الفاتيكان، الجمعة 17 أكتوبر 2008 (Zenit.org).
ننشر في ما يلي مداخلة صاحب السيادة هاغوب نالبانديان، اسقف الشام للارمن في سينودس الأساقفة المنعقد في روما.
* * *
ان كلمة الله اعلنت في ارمينيا منذ القرن الاول من قبل الرسولين تداوس وبرتلماوس الذين استشهدا بعد عملهم الارسالي. البشارة بكلمة الله اثمرت بعد ثلاث سنوات قيام اول دولة مسيحية في العالم على ارض ارمينيا.
عبر العصور طبع الكتاب المقدس وتفسير الكلمة، عقيدة ولاهوت الكنيسة الارمنية. ان كلمة الله اعتبرت ايضا المضون الحقيقي لحياة الارمن، وقد رافقتهم خلال الاضطهاد. ارغب ان اعطيكم مثلا من الماضي القريب. كيف استطاعنا ان ننجوا بعد المجزرة الكبيرة لولا ايماننا بقدرة الكلمة المعطية للحياة؟ ان الايمان "بالكلمة" الذي صار جسدا، بصلبه وخاصة ايماننا بقيامته اعطانا القوة للاستمرار بعد المجازر. ان الشعب الارمني، من خلال معانته، اعطى شهادة ما زلت تكوّن الهوية المسيحية لكل ارمني. ان كلمة الله كانت وما زالت نبعا للامل والنجاة.
ارمينا بلد كان سابقا ضمن الاتحاد السوفياتي. والكل يعلم ما كان عليه الوضع ايام الاتحاد. ولكن بعد انهيار الاتحاد، تعيش ارمينيا حاليا حالة من الصحوة الروحية و من الاهتمام العميق لسماع كلمة الله. وان عدد الاشخاص الذين يشاركون في الحلقات البيبلية ويذهبون الى الكنائس يذادد يوما بعد يوم. يمكنني ان اعلل اسباب هذا التعلق لسماع كلمة الله الى ثلات نقاط :
1. ان اكتشاف جذورنا و ايمان الاجداد و الاباء يتم من خلال التمرس لمعرفة كلام الله و المشاركة في الافخارستيا و الصلاة.
2. من خلال اعتناق المسيحية يجعلنا نشعر بذواتنا اننا قسم من عالم واسع، اعضاء من الجماعة الكبيرة، كنيسة المسيح.
3. هنالك ارادة لقراءة الكتاب المقدس ولفهمه و دراسته… لانه خلال 70 سنة قد اخبرت الاكاذيب والان يجب اخيرا معرفة الحقيقة.
ان ظروف الحياة تحملنا يوميا لسماع كلمة الله. ان الطواعية لسماع تلك الكلمة لها عدة وجوه واشكال. يمكننا اختبار وسماع كلمة الله حتى خارج القداس الالهي. يجب ان يكون اعلان الكلمة بمثابة المبتغى المنشود، هكذه يمكنها ان تلج قلب وروح الاشخاص.