محبتنا لله

                                                  راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

إن للمحبة قواعد يتبعها القلب إذا إستضاء واستنار بنور العقل والايمان، فالقلب يحب، من يستوجب المحبة وللسبب وبالمقدار الذي لأجله يستوجب المحبة. وإذا طبقت هذه القاعدة على محبة المسيحي لله كان لزماً عليه أن يحب ربه حباً لاحد له. فالله يستوجب المحبة لأنه كلي الكمال، أحب البشرية، ولأنه جعل كمال البشرية وخيرها وسعادتها في محبتها له.

لأنه كلي الكمال: من الأمور الطبيعية في حياتنا البشرية هو أن نحب شخصاً يكون قريباً منا في كل تصرفتنا وشخصاً أخر لحكمته وفطنته وأخر لأمانته فقلب الانسان منذ البدء مجبولاً بالمحبة ولحب الخير والكمال، ولكن كمالات الانسان هذه هي قبسٌ قليلٌ من نورشمس كمالات الله وحبة الفائق فالله هو كلي الخير وكلي الكمال في بساطته وفي كيانه ، وهو خالق واعطانا الوجود بعد أن كنا من لاشيئ الله قدير وبقدرته يساعدنا على تخطي المستحيلات فبالتالي هو جدير بأن نحبه لأنه أحبنا وأوجدنا في الزمن ومحنا القوة الجسدية والقوة الروحية الله الاب أحبنا ومن محبته أراد أن يرفعنا إلى مرتبة تفوق الطبيعة فاعطانا حياته الالهية بالنعمة المقدسة . " انا قلت إنكم إلهةٍ" ولما عصى الانسان ربه وفقّد النعمة ، هيأ له الله طريق الخلاص بابنه الوحيد

"هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد كي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية"، "من اجل كثرة محبته التي أحبنا بها حين كنا أمواتا بالذنوبً (بالذلات) والخطايا احيانا بالمسيح" أف4/4 "إن الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لنحيا به" وإنها المحبة التي أحبنا بها بالرغم من أننا لم نكن  قد بادرنا بحنا له بل هو أحبنا فأرسل إبنه كفارةً عن خطايانا" أحبنا الله الاب أفلا نقابل حبه بالحب. والآن إسرائيل ما الذي يتطلبه منك الرب إلا أن تتقي الرب إلهك سالكاً في طرقه وتحبه وتعبده بكل قلبك وكل نفسك " تث10/12 . الابن في محبته صالحنا مع الاب وبين لنا محبة الله الاب واعطان من ذاته الالهيه حياة جديدة وترك لنا وديعة نحيا بها طريق الملكوت وهي وديعة جسده ودمه الذي نتناوله بخشوع وتواضع وثقة أنه حقاً خبز الحياة . هكذا أحبنا يسوع وفي محبته تألم لأجلنا حتى النهاية ومازل يسوع يصرخ صرخته على الصليب "أنا عطشان" بالفعل هو عطشان عطش طبيعي عطش المحبة لكل ابنائه. يسوع أحبنا محبة شخصية وهو يعرف كل شخص منا كما عرف نثنائيل ورآه تحت التينة، يسوع يحب كل واحد منا كما سبق وأحب العازر قال عنه اليهود "أنظروا كيف كان يحبه" يسوع يحب ويرعى بعطف وحنان كل محبيه  ومحبته هذه ترافقنا في دربنا طيلة أيام حياتنا على الارض ويسوع يسير معنا إلى أن تنفتح أعيننا "أنا هو الراعي الصالح –انا نور العالم من يتبعني لايمشي في الظلام" أحبنا يسوع إلى المتنهى وأنعم علينا بالروح القدس واخذ من اجسادنا هيكلاً له إذ يقول الرسول  "اجسادكم مسكن للروح القدس إذ هو يسكن فينا بالنعمة" ويمنحنا مواهبه

1- الحكمة : وبها نتذوق كل الامور التي لها علاقة بالله "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب"

2-  الفهم وبه يجعلنا نفهم أسرار محبتة التي تتلخص لنا في الاسرار الالهية .

3-   المشورة وبها نحكم ونُحَكم كل امورنا الروحية والجسدية .

4-  القوة ومن خلالها ننتصر على التجارب ونفوز بنعم الله لنا .

5-  العلم وبه نعرف علاقتنا مع الله وعلاقتنا بعضنا مع بعض .

6-  مخافة الله وهذه المخافة تمنحنا القوة على أن نُدعى بالفعل ابناء الله "رأس الحمكة مخافة الرب" يجب علينا أن نحب الله لأن في محبته كمالنا وخيرنا وبه نصل إلى الغاية الاساسية وهيى القداسة فقد دعانا إليه لنكون قديسين. آمين

                         الرب يبارككم

                                     انطونيوس مقار ابراهيم