كيف تعامل السيد المسيح مع المخالف الفرحان؟

الحلقة الثانية عشرة

 

« ومَضى يسوعُ في طَريقِه فَتبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحان: رُحْماكَ يا ابْنَ داود فلَمَّا دَخَلَ البَيت دنا مِنه الأَعمَيان. فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِ بِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟ فقالا لَه: نَعَم، يا رَبّ. فلَمَسَ أَعْيُنَهما وقال: فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما!  فانفَتَحَت أَعينُهُما. فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال:  إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَد ولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها». (مت 9: 27- 31)

عشنا في ظلام ، سنوات مرت ونحن نسمع وصف الآخرين للنور! نسأل : ما هو هذا النور ؟ وما هي الألوان ؟ ما هو اللون الأبيض وكيف يبدو اللون الأخضر؟  أهناك غير السواد لون ؟ ما هي الخطوات الواثقة على الطريق؟ فقد اعتدنا ان نمشي منقادين للغير او متحسسين جانب الطريق!!

نحن نحيا حياة البؤس ونطلب الرحمة من الله،

نحيا حياة التبعية ونطلب الحرية من الله ،

نحيا حياة الحزن ونطلب الفرح من الله،

نلتمس رحمة ونفخر باسمه:

« إِفتَخِروا بِاَسمِه القُدُّوس ولتفرَحْ قُلوبُ مُلتَمسِي الرَّبّ» (1 أخ 16: 10 ).

 

سمعنا ، فاعتمادنا على السمع ، انك يا يسوع هنا ، فشعرنا ان الرب الذي نحبه معنا وسلامه فرح قلوبنا « طوبى لِلَّذينَ يُحِبُّونَكِ! وطوبى لِلَّذينَ يَفرَحونَ بِسَلامِكِ!» (طو 13 : 14 ).  دون سابق اتفاق ، هتفنا معا: رُحْماكَ يا ابْنَ داود طالت أيام العناء! فيا رب « فَرِّحْنا بِقَدْرِ الأَيَّامِ الَّتي فيها أَذلَلتنا والسِّنينَ الَّتي فيها السُّوءَ رأَينا.» (مز 90: 15 )

 

فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِ بِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟

يسوع يسألهما عن الإيمان الواثق في قدرته على منح النور والحرية والفرح.

فقالا لَه: نَعَم، يا رَبّ.

نعم انت قادر على ذلك فهلّم «وليُسر بِكَ ويَفرَحْ جَميعُ الَّذينَ يَلتَمِسونَكَ ولْيَقُلْ دَومًا مُحِبّو خَلاصِكَ: اللهُ عَظيم» (مز 70 : 5 )

 

فلَمَسَ أَعْيُنَهما

يا أحبائي اقتربا مني ،

دعاني ألمس أعينكما ،

لندع النور يصل إليهما ،

وبريق الفرح يشرق منهما.

تعالوا واقبلوا هبة الحرية،

فمن أحرره انا فبالحقيقة صار حرا.

 

وقال: فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما

نعم ، ليكن لكما حسب ايمانكم ، لا حسب البر الذي تعيشونه أو الوعود التي تعطونها. فقط حسب الإيمان. لا انطلاقا من ماض كنتما فيه عبيد الظلام، بل وفقا لحاضر صرتم فيه ابناء النور.

 

فانفَتَحَت أَعينُهُما

ما اروع عطاياك يا رب ،« مُباركٌ أَنتَ لِأَنَّكَ فَرَحتَني فلم يكُنْ شيَءٌ مِمَّا تَوَقَّعته بل إِنَّكَ عامَلتنا بِحَسَبِ رَحمَتِكَ الوافِرة.» (طو 8: 16 ) أعطيتنا النور وفأدركنا الحرية ، وملأ الفرح حياتنا  »وصَلَّت حَنَّةُ فقالَت: إِبتَهَجِ قَلْبي بِالرَّبّ وارتَفع رَأسي بِالرَّبّ واتَّسَعَ فَمي على أَعْدائي لأَنِّي قد فَرِحت بخَلاصِكَ«   (1صمو 2: 1)

 

فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال:  إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَد

يسوع يدرك ان ساعته لم تأت بعد

 

ولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها

لم نستطع ان نلتزم بأمرك هنا يا يسوع « هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه» ( مز 118 : 24 )

أصبح الفرح داخلنا طاقة جبارة كالعاصفة ، والفخر بخلاصك من له ان يتحكم فيه «فآعتَرَفَ طوبيتُ أَمامَهم بِأَنَّ اللهَ قد أَنعَمَ علَيه بِرَحمَتِه ففَتَحَ عَينَيه » (طو 11: 17)

سامحنا لأننا لم نستطع إخفاء الفرح ، ولم نتمكن من أخفاء حبنا لك ، فهل يمكن إخفاء الحب!  نعم يا رب « لأَنَّكَ يا رَبُّ بِصُنعِكَ فرحتَني ولأَعمالِ يَدَيكَ أُهَلِّل» ( مز 29 : 5 )  من يدرك النور بعد حياة الظلمة ولا يهلل؟

نحن خالفنا أمرك ، ولم نصغي لإنذارك ، لأننا لم نستطع . حقا لم نستطع رغم انك حذرتنا بلهجة شديدة ، إلا ان حبك وفرحك ونورك الذي عم حياتنا لايمكن ان يخفى!

هذه المرة ، خالفنا أوامرك ونحن غير نادمين