناء القادمين من الأردن وفلسطين وتونس
قلبي مستعد يا الله…..
نقف اليوم أمام القبر المقدس، وقد زاره من قبلنا التلميذان بطرس ويوحنا. سنجده وهو يعبق برائحة الصلاة والتعبد والبخور. مليئا بالمصلين من كل الرعايا الشقيقة، كما نجده فارغا من جسد المسيح القائم والمنتصر على الشر والظلم والموت. "إنه ليس ههنا، إذهبن وقلن لتلاميذه أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يعاينونه"  ( متى 28. 5-7)
معه وبنعمته تعالى نحن أيضا سنقوم:
معه وبنعمته تعالى سننطلق من جديد، وكل يوم في حياة هذه الكنيسة هو إنطلاقة جديدة، فلا نكتفي بما آلت إليه حالنا من ضعف ووهن وتهميش ومقاطعة، ولا إلى ما وصلت إليه كنائسنا من نضوج، ومحبة، وإحترام متبادل، وشراكة لمجد الله ولنشر ملكوته.
بهذا التجديد تكمن قوتنا.
ونحن أقوياء، قوة نستمدها منه تعالى مباشرة – كما قال " ستنالون قوة من العلى" ( أعمال الرسل 8.1 )
قوة نستمدها من حضوره بيننا في سر الأفخارستية.
قوة نستمدها من صليبه الكريم المحيي، ومن قيامته المجيدة السعيدة.
قوة نستمدها من وعوده لنا عندما قال:
"لا تخافوا أنا معكم. أنا أخذت المبادرة وأخترتكم ". (متى 28: 20)
" لا تخافوا لن أترككم يتامى". يوحنا (١٤: 18)
"لا تخافوا، " ثقوا، أني قد غلبت العالم". ( يوحنا 16: 33)
أيها الأخوة؛  ما زلنا مع المسيح " نصلب ونهان"
وفيه ومعه نحن الصورة المشرقة لكنيسة الغد،
المسيح هو رأس أبرشيتنا المقدسية.
اليوم،
وإن كانت قلوب المسيحيين في المعمورة جمعاء تتجه صوب قبر الخلاص
فإننا نحن أبناء هذه الأرض، 
أبناء الجلجلة وطريق الآلام،
أبناء النور والحبور والقيامة،
سنكون الصوت المبّشر بالخيرات المنادي بالسلام،
المقتدي بالمسيح،
الصابر على الظلم والحقد والمكيدة،
سنطلق صرخة الإنعتاق والقيامة،
صرخة الخلاص والسرور التي أطلقها الرسل الأولون
" إن الرب قد قام حقا وترائى لسمعان".  ( لوقا 43.24)

اللهم أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أننا نحبك رغم فقرنا:
فنحن فقراء، نفتقر إلى محبة الله ورحمته وصبره.
ونحن فقراء، ونعترف بذلك إذ نفتقر إلى عون ومشورة وصلاة ومشاركة الكل في المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. هبنا اللهم الحكمة التي أوليتها لسليمان فلا تخرج منا قرارات فردية شخصية، من غير الاستماع  إلى الأخوة، والأخذ برأيهم الصائب لما فيه الخير العام، فأنت سندنا وبك نغتني.
فنحن أغنى من أغنياء هذا العالم:
نحن أغنياء بوجود الأخوة الأساقفة المساعدين، وأعضاء مجلس الأساقفة الكاثوليك، ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، ورؤساء مختلف الرعايا المسيحية الأخرى.
نحن أغنياء إذا ما لبسنا وشاح تواضع ووداعة طفل بيت لحم، وإبتعدنا عن الركض وراء شعبية سهلة قد تدغدغ أنانيتنا، وعن كبرياء الكتبة ورياء الفريسيين.
نحن أغنياء إذا ما تحلينا بصمته في المذود، وحلمه إزاء من يتهم ويشتم، وصمته معلقاً على خشبة الصليب.
اللهم نسألك بشفاعة والدتك سيدة فلسطين: أعطنا النعمة كي نسامح كما تسامح أنت.
وإن نحب كما أنت أحببت وبلا حدود.
وإن نخدم بكل تواضع ونعطي كما أنت أعطيت، فنتخطى بكرمنا وعطائنا كل الحواجز الإجتماعية، والسياسية، والطائفية. فنصبح بحكمتك وعونك، أداة تغيير للأحسن.
أعطنا اللهم الذاكرة القوية لنحفظ ونعيش طيلة أيامنا ما أوصيتنا به بأن:
نحب " بعضنا بعضاً"  ( يوحنا 15: 9 -17)
"وطوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (متى 9:5)
أيها الأخوة والأخوات جميعاً، من مدينة السلام هذه أرجو لكم " سلام الله الذي يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع". (فليبي 4: 7).   آمين

† البطريرك فؤاد طوال

القداس الاحتفالي الأول في الكاتدرائية كنيسة القيامة
القدس في 23 حزيران