هذه كنيستي الجزء الثاني: الكنيسة الارمنية الارثوذكيسة

 

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

مقدمة :

تعتبرالكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية إحدى الكنائس الشرقية غير الخلقيدونية وشقيقة للكنائس القبطية، السريانية ، الاثوبية  والهندية السريانية ( الملابار ) .

تؤمن بالآب والابن والروح القدس ، بمغفرة الخطايا والاتصال بالقديسين ، تؤمن بأن العذراء مريم هى والدة الاله الابن المتجسد والاقنوم الثاني من الثالوث  .

كما تؤمن هذه الكنيسة بضرورة الصلاة من اجل الاحياء والموتي ، تقبل وتعترف فقط  بالمجامع الرسولية والمجامع المسكونية الثلاث في نيقية 325م ، القسطنطينية 381م  وأفسس 431م  .

تأسست الكنيسة الأرمنية الرسولية على يد الرسولين طاطيوس  وبارتوغيميوس " تداوس وبرتلماوس".

توالى بعدهما اساقفة كرؤساء الكنيسة الارمنية ، وصولاً إلى الكاثوليكوس الحالي .

نذكر بعضهم  الرسول طاطيوس 43-66م الرسول برتلماوس60-68م رئيس الاباء موشيه 93-123م حتى رئيس الاباء كريكور لوسافوريتش " المنور "  302 -326م

رغم كل الاضطهادات والصعوبات التى لاقتها الكنيسة صمدت وبرغم ما عانته من شرذمة بسبب الاحتلالات المتتالية التي كانت تُصيب الامة الارمنية وارمينيا الكبرى ،استطاعت استرجاع كل قواها ومكانتها ورسالتها لخدمة الامة الارمنية بفضل القديس كريكور لوسافوريتش  الذي انتصر لمجد الآب على الملك الارمني درطاد الذي آمن على يديه وإعترف بالمسيح وبالثالوث الاقدس  ، تعمد وأعلن المسيحية ديانةً رسمية لمملكة ارمنية الكبرى عام 301م ،  لكن قطعاً ليس القديس كريكور مؤسس ومبشر الكنيسة الارمنية كما يُعتقد بل منظمها ومُعيد مكانتها لما كانت عليه لإداء رسالتها على أكمل وجه 

بعد هذا التظيم الشامل الذي اجراه القديس كريكور والذي كان بمثابة نهضة دينية وقومية إمتدت مئات السنين ، أعطت الكنيسة الارمنية عن طريق ابائها للشعب الارمني ابجديتها الخاصة على يد القديس الناسك الارشمندريت مسروب ماشدوتس عام406م تحت رعاية رئيس الاباء الكاثوليكوس ساهاك بارطيف الاول.

كذلك الترجمات العديدة التي قام بها الرهبان وكبار الكهنة بقيادة القديس " سورب " مسروب تعتبر من أروع الترجمات التي تفتخربها الكنيسة الارمنية حتى اليوم وهى مع المؤلفات أسس وجواهر الادب الارمني المكتوب بالابجدية الارمنية ومن تلك المجموعة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الارمنية عن الترجمة السبعينية والسريانية .

 بعد إيجاد الابجدية ، قام القديس مسروب بفتح المدارس الارمنية الكنسية للتعاليم الدينية واللغوية بالابجدية الارمنية .

في عام 551م أعطت الكنيسة الارمنية بداية التاريخ والتقويم الارمني الخاص بها عوض التقويم الميلادي وهو متداول حتى يومنا هذا من قبل الكنيسة .

تفتخر الكنيسة الأرمنية بقديسين عظام نذكر منهم  القديس كريكور ناريكاتسي الناسك،الذي يعتبر من اعظم القديسين النساك ككاتب وأديب في الادب الكلاسيكي والذي يلقب احيانا فياسوف وشاعر الكنيسة الارمنية،كان مثقفا،عالما ،عبقريا ونابغة عصره،له مؤلفات عدة أبرزها كتاب "المراثي" ماديان فوخبيركوتيان والذي يُدعىأحياناً  "نايك"

في عام 1281م اعترفت الكنيسة الارمنية في ارمينيا ودولة القدس رسمياً بكرسي الكنيسة الارمنية الرسولية الارثوذكسية في اورشليم كجاثليق القدس  يرأسهُ رئيس يحمل لقب جاثليق " بطريرك "  القدس تمتد صلاحيتهُ على الاراضي الفلسطينية وعلى كل المقدسات التابعة للكنيسة الارمنية وهو تابعٌ لكاثوليكوسية ارمينيا ويتم تصديق إنتخابه من الكاثوليكوس أى الرئيس الاعلى الجامع للكنيسة الارمنية .

كذلك في عام 1461م اعترفت الكنيسة الرسولية الارثوذكسية بكرسي مدينة اسطنبول وتوابعها برئاسة جاثليق   صلاحيتهُ لاتتعدى الاراضي التركية الحالية ، أيضاً يتم تصديق انتخابه من كاثوليكوس اتشيمادزين

منذ تأسيس الكنيسة عام 43م كان مقر الكرسي في آرداز بدايته مع بداية كرازة الرسولين للشعب الارمني وظل حتى عام 302م حتى نقله القديس كريكور  لوسافوريتش "المنور" إلى فاغارشباد (اتشيمازين الحالية) لكنه لم يثبت هناك طوال الوقت بل انتقل  من مدينة إلى اخرى نذكر منها تيفين –آني – سيس – حلب –انطلياس .

كانت بداية وجود كرسيان في عام 1441م عندما اراد بعض الاساقفة والارشمندرتيون الموجودون في ارمينيا أن يعود الكاثوليكوس كريكور موسابيكيان ومقر الكرسي  إلى مقره السابق في اتشيمادزين ، لكن الكاثوليكوس لم يجد عودته مناسبة نظراً لعدم تلاؤم  الظروف الامنية والسياسية مع ظروف أبناء الشعب الارمني الموجودين في المهجر والمنتشرين بنسبةٍ أكبر مما هم عليه في أراضي أرمينيا.

حينها ، انتُخب كاثوليكوس جديد ليجلس على كرسي "اتشيمادزين" ويستلم زمام الامور الادارية هناك هو " كيراكوس فيرابيتسي" وكان قد صار من تبعية كرسي " اتشيمادزين " جاثليقان واحد للقدس والاخر لإسطنبول وعدة ابرشيات في العالم تابعه له . بينما كرسي المهجر تقلص في حدود كيليكيا وانطاكية وسوريا .

منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا يكون لدى الكنيسة الارمنية كرسيان : احدهما الكرسي الام " اتشيمادزين" والثاني لبيت كيليكيا الكبير في انطلياس .هكذا تكون الكنيسة الارمنية الرسولية كنيسة واحدة غير منقسمة فيما بينها لكن برئاستين ، تتمتع كلاهما بالصلاحيات ذاتها.

هيكلية الكنيسة الارمنية الادارية تتلخص على الشكل التالي :

     1-كاثوليكوسية الكرسي الام اتشيمادزين ،  برئاسة قداسة الكاثوليكوس الاعلى لجميع الارمن.

       والكاثوليكيوس الحالي هو كاركين الأول

   2-كاثوليكوسية بيت كيليكيا الكبير برئاسة قداسة الكاثوليكوس لبيت كيليكيا الكبير .

      الكاثوليكيوس الحالي هو آرام الأول كيششيان

3-بطريركية القدس والاراضي المحتلة برئاسة جاثليق " بطريرك "القدس وتوابعها .95بطريركاً.

    صاحب النيافة طوركوم مانوكيان بطريرك –جاثليق القدس وتوابعها

4-بطريركية اسطنبول برئاسة جاثليق "بطريرك" اسطنبول وتوابعها .  115بطريركاً

    صاحب النيافة كاريكين كازانجيان بطريرك-جاثليق اسطنبول وتوابعها.

جلس على كرسي الكنيسة الرسولية الارمنية الارثوذكيسة منذ الرسول طاطيوس عام 43ميلادية حتى يومنا هذا أما من الانقسام أي منذ 1441م جلس على الكرسي الام في "اتشيمادزين"  وبيت كيليكا عشرات الاباء الصالحين وخدّام الرب الافاضل : أولاً : كرسي اتشميادزين خمسة واربعين كاثوليكوساً حتى يومنا هذا وبهذا يكون المجموع قبل الانقسام وبعده 97+44=141كاثوليكوسياً

 ثانياً :جلس على كرسي بيت كليكيا الكبير 45كاثوليكاسياً 97+45=142.

 

 

الـرهـبـانـيـات والاكـلـيـريـكـيـات :

ولدت الرهبنة في الكنيسة الارمنية الارثوذكيسة بهدف تكوين الاساقفة والمطارنة الراعويين ، لم   تقتصر فقط على  الطابع النسكي إنما وضعت نُصب عينها الطابع الراعوي .

لدي الكنيسة الارمنية الارثوذكيسة اربع رهبانيات ، واحدة تتبع كاثوليكوسية بيت كيليكيا الكبير تخضع مباشرةً للكاثوليكوس وثلاث أخريات في اتشيمادزين ، أورشليم و اسطنبول تخضع لسلطة كاثوليكوس اتشيمادزين أو أحد البطريركين .

وتجدر الاشارة إلى أن الرهبنة في اسطنبول خفت نشاطها بسبب الاضطهاد والقمع الذي تلاقيه لذا تسعى الكنيسة للحوار مع الحكومة لتسمح لها بممارسة مختلف أوجه الحياة الرهبانية .

لكل من الرهبانيات السابق ذكرها اكليريكية خاصة تخرج الرهبان والربابنة ، الكهنة المتزوجين والمعلمين العلمانيين .

إلى جانب وجود مركز لتعليم اللاهوت لإعداد الكهنة المتزوجين في ابرشيات الارمن جميعها . ليس للرهبانيات الارمنية قانون خاص تسير بموجبه كسائر الرهبانيات التي تتخذ من قوانيين احد الاباء الاولين نهجاً لحياتها  بل هى تتبع نظاماً واحداً وتخضع للرئيس الاعلى للكنيسةهو الكاثوليكوس .

يُحصى العدد التقريبي للرهبان الارمن وهم في الوقت عينه كهنة على الشكل التالي :

53 راهباً في اتشيمادزين ، 20في اورشليم ، 5 في اسطنبول و 26في بيت كيليكا ، يخدمون جميعهم الارمن حيثما وجدوا ، بالاضافة إلى إثنين وسبعين اسقفاً .

 

الـقـديـسـون والـنـسـاك :

للكنيسة الارمنية تاريخ حافل بالشهداء والقديسين الذين اجتهدوا في  مجالاتٍ عده خصوصاً تنظيم الركائز الداخلية للكنيسة وتشريع قوانين شتى وفي كل ميادين الحياة الدينية والكنسية والرهبانية .

بإختصار نقول أن قديسي الكنيسة الارمنية هم من كل المستويات والطبقات ، فهناك : الاكليروس مثل القديس الكاثوليكوس كريكور لوسافوريتش "المنور" الكبير ، الكاثوليكوس هويسك والقديس رئيس الاباء ساهاك وغيرهم الكثير  .

النساك : القديس كرونيتس ، فاروس والقديس توفما.

 

 الملوك والحكام ، رؤساء الجند والجنود :

 نذكر منهم القديس الملك درطاد ، قائد الجند سركيس وإبنه مارديروس.

هنالك القديسات العذارى القديسة الملكة أشخين واخت الملك خوسروفيتوخت ، القديسة شوشان فارتيني إبنة القديس فارتان الكبير ، والقديسين الشهداء كالقديس الشهيد كريكوريس راجيك ، القديس الشهيد ساهاك وهوفسيب كارنيتسيك ، والقديسين الشهداء الاربعين فتيان السيباسديين .

إن القراءة والتعمق في سيرة القديسين هي ثقافة وتعليم للمباديء والقّيم الانسانية التي تترتب على الانسان معرفتها للمضي قدُماً إلى الحياة المرجوة ومنها إلى الحياة الابدية بنور وهدى درب الرب.

والكنيسة الارمنية غنية بقديسيها وشهدائها الكثيري العدد ومن مختلف الاعمار فمنهم الفتى والشاب والشيخ والمسن والرجل والمرأة ومن كافة المستويات الاجتماعية من ملوك ووزراء ورؤساء جند ومؤمنون عاديون بسطاء اغنياء وفقراء. يعرفون القراء وواخرون يجهلونها.ويمكنا أن نلخص القول بأن الانسان مهما ضعف بطبيعته البشرية لديه الارادة والايمان لفعل المعجزات ولقهر الشدائد والانتصار على الصعوبات وعلى قوى الشر الرابضة لعرقلة مسيرته الروحية والقدسية.

 

الـلـيـتـورجـيـا الارمـنـيـة :

حافظت الكنيسة الارمنية الارثوذكيسة على روحها الليتورجية برغم  كل ما تعرضت له من اضطهادات

للكنيسة الارمنية الارثوذكيسة طابع اسراري ورسولي  كسائر الكنائس الاخرى .

الطقس الارمني لايتوقف عند التقاليد القديمة فحسب  بل يفتح امامه مجال التطور والاصلاح بحسب الحاجات و الظروف إذ يسعى دائماً ليعطي اجمل واكمل تعبير عن سر الخلاص .

لم يشكل فتح او غلق الستائر عائقاً امام المصلين بل تظل تلك أحياناً كثيرةً مفتوحةً حتى تظهر بوضوح عظمة الاحتفال بالاسرار  ولاسيما سر الافخارستيا .

 

 يتمتع الطقس الارمني الارثوذكسي بسمة الهيبة والوقار، الحزن، الخشوع والتكريم ،  للالحان دورٌ هامٌ في ذلك .

وقد تشكلت في كل رعية جوقة منتظمة لخدمة الرعايا بتأدية التراتيل والالحان الخاصة بالقداس وسائر الاحتفالات الليتورجية . ينسب اعداد وتأليف كتاب " الطقوس وخدمة الاسرار الذي للكنيسة الارمنية الارثوذكسية إلى البطريرك ماشدوتس ويدعى باسمه أو تسياران .

الصلاة :

بدأت الكنيسة الارمنية في الاصل الليتورجي كسائر الكنائس بسبع صلوات  طيلة النهار، حالياً اقتصرت  الى ثلاث صلوات يومية على مدار السنة يُضاف اليها ثلاثٌ اخريات في زمن الصوم أما السابعة فتتلى دوماً قبل القداس .

 

الـمـيـرون:

الميرون كلمة يونانية تعني المسحة استخدمته المسيحية في القرون الاولى كرمز تثبيت وشفاء من الخطايا واهبة اياهم نور الحياة الابدية بحلول نعمة الروح القدس عليهم .

يأخذ الميرون معناه من العهد القديم منذ أن أمر الرب موسى وهارون بأن يمسحا أبناءهما ليقدسوا بقوله"خذ من دهن المسح وصب على رأسه وامسحه".بينما العهد الجديد يبين أن زيت المسح هو للتبجيل والاحترام ومثال على ذلك ما فعلته مريم المجدلية مع يسوع .

من هنا اعتنقت الكنيسة الارمنية الارثوذكسية هذا التقليد ورثته عن الرسولين طاطيوس وبرثوغوميوس ونجد أول تدوين لذلك في كتابات القديس غريغوريوس لوسافوريتش.استخدمت هذه الكنيسة الميرون في طقوسها لاستعمالات عديدة منها:المعمودية،السيامات الاسقفية الكهنوتية والرهبانية ،تكريس الاواني المقدسة وتكريس المذابح ،الهياكل والايقونات.

زيت الزيتون هو العنصر الاساسي المكون للميرون مع بعض أنواع العطور والجذور والحبوب والمواد القشرية ذات الرائحة العطرة،يدمج ويخلط مع البلسم الفواح ذو  الرائحة الطيبة يُبارك باحتفالٍ جماهيري خاص في يوم العنصرة  "حلول الروح القدس"  بحضور الكاثوليكوس مع الاساقفة .قام كرسي بيت كيليكيا الكبير بصنع وتكريس الميرون بعد تهجيرة من كيليكيا ، تسع مرات منذ العام 1926حتى العام 1996م 

 

لمحة عن كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا الكبير:

 ابان تهجيرها من مقرها سيس في كيليكيا

بعد المجازر الجماعية للارمن عام 1915 في المناطق الارمنية ،اضطر لفيف الاكليروس مما بقي منهم  مع الكاثوليكوس ساهاك الاول خابايان الى الانتقال الى مكان ينقذ به الكرسي والاكليروس .وأثناء تواجد الكاثوليكوس خابايان في القدس عرض الجاثليق يغيشه توريان التنازل عن كل المؤسسات الدينية والاجتماعية وكذلك عن المراكز الدينية لمهجري كيليكيا ولكاثوليكوسية بيت كيليكيا الكبير للحفاظ عليها وعلى مكانتها للعمل على إنقاذ الارمن المشردين وقبل الكاثوليكوس خابايان بذلك  ، ثم زار لبنان لإيجاد مقرٍ ثابت فيه ومنطقة مناسبة لتكون ملجأ للكاثوليكوسية وشعبها 000 تم الاتفاق .

نقل كرسي بيت كيليكيا الكبير للمهجر إلى انطلياس ولايزال حتى يومنا هذا مقراً دائماً له .

شيد الكاثوليكوس كنيسة بمساعدة الارمن من لبنان ، سوريا والبلدان الاخرى وقام ببناء اكليريكية لاهوتية لتخريج رجال الاكليروس ، لخدمة الكاثوليكوسية والشعب الارمني في القرى والمدن التي لجأ إليها المهجرون الارمن ،

ولكمال الحياة الثقافية والادبية ، انشأ الكاثوليكوس أيضاً مطبعة داخل المقر نشرت مجلة الكاثوليكوسية الشهرية الرسمية التى اُطلق عليها اسم هاسك " السنبلة " تعنى بالمواضيع الثقافية ثم مجلةً اخرى شهرية ، تارازاك تصدر عن مقر مدارس الاحد في الكاثوليوكسية في انطلياس وتهتم بنشاطات المدارس في النشطات والرعايا.

وفي عام 1950م صار لكاثوليكوسية الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا مصيفاً في منطقة بكفيا حيث نقلت الاكليريكية اللاهوتية  عام 1978م من انطلياس المقر السابق .

هذه الاكليريكية مرخصة من قبل وزارة التربية اللبنانية تحت اسم " المدرسة اللاهوتية العليا لكاثوليكوسية الارمن الارثوذكس " وهى تحت رعاية قداسة الكاثوليكوس والكاثوليكوسية دوماً .

تتألف الادارة من مدير مسؤول هو عميد المعهد ومساعدين هما ناظران للمعهد ، ربانان متخرجان من المعهد ذاته .

هيئة التدريس تتألف من 25 محاضراً نصف من اكليروس البطريركية الارمنية الارثوذكسية  الكائنين في انطلياس  والنصف الاخر من العلمانيين.

تخرج من المعهد منذ تأسيسه عددٌ كبيرٌ من العلمانيين والاكليروس لخدمة الشعب الارمني في الرعايا والمدارس ، المؤسسات الدينية والتربوية وغيرها .

دير بكفيا هو الدير الوحيد في لبنان للارمن الارثوذكس وتحت رعاية كاثوليكوسية الارمن بشكل مباشر ويرأسه مدير المعهد مع ناظرين ربانين .

الدير مؤلف من كنيسة السيدة العذراء المبنية عام 1952م ومن بناء واحد ضخم هو مقر صيفي دائم لقداسة الكاثوليكوس ، للرهبان والمطارنة وهناك النصب التذكاري لشهداء الارمن الذين سقطوا جراء المجازر ، وبستان كبير إلى جانب الكنيسة

يقع الدير على هضبة في مدخل بلدة بكفيا وفي نهاية ساقية المسك بحرصاف وهو قريب من البطريركية في انطلياس لايبعد عنها سوى 15كم .

 

ابـرشـيـات ورعـايـا الـكنـيسـة الارمـنـية

لكرسي اتشيمازدين  خمس ابرشيات في الوطن الام وسبعاً وعشرين في عالم الاغتراب والمهجر في القارات الخمس .  أما كرسي بيت كيليكيا الكبير في انطلياس –لبنان فيهتم بثلاث عشرة ابرشية .

يبلغ عددالارمن الارثوذكس في ارمينة حوالي اربعة ملايين ، حوالي ثلاثة ملايين في عالم الانتشار وأكثر مئة الف في لبنان يتوزعون على اربعة عشر  رعية في بيروت وضواحيها

كسروان طرابلس زحلة شتورا ، عنجر وانطلياس .

 نذكر بعضها :

كنيسة  " سورب نشان " اى الصليب المقدس" ،سورب هاكوب أو القديس يعقوب ، "كاراسون مانوك" اى الاربعين شهيداً وكنيسة "سورب هاروتيون" اى كنيسة القيامة المقدسة وكاتدرائية القديس " كريكور لوسافوريتش" المنور في انطلياس .

منذ أن تأسس المقرالاخير لبيت كيليكيا في أنطلياس سنة 1936 أنشئت مدارس الاحد لتربية النشئ ولا تزال باقية الى اليوم باشراف أحد الكهنة ومشاركة بعض العلمانيين .

 

الـحـركـات الـرسـولـيـة :

 للكنيسة الارمنية الارثوذكسية حركة شببية تأسست عام 1978م بواسطة البطريرك كاركين الثاني تحت اسم " رابطة الجامعيين للكنيسة الارثوذكسية – انطلياس" ، تهدف إلى التعرف إلى الكنيسة والترابط معها ، هى تحت اشراف احد الربابنة أو الاباء الكهنة

 

الـمـدارس :

بعدما وضع القديس مسروب الابجدية الارمنية نشأت دور تعليم الابجدية ، المدارس  وبعدها المعاهد  الجامعات .

 للأرمن الارثوذكس في لبنان اليوم مدارس عديدة إبتدائية ، تكميلية ، وثانوية منتشرة في مناطق مختلفة من بيروت وضواحيها خصوصاً في جبيل وزحلة  ، عنجر وطرابلس إلى جانب معهد مهني  في امانوص.

 

الـمـؤسـسـات الاجتماعية :

هنالك ايضا المؤسسات الاجتماعية كبيت كاهل للصم والعميان ، ايضاً داراٌ للعجزة ، ميتم عش العصافير في جبيل ، يضم مدرسة متوسطة تتابع مناهج الدراسة من قبل الدولة اللبنانية وهى لاتقتصر فقط على تعليم اولاد الدار البالغ عددهم 127 بين إناث وذكور بل تقوم ايضا بتنشئتهم وتدريبهم على بعض  الحرف اليدوية ، بالاضافة إلى تعليمهم العزف على الالات الموسيقية ، تثقيفهم روحياً وتحيرهم على مواجهة الحياة .  جمعية جنيشيان وهى جمعية  اجتماعية خيرية لمساعدة المحتاجين والمسنين بالاضافة إلى وجود لجانٍ تُعنى بمساندة الطلبة .

 

انـشـطـة صـحـيـة :

أما الانشطة الصحية فمتنوعة . هنالك المستوصفات مثل مستوصف كاراكوزيان ومستوصف بورغورجيان جمعية اعانة الصليب للارمن في برج حمود تهتم بمساعدة العائلات ، دار المعاقين في منطقة مار مخايل ومشفى العزونية الصغير للعناية بالمصابين بالسل والامراض النفسية .

 

عـلاقـات مـسـكـونـيـة :

 الكنيسة الارمنية الارثوذكسية عضوٌ دائم في مجلس الكنائس العالمي ، ترأس كاثوليكوسها المجلس لدورتين متتاليتين ، كما انها عضوٌ في مجلس كنائس الشرق الاوسط لها مندوبون وأعضاء مداومون فيه . الكنيسة الارمنية الارثوذكيسة شقيقةٌ للكنيستين القبطية والسريانية الارثوذكسيتين ،وبين تلك الثلاث شراكة كنسية ووحدة في العقيدة والايمان .

أما مع الارمن الكاثوليك فلم يكن هناك حوار قائم من الناحية العقائدية بل توجد علاقات طبية  رسمية متبادلة كما هى الحال مع الكنيسة الانجيلية الارمنية على الزيارات كما هى الحال مع سائر الطوائف المسيحية الاخرى .

 

خاتمة :

 الكنيسة الارمنية كنيسة رسولية  بشرها القديسان تداوس وبرتلماوس منذ فجر المسيحية وقد عانت الكثير من الالم والاضطهاد منحاها قوةً على الصمود والثبات في الايمان ،وقد ثابرت في مسيرتها الايمانية في الحفاظ على الغنى الروحي والليتورجيى ساكبةً إياهما في قالبٍ رائعٍ  من الصلوات والالحان في إطار هندسة كنسية روعةٍ في الفن والجمال والابداع