الفاتيكان، الخميس 18 سبتمبر 2008 (Zenit.org).
إزاء التطورات والأحداث الأمنية التي تتنقل من منطقة إلى أخرى، من الانفجار الذي استهدف الشيخ صالح العريضي في بيصور إلى الوضع المتوتر في بلدتي تعلبايا وسعدنايل حيث يسقط قتلى وجرحى ومن أبناء البلدتين نتيجة الاستفزازات المتبادلة، والتي طالت الزملاء الإعلاميين في تلفزيون L.B.C. أثناء قيامهم برسالتهم الإعلامية إلى حادثة بصرما التي ذهب ضحيتها المرحومان يوسف فرنجية من المردة وبيار اسحاق من القوات اللبنانية وثلاثة جرحى. أمام هذا الواقع، يهمّ المركز الكاثوليكي للإعلام أن يعلن ما يلي:
أولاً: إن هذه الأحداث هي نذير شؤم يمهّد لفتنةٍ إذا ما اشتعلت سوف تفتح الباب مرة جديدة على حرب أهلية بين أبناء البلد الواحد لا بل بين ابناء الطائفة الواحدة سواءً أكانوا مسيحيين أم مسلمين والمستفيد الأول هم أعداء لبنان والخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيون.
ثانياً: إن الأحداث التي جرت بالأمس بين الإخوة المسيحيين نتيجة بعض الاستفزازات الرخيصة من تعليق صور وإزالة شعارات، والتي أدت إلى سقوط ضحيتين من عائلاتنا المسيحية، إن هذا الأمر يحزّ في النفس ويدمي القلب فيما المطلوب الوعي والتضامن بين المسيحيين لتعزيز وجودهم ورسالتهم في لبنان وفي هذا الشرق.
ثالثاً: إن الشعور بالخطر على وحدة أبناء الطائفة المسيحية يستوجب العودة إلى الضمير والتمسك بالروح المسيحيّة للولوج إلى مصالحةٍ حقيقية بعيدة عن المنافع الخاصة والضيّقة، في زمنٍ يذهب فيه الجميع إلى تناسي خلافاتهم بينما المسيحيون ينكأون جراح الماضي.
لهذا فإننا نضع كل الأفرقاء المسيحيين أمام مسؤولياتهم ليبعدوا الكأس المرّة عن شعبهم ويبادروا دون شرط الى لقاء تحكمه لغة العقل، وتظلله روح المحبة، علّ التاريخ يرحمهم.
رابعاً: يتقدّم المركز الكاثوليكي للإعلام من ذوي الضحايا بأحر التعازي وهو إذ يسال الله أن يتغمدهم بوافر رحمته، كما ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى، يدعو أهلهم وذويهم إلى التعالي على الجراح وليكن غيابهم فداءً عن وحدة المسيحيين ولبنان.
الخوري عبده أبو كسم
مدير المركز الكاثوليكي للإعلام