رسالة البابا إلى شعب استراليا وللشباب

المشارك في اليوم العالمي للشبيبة في سيدني 2008

 

في رسالة تحمل توقيع البابا بندكتس الـ16 بتاريخ الرابع من تموز يوليو الجاري، نشرت اليوم الرسالة التي وجهها الأب الأقدس إلى شعب استراليا الحبيب وإلى جميع الشبان والشابات الحجاج الذي يشاركون في اليوم العالمي للشبيبة في سيدني تحت عنوان: "ستنالون قوة من الروح القدس الذي ينزل عليكم فتكونون لي شهودا".

نعمة وسلام الله الآب والرب يسوع المسيح يكونان معكم! بهذه التحية أعرب الأب الأقدس عن قرب موعد الاحتفال باليوم العالمي الـ23 للشبيبة في سيدني، متطلعا إلى ملاقاة الشباب بالصلاة والتأمل والتفكير.

كما أعرب البابا عن شكره وتقديره لكل من ضحى بوقته وطاقاته وصلواته لإنجاح هذا الاحتفال، وخص بالشكر حكومة استراليا وحاكم ولاية نيو ساوث وايلز والمنظمين والرعاة الماليين للمهرجان والاحتفال، ودعا العائلات والرعايا لاستضافة الشبان الوافدين من كل العالم وتكبدوا مشقات السفر للوصول إلى سيدني.

وأسف البابا إلى أن كثيرا من الناس لم يصغوا حتى الآن لبشارة يسوع المسيح أو أنهم لم يعترفوا بعد بحقيقتها الخلاصية لأسباب متنوعة. وقال إن الشباب مدعوون ليكونوا أدوات التجدد بحيث يذيعون بين أترابهم الفرح الذي اختبروه باتباع المسيح ويتقاسمون المحبة التي يفيضها الروح في قلوبهم.

ولفت البابا إلى أن ما يعوز كثير من الشباب هو الرجاء، بحيث أنهم يرتبكون أمام أسئلة محرجة تتعلق بالإيمان، فيرون من حولهم الفقر والظلم ويرغبون بإيجاد حلول، ويشعرون بإحباط إزاء من ينكرون وجود الله ولا يقدرون على الإجابة، كما يلمسون الأضرار الجسيمة في البيئة الطبيعية بسبب الجشع البشري ويكافحون لتأمين سبل يتناغم فيها العيش بين الطبيعة والآخرين.

وأكد الحبر الأعظم أنه في شخص يسوع المسيح وحده يجد الشباب أجوبة على كل الأسئلة المطروحة، بمعونة الروح القدس الذي يهدينا إلى الطريق المؤدي إلى الحياة والحب والحقيقة، إلى يسوع المسيح المستحق كل عناء وجهد لولادة عالم أفضل. فلا راحة يتمناها البابا للشبيبة المجتمعة في سيدني إلا بالرب يسوع المسيح الذي سيغمرهم بالفرح والحماسة لنشر البشرى السارة بين أصدقائهم وأسرهم وجميع من يلتقون.

وأسف البابا في ختام رسالته لعدم تمكنه من زيارة مدن أخرى غير سيدني ولكنه أعرب عن قربه الروحي من جميع سكان استراليا وبنوع خاص المرضى منهم والمضنوكين، رافعا الشكر باسم الشبيبة كلها لشعب استراليا على الدعم المقدم لنجاح رسالته. وحث شباب العالم أجمع لموافاته إلى استراليا التي سماها "أرض الروح القدس الجنوبية" الكبرى.

عن إذاعة الفاتيكان

رسالة البابا بندكتس السادس عشر الى الشعب الاسترالي والى الشباب الحجاج المشاركين في يوم الشبيبة العالمي 2008

سيدني، الأحد 13 يوليو 2008 (zenit.org).

بمناسبة يوم الشبيبة العالمي الثالث والعشرين، بعث البابا بندكتس السادس عشر برسالة الى الشعب الأسترالي والشباب الذين سيشاركون في الأيام العالمية بتاريخ 4 يوليو 2008. ننشر في ما يلي نص رسالة الأب الأقدس التي نشرت صباح يوم الأحد 13 يوليو 2008.

 
الى الشعب الاسترالي الحبيب

والحجاج الشباب المشاركين في يوم الشبيبة العالمي 2008

 

"ستنالون قوة من الروح القدس الذي ينزل عليكم فتكونون لي شهودا" (أعمال 1، 8).

نعمة وسلام الله أبينا والرب يسوع المسيح يكونان معكم! بعد أيام سأبدأ زيارتي الرسولية الى بلادكم، للاحتفال بيوم الشبيبة العالمي الثالث والعشرين في سيدني. أتطلع الى ملاقاتكم وملاقاة الشباب القادمين من كل أنحاء العالمي لنصلي ونتأمل ونفكر معاً.

أود قبل كل شيء أن أعبر عن تقديري لجميع الذين ضحوا بوقتهم وطاقاتهم وصلواتهم لإنجاح هذا الاحتفال. باسمي ونيابة عن جميع الشباب المشاركين في يوم الشبيبة العالمي، أتوجه بالشكر الجزيل الى الحكومة الأسترالية وحكومة ولاية نيو ساوث وايلز، منظمي جميع الاحداث، وأعضاء لجنة الأعمال الذين عملوا على تأمين الرعاة الماليين للاحتفال، وجميع الذين يدعمون هذا الحدث.

عدد كبير من الشباب ضحى بالكثير ليأتي الى أستراليا، أصلي لهم لينالوا الجزاء الحسن. ولا بد لي من أن أعبر عن شكري وتقديري للأبرشيات والمدارس والعائلات الذين أظهروا عن سخاء كبير في الترحيب بالحجاج الشباب.

"ستنالون قوة من الروح القدس الذي ينزل عليكم فتكونون لي شهوداً (أعمال 1، 8). هذا هو موضوع يوم الشبيبة العالمي الثالث والعشرين. كم يحتاج عالمنا ليتجدد بالروح القدس! لا يزال هناك الكثير من الناس لم يسمعوا بعد بشرى يسوع المسيح السارة، بينما البعض الآخر لم يبصروا في هذه البشارة السارة الحقيقة الخلاصية التي تروي ظمأ قلوبهم.

يقول صاحب المزامير: "ترسل روحك فيخلقون، وتجدد وجه الأرض" (مز 104، 30). إن الشباب مدعوون ليكونوا أدوات هذا التجديد، ناقلين الى أترابهم الفرح الذي اختبروه باتباع المسيح، ومتقاسمين مع الآخرين المحبة التي يفيضها الروح في قلوبهم، ليمتلئوا بالرجاء ويشكروا الآب السماوي على كل ما وهبهم من خيرات.

الكثير من الشباب يفتقدون الى اليوم الى الرجاء. يشعرون بالارتباك أمام أسئلة محرجة في عالم مربك، ولا يعرفون أين يجدون الجواب. يرون الفقر والظلم ويرغبون بإيجاد الحلول. يشعرون بإحباط إزاء من ينكرون وجود الله، ويتساءلون كيف يجيبون. يشهدون على الأضرار الجسيمة في البيئة الطبيعية بسبب الجشع البشري ويكافحون لإيجاد سبل للعيش بتناغم مع الطبيعة ومع بعضهم البعض.

أين نبحث عن الأجوبة؟ يقودنا الروح الى السبيل المؤدي الى الحياة، المحبة والحق. الروح يقودنا الى يسوع المسيح. هناك قول منسوب للقديس أغسطينوس: "إن أردت أن تبقى شاباً، فابحث عن المسيح". فيه نجد الأجوبة التي نبحث عنها، فيه نجد الأهداف التي تستحق العيش من أجلها، ونجد القوة للمضي قدماً في السبيل الذي يؤدي الى عالم أفضل. إن قلوبنا لن ترتاح إلاّ في الرب، كما يقول القديس أغسطينوس في بداية اعترافاته. لا راحة أتمناها للشباب المجتمعين في سيدني، للمشاركة في يوم الشبيبة العالمي، إلا بالرب الذي سيغمرهم بالفرح والحماسة لنشر البشرى السارة بين أصدقائهم، عائلاتهم وجميع من يلتقون.

أيها الأستراليين الأصدقاء الأعزاء، على الرغم من بقائي فقط بضعة أيام في بلادكم، ولن أستطيع أن أزور مدن أخرى غير سيدني، فإن قلبي معكم جميعاً، وبنوع خاص المرضى والمضنوكين. وباسم الشبيبة كلها، أشكركم مجدداً لدعمكم لرسالتي، وأسألكم أن تصلوا من أجل الشباب.

يبقى لي أن أجدد دعوتي للشباب في كل أنحاء العالم لينضموا إلي في أستراليا "أرض الروح القدس الجنوبية" العظيمة. أتطلع الى ملاقتكم هناك! فليباركم الله جميعاً.

الفاتيكان، 4 يوليو 2008

نقلها الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية

بندكتس السادس عشر في رسالته الى الاستراليين: "إن أردت أن تبقى شاباً، فابحث عن المسيح"

مستهشداً بقول منسوب للقديس اغسطينوس

 
بقلم طوني عساف

سيدني، الأحد 13 يوليو 2008 (zenit.org).

في رسالته الى الشعب الاسترالي لمناسبة يوم الشبيبة العالمي، التي نشرت صباح الأحد، قال البابا بندكتس السادس عشر بأن الروح القدس هو الوحيد القادر على أن يقودنا الى الحياة والمحبة والحق، الى يسوع المسيح.

في هذه الرسالة التي وجهها قداسته "للشعب الاسترالي الحبيب" والحجاج الشباب المشاركين في يوم الشبيبة العالمي الثالث والعشرين، وجه بندكتس السادس عشر كلمة شكر لجميع المساهمين في تنظيم ونجاح هذا الحدث الكبير.

وفي ما يتعلق بموضوع يوم الشبيبة العالمي: "ستنالون قوة من الروح القدس الذي ينزل عليكم فتكونون لي شهوداً (أعمال 1، 8)، قال الحبر الأعظم بأن العالم يحتاج الى التجدد بالروح القدس، معرباً عن أسفه بأن "هناك الكثير من الناس لم يسمعوا بعد بشرى يسوع المسيح السارة، بينما البعض الآخر لم يبصروا في هذه البشارة السارة الحقيقة الخلاصية التي تروي ظمأ قلوبهم."

 وقال البابا بأن الشباب "مدعوون ليكونوا أدوات هذا التجديد، ناقلين الى أترابهم الفرح الذي اختبروه باتباع المسيح"، مشيراً الى ان "الكثير من الشباب يفتقدون الى اليوم الى الرجاء. يشعرون بالارتباك أمام أسئلة محرجة في عالم مربك، ولا يعرفون أين يجدون الجواب. يرون الفقر والظلم ويرغبون بإيجاد الحلول. يشعرون بإحباط إزاء من ينكرون وجود الله، ويتساءلون كيف يجيبون. يشهدون على الأضرار الجسيمة في البيئة الطبيعية بسبب الجشع البشري ويكافحون لإيجاد سبل للعيش بتناغم مع الطبيعة ومع بعضهم البعض".

الجواب على كل هذه الاسئلة، قال البابا، هو الروح القدس الذي "يقودنا الى السبيل المؤدي الى الحياة، المحبة والحق. الروح يقودنا الى يسوع المسيح".

واستشهد البابا بقول منسوب لقديس أغسطينوس قائلاً: "إن أردت أن تبقى شاباً، فابحث عن المسيح"، مؤكداً بأن الأجوبة التي يبحث عنها العالم إنما هي في المسيح.

وختم البابا رسالته شاكراً الاستراليين على ضيافتهم وداعياً الشباب لينضموا إليه في "أرض الروح القدس الجنوبية" العظيمة.