الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة تحتفل بسيامة ستة من رهبانها

المطران عطالله : "عالم اليوم هذا لا يحدّد لنا دورنا ورسالتنا. المسيح، هو الذي يحدّدهما لنا"

 
انطلياس، لبنان، الثلاثاء 1 يوليو 2008 (zenit.org).

عن أمانة سر الرهبنة الأنطونية – إحتفلت بترقية ستة من رهبانها إلى الدرجة الكهنوتيّة بوضع يد صاحب السيادة المطران سمعان عطالله، راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر وذلك في الكنيسة الكبرى لدير مار الياس – انطلياس.

حضر الاحتفال، إلى جانب الرئيس العام للرهبانيّة، الأباتي بولس تنوري، والآباء المدبّرين وأهالي الكهنة الجدد، حشد من الفعاليات الروحيّة والمدنية والاجتماعية تقدمهم المطران سمير نصار، راعي أبرشية دمشق للموارنة والارشمندريت نجيب طوبجي رئيس الرهبانيّة الحلبيّة والأم فليسيته ضو الرئيسة العامة لجمعية الراهبات الأنطونيات والنائب نبيل نقولا، ممثلاً النائب العماد ميشال عون وممثلون لرؤساء الرهبانيات ورئيساتها وكهنة ورهبان وراهبات وأصدقاء ومؤمنون خصوصاً من مناطق الكهنة الجدد في بيت عوكر وداريا في الشمال وعين الدلب في الجنوب وبعبدا وحارة الست وبيروت.

وقد تولى الخدمة الإلهية جوقة الجامعة الأنطونيّة بإدارة السيد بيار سميا واشرف على تنظيم الاحتفال الاب يوسف شديد بالتعاون مع كشافة الإستقلال .وبعد تقديم الاحتفال والتعريف بالكهنة الجدد دخل الكنيسة المطران عطالله ومعاوناه المدبّر الأب وليد الخوري والشماس شربل عبود يحيط بهم الأباتي بولس تنوري والشمامسة المرشحون للكهنوت: أنطونيوس عوكر، جان العلم، ايلي عبود، ايلي سميا، أشعيا الغاوي وزياد معتوق يرافقهم عرابوهم الآباء: جوزف بو رعد، ابراهيم بو راجل، ايلي نجار، نادر نادر، شكري الخوري وتوفيق معتوق .وخلال القداس، وقبل المناولة الإلهية، قدّم الأباتي تنوري الشمامسة للمطران عطالله، فباركهم ليبدأ رتبة الرسامة حيث وضع يده عليهم ليمنحهم النعمة الإلهيّة ويمسح أيديهم بالميرون المقدّس ويوشحهم بالشارات الكهنوتيّة ويضع على رؤوسهم الكأس المقدسة ليطوفوا بها في أرجاء الكنيسة وبين المؤمنين الذين واكبوهم بالدعاء والتصفيق والتهليل.

 وبعد أن ناول المطران الراسم الكهنة الجدد وأعطاهم قبلة السلام توزعوا في الكنيسة ليقدموا خبز الحياة أولاً لوالديهم ومن ثم لجميع المؤمنين…وكان المطران عطالله قد وجّه كلمة للكهنة الجدد وللحضور بدأها بالاعراب عن فرح الكنيسة بهذه السيامة وبالتهنئة للرهبانيّة وللأهل وتوجه إلى الكهنة الجدد بالقول: "في السنة اليوبيليّة لمرور الفي سنة على ولادة القديس بولس، أنتم مثله، سفراء المسيح ووكلاؤه، ومسكن كلمة الله ومعلنون بشارة الحياة والخلاص لأبناء جيلكم بلغتهم وحسهم والمنهجية، وتقرأون على مسامعهم كلمة الايمان والرحمة. ومهمة الرسول تقوم على تأوين الخلاص وإظهاره على حقيقته كعملية شفاء وتحرير وحياة…"

وبعد أن توقف المطران عطالله عند دور الروح القدس في حياة الكاهن قال: "عالم اليوم هذا لا يحدّد لنا دورنا ورسالتنا. المسيح، هو الذي يحدّدهما لنا. كذلك إنّ الكنيسة هي التي تحدّد لنا، بدورها، جغرافيّة عملنا ومساحته. فالمسيح هو الذي اختارنا ودعانا لأن نكون أحبّاءه، وطلب الينا أن نثمر ثماراً تليق بدعوتنا. هو الذي جعلنا خدّاماً على مثاله لمشروع أبيه الخلاصي الشامل. من دون ثمار أي من دون روحانية، تجاوب على حاجات إنسان اليوم الروحية والإنسانية، لن نكون خداماً ولا وكلاء أمينين على وكالتنا بحيث نعطي الطعام في حينه للجائعين الى الخلاص والحياة والسلام والسعادة".وختم عطالله عظته قائلاً: "لقد اختارنا الله من بين البشر ونبقى لذلك خداماً متواضعين فقراء…

وبمقدار ما يفتقر العالم إلى نضج إنساني وروحي، بمقدار ذلك يحتاج إلى كهنة قديسين، مستعدين ليشهدوا لملء سر المسيح. انتم مدعوون لمساعدة الناس للدخول في الحياة الأبدية، في ملكوت الله، في حياة الله. عليكم الا تكونوا غرباء عن حياة الناس، بخاصة عن حياة صغار هذا العالم ومهمشيه. كونوا دائماً شهوداً لحب الله المجاني وموزعي حياته الإلهيّة على الناس أجمعين".