دور الرهبان البندكتان في العالم المعاصر

بندكتس السادس عشر يلتقي بالمشاركين في مؤتمر البندكتان في روما

بقلم روبير شعيب

كاستل غاندولفو، الاثنين 22 سبتمبر 2008 (Zenit.org)

 "في عالم فقد الطابع القدسي، وفي زمن تطبعه ثقافة الفراغ واللامعنى المقلقة، أنتم مدعوون إلى إعلان أولية الله دوم مراوغة، وأن تقدموا اقتراحات سبل جديدة للتبشير".

هذا ما قاله بندكتس السادس عشر إلى رؤساء ورئيسات الجماعات التي تستوحي روحانيتها من القديس بندكتس لدى لقائه المشتركين بمؤتمر الجماعات البندكتية نهار السبت الماضي في كاستل غاندولفو.

دعا البابا الرهبان والراهبات إلى تجديد اللقاء اليومي بالمسيح وإلى تعميقه، وحضهم على مقاسمة غنى الإنجيل الروحي مع من يلتجئ إليهم طالبًا الإرشاد الروحي، مشيرًا إلى أن جوهر الإنجيل "يتلخص بحب الآب الرحيم، المستعد أبدًا لمعانقة كل شخص في المسيح".

 تنشئة الشبيبة

 وانطلاقًا من الأهمية التي تحتلها تربية الأجيال الشابة على وعي رسالة الإنجيل وقياس العلاقة مع حاجات المجتمع انطلاقًا منها، حرض الأب الأقدس الحضور على تكريس ذواتهم "بحماسة رسولية متجددة إلى الشباب، الذين هم مستقبل الكنيسة والبشرية".

ولفت إلى أن بناء "أوروبا الجديدة" يجب أن يبدأ من الأجيال الصاعدة من خلال "تزويدها بإمكانية التقرب بشكل حميمي من غنى الليتورجية، والتأمل، والقراءة الإلهية".

 الرسالة خارج حدود أوروبا

 ونبه البابا إلى أن العطش الروحي هو كبير ليس فقط في القارة الأوروبية، بل في آسيا وإفريقيا، وفي كل أنحاء الأرض، ولذا دعا البندكتان إلى "عدم التلكؤ عن التجاوب بقلب منفتح مع انتظار من يعبر، حتى خارج أوروبا، عن الرغبة الحية في حضورهم وفي خدمتهم الرسولية للارتواء من معين الروحانية البندكتية".

ثم تحدث الأب الأقدس عن "السخاء البندكتي الشهير" مذكرًا بأنه دعوة الرهبان الخاصة، وبأنه "خبرة روحية وإنسانية وثقافية كاملة". ودعا الأب الأقدس في هذا الإطار إلى الاعتدال، بحيث يكون قلب الرهبان مفتوحًا وأبواب أديارهم مشرعة للاستقبال، ولكن في أوقات وأشكال مناسبة. فيتمكنوا بهذا الشكل "أن يقدموا لرجال ونساء زماننا إمكانية التعمق بمعنى الوجود في إطار أفق الرجاء المسيحي اللامتناهي، عبر الحفاظ على الصمت الداخلي في شركة كلمة الخلاص".

وفي إطار أزمة الدعوات التي تعيشها الراهبات البندكتان، شجع البابا الراهبات على الثقة وعلى الحفاظ على موقف العذراء مريم "أمة الرب" المنفتحة دومًا على إرادة ربها ومخلصها.