كيف أكتشف مشيئة الله لأتجاوب معها ؟

 بما أن يسوع المسيح، الابن الوحيد للآب، هو و حده كشف لنا عن وجه الآب، علينا أن نقتفي أثره لنعرف كيف اكتشف هو إرادة أبيه في حياته على الأرض، و قد كان ذلك من خلال الآتي :

 الصـــلاة :

صلاته في بستان الزيتون [ لا كما أنا أشاء، بل كما أنت تشاء ]( مت 26/ 39) وعلى الصليب [ إلهي، إلهي، لماذا تركتني ؟ ]( مر 15/34) وأيضا أنظر :الصلاة الكهنوتية  ( يو 17 )

الأشــخاص :

نداء مريم في عرس قانا الجليل، اكتشف من خلاله مشيئة أبيه. فلم يكن بمشيئته الشخصية قد قرّر القيام بمعجزة .وكذلك جميع المرضى والممسوسين والمتألمين والمتسائلين و المجادلين كانوا يكشفون له مشيئة أبيه .

 

الأحــداث :

 جوع الجموع، واتباعهم إياه، وعداوة الرئاسات له، ورؤيته للحصادكانت له بمثابة   " علامات الأزمنة "، فكانت الأحداث تخاطبه فتكشف له عن مشيئة الآب ليطيعها .

 

الكتب المقدسة :

 هناك عبارات كثيرة تشير إلى ذلك : [ كما جاء في الكتب ]، [ لتتم الكتب ] ولقد وجد يسوع فيها ثلاث صور تصوّر مصيره : صورة الأنبياء (لو 11/47-51) و( لو 6/4) و ( مت 23/37   -38)،وصورة البار المضطهَد ( مز 22) و أناشيد عبد يهوه (اش 42/1-9،49/1-7، 50/4-11 )، وصورة ابن الإنسان   ( دا 7/13-14) .

 

طبع الشخص :

وهناك طريقة أخرى لا تذكرها مباشرة الكتب المقدسة، وهي من صميم البحث عن مشيئة الله، ألا وهي طبع الشخص وتاريخه .فمثلا : طبع بطرس الحاد، المتحمّس، المندفع أحيانا يختلف عن طبع يوحنا الحبيب، واختلفت معاملة يسوع مع كل منهما. فالشخص يكتشف مشيئة الله من خلال تاريخه أيضا ( السامرية ).و علينا أن نتقدم و نسير و نعيش دعوتنا الإنسانية حتى نكتشف هذه المشيئة، وحتى يتجلّى لنا هذا الوجه _ وجه الله _ حقاً إن الله هو الآخر المطلق و الحرية المطلقة و لا يمكن لنا أن نمتلك اسمه، يقول الله " سأكون هنا من أجلكم " وهو الذي سار مع أجدادنا و إذا كشف لنا شيئاً عن ذاته فإنه يفعل هذا حتى يسير معنا من أجل تحريرنا و من أجل عالم أفضل و جديد .وبالنسبة لليهود فإنهم لا يفهمون الله كفكرة مجردة و عامة بل كإله لا يزال إله إبراهيم و إله اسحق و إله يعقوب .( وليس إله إبراهيم واسحق و يعقوب) (خر 3/6، 4/5) .

 

الأب متى شفيق

ميلبورن