خادم الحرمين يفتتح في مدريد أعمال مؤتمر حوار الأديان

  دشن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الإسبانية مدريد بحضور ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثباتيرو  ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وعدد كبير من الشخصيات العالمية.

 

وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر أكد الملك عبدالله انه جاء من بلاد الحرمين حاملا رسالة من علماء الأمة الإسلامية تؤكد أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والبناء لتحل هذه الرسالة محل الصراع. وأضاف العاهل السعودي: أننا نؤمن برب واحد واقتضت الحكمة أن يختلف الناس في أديانهم واجتمعنا لنؤكد أن اختلاف الناس في أديانهم يجب أن يكون سببا في سعادتهم، وأوضح أن المآسي التي مر بها البشر لم تكن بسبب الأديان بل بسبب التطرف والغلو في كل دين.

 

وتابع الملك عبدالله أن العالم يمر بفترة حرجة رغم التقدم العلمي حيث الإرهاب والتفكك الأسري والنزعات العنصرية البغيضة، نتيجة الفراغ الروحي. وجدد العاهل السعودي الدعوة إلى الحوار بين الأديان وقال إنها فشلت في الماضي لتركيزها على التراشق والفوارق ودعوته لصهر الأديان للتقريب بينها، مؤكدا أن أصحاب كل دين مقتنعون بدينهم وإذا أراد المشاركون في هذا المؤتمر النجاح لهذا الملتقى فيجب التركيز على القواسم المشتركة.

 

وأضاف الملك عبدالله بن عبد العزيز أن الإنسان قد يكون سببا في تدمير الكون أو جعله واحة للتعاون والاحترام ومواجهة المشاكل بالحوار لا بالعنف فالإنسان قادر أن يهزم الكراهية ليكون دوره مناصرا للإيمان .


خوان كارلوس : المؤتمر العالمي للحوار أيقظ اهتماما كبيرا وواضحا

وضح العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس أن المؤتمر العالمي للحوار أيقظ اهتماما كبيرا وواضحا، متمنيا في أن تسهم الهوية والمعتقدات المتبادلة في تسهيل الطريق لمعرفة أفضل لتنشيط التفاهم والتعاون المتبادل. وعبر العاهل الاسباني عن امله في أن يدعم المؤتمر العالمي للحوار احترام الهويات والمعتقدات القيم والأخلاق التي تمثل القواسم المشتركة بين الأديان السماوية والثقافات والحضارات المختلفة ويؤدي إلى التفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين البشر متمنيا عالما يسوده السلام والعدل والإنصاف


وأضاف أن إسبانيا لديها معرفة كبيرة وثرية لهذا المفترق من الطرق والثقافات والديانات إنها بلد بنى ديمقراطيته على التسامح والتعايش والاحترام المتبادل. وأشار إلى دعم أسبانيا الدائم والمستمر لمسيرة السلام في الشرق الأوسط ولمسيرة الحوار في البحر الأبيض المتوسط. وأكد جلالته أن أسبانيا من الداعمين للتعمق في شؤون السلام والحوار والتعاون على الصعيد الدولي. وأكد ملك أسبانيا خلال كلمته ضرورة بذل الجهود من أجل القضاء على الجوع والفقر في شتى أنحاء العالم وأن يحافظ الإنسان على البيئة .


التركي: التباحث في سبيل مواجهة الفوضى من أهم أهداف الحوار

من جهته أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي أن من أهم أهداف الحوار التباحث في سبيل مواجهة الفوضى، وتطوير السبل لحياة أفضل للجنس البشري. وأفاد أن رابطة العالم الإسلامي وضعت في أولويات أعمالها الثقافية والإعلامية الاهتمام بقضايا الحوار وسبل تعزيزه في مواجهة أطروحة حتمية الصدام بين الحضارات.


وأكد أن هذه الدعوة تعبر عن رغبة عميقة وصادقة في حسن التعايش والتعاون بين أمم العالم وشعوبه وحضاراته، تتبناها قيادة السعودية وتنتهجها في سياستها الداخلية والخارجية، وهو دليل على أن الخلفية الثقافية والحضارية التي تنطلق منها السعودية تتسم بالانفتاح والمرونة وحب الخير للبشرية جمعاء 


وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إن مجرد عقد هذا اللقاء يعد نجاحا وانتصارا لصوت الاعتدال والسلام في العالم وخطوة إيجابية على طريق التعاون في خدمة الأسرة الإنسانية وإن الناس وإن اختلفوا في الدين أو المنطلقات الفكرية والحضارية فإن القيم النبيلة من العدل والخير والفضيلة التي ترتكز في الجذور الإنسانية الفطرية وتؤكدها أصول الرسالات الإلهية تبقى على الدوام أصلا مشتركا ثابتا وإطارا جامعا تنبع منه الأفكار النيِّرة الوضاءة والأطروحات الرشيدة البناءة في معالجة القضايا المشتركة للمجتمع البشري.


وبين التركي أن الحوار يعتبر من أفضل الوسائل لنقلها وتوسيع نطاق التفاهم عليها لأنه يعتمد على مخاطبة الكيان الفطري والعقلي فتستجيب له القلوب والعقول وإن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد مؤخرا في مكة المكرمة يعتبر خطوة إسلامية جامعة في التجاوب مع هذه الدعوة الكريمة وهو مؤتمر إسلامي عالمي حضره عدد كبير من الشخصيات الإسلامية اتفقت على أسس وآليات تكفل النجاح للحوار.

 

وأكد أمين عام الرابطة إن اللقاءات المباشرة بين القيادات الدينية والفكرية والفلسفية في العالم مناسبة ثمينة لإشاعة أجواء التفاهم وتصحيح المعلومات المغلوطة والتقليل من أسباب التوتر والتطرف في الأحكام والمواقف والرؤى. وقال إن الإسلام ينظر إلى أفراد الجنس البشري نظرة مساواة باعتبار أن أصلهم واحد فاختلاف أعراقهم وألوانهم ولغاتهم وأوطانهم لا يقتضي أي تفاوت بينهم في أصل التكريم والقيمة الإنسانية.


ورأى الدكتور عبدالله التركي أن من مقومات الحضارة الإسلامية الانفتاح على الآخرين والتكامل معهم ويشهد لهذه الحقيقة تعدد الأقليات الدينية والاثنية في العالم الإسلامي على مر التاريخ ، ورعاية حقوقها كافة ومحافظتها على خصائصها وعلى تراثها الديني وعلى ثقافتها الخاصة بها وذلك يعود إلى سماحة الإسلام وإلى جوهر الشريعة الإسلامية التي يستمد منها المسلمون نهجهم وثقافتهم وحضارتهم.

 

وسيناقش المؤتمر الذي يستمر حتى يوم الجمعة المقبل، أربعة محاور، المحور الأول يأتي تحت عنوان "الحوار وأصوله الدينية والحضارية"، ويناقش موضوع الحوار لدى أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الشرقية. والمحور الثاني جاء تحت بند "الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني"، ويتضمن مناقشة الحوار وتواصل الحضارات والثقافات، وأثر الحوار في التعايش السلمي، وفي العلاقات الدولية، وفي مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ. أما المحور الثالث فيقع تحت عنوان "المشترك الإنساني في مجالات الحوار"، ويبحث الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر، وأهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد، وعلاقة الدين والأسرة في استقرار المجتمع، ومسؤولية الإنسانية في حماية البيئة.

 أما المحور الرابع "تقويم الحوار وتطويره"، فسيناقش مستقبل الحوار، وجهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز الحوار ومواجهة معوقاته، ومهمة الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب، ويشارك في المؤتمر عدد من رجال الدين المسلمين واليهود والمسيحيين وممثلين عن الديانات الأخرى الوضعية.

 

عن موقع ابونا

 

 

الكاردينال توران يمدح مبادرة مؤتمر الأديان السماوية في مدريد

الذي دعا إليه العاهل السعودي

 بقلم روبير شعيب

 مدريد، الأربعاء 16 يوليو 2008 (Zenit.org).

"تشكل الأديان اليوم مدعاة خوف. ويعتبر الكثيرون أن الأديان هي التي تتسبب بالحروب والعنف. وأن مسؤولو الأديان هم الذين يشجعون الحروب. أتمنى أن يسهم مؤتمر مدريد في إفهام الناس أن الأديان هي في خدمة الإنسان وليست معادية له".

 هذا هو التمني الذي وجهه الكاردينال جان-لوي توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، الذي سيشارك من اليوم 16 يوليو وحتى الجمعة 18 يوليو بمؤتمر الحوار بين الأديان الذي يعقد في مدريد بمبادرة من العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.

 ولدت فكرة هذا المؤتمر عقب المؤتمر الإسلامي العالمي الذي عقد في مكة من 4 إلى 6 يونيو المنصرم. وقد دعي إليه البابا وسيمثله الكاردينال توران.

 بحسب تصريح إلى جريدة الأوسرفاتوري رومانو، قال توران: "نحن بصدد حدث بالغ الأهمية، لأن الداعي إليه ليس فقط زعيم أمة إسلامية، بل أيضًا حارس الحرمين الشريفين، أي الأماكن الأكثر قدسية في الإسلام".

 ولقد تقبل الكرسي الرسولي الدعوة برضى كبير، وخصوصًا "لأنها مناسبة تاريخية للقاء الأديان الإبراهيمية. وهو أمر يهم بشكل خاص البابا بندكتس السادس عشر، ولم يتوانَ عن التشديد على أهميته منذ بدء حبريته".

 وأشار الكاردينال توران أنه سيشارك في هذا اللقاء لأنه لاحظ أن "المناخ تبدل في الأزمنة الأخيرة. هناك انفتاح واحترام أكبر، ورغبة بالتعرف على الآخر، بالرغم من أن اللقاءات ما زالت تتم حتى الآن فقط مع شخصيات عالية المستوى من العالم الإسلامي".

 وأضاف: "يعلق الكرسي الرسولي أهمية كبرى على لقاء مدريد، وخصوصًا لأنه يرفع الأمل بالتوصل إلى حلول ملموسة فورًا".

 وإذا كانت رغبة العاهل السعودي من المؤتمر هي تقديم صورة أفضل عن الإسلام بعد أن شوه الإرهاب الدخيل صفاء رسالته الإيجابية، فتمني الكرسي الرسولي هي أن يسهم هذا اللقاء في اكتشاف العلامات الإيجابية التي يمكنها أن تصدر عن هذا اللقاء فتعيد للأديان دورها في بناء عالم سلمي، يحافظ على الخليقة، ويلتزم في تنشئة الأجيال الصاعدة، مع احترام الجميع".