الكاردينال توران يوجه رسالة إلى الهندوسيين

داعيًا إياهم إلى اللاعنف

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

اللاعنف "ليس مجرد تحرك تكتيكي، بل هو موقف من هو "مقتنع بحب الله وبجبروته"؛ "فمحبة الأعداء هي ثورة الحب، حب لا يعتمد في أصله على القدرات الإنسانية بل هو هبة من الله".

هذا ما قاله الكاردينال جان-لوي توران في رسالة وجهها إلى الهندوسيين الذين يحتفلون اليوم 28 أكتوبر بعيد "الديوالي" بعنوان: "المسيحيون والهندوسيون: معًا في سبيل اللاعنف".

ففي الرسالة التقليدية التي يوجهها المجلس الحبري للحوار مع الأديان إلى الهندوسيين في هذه المناسبة، أراد رئيس المجلس أن يتأمل في المناسبة بموضوع ذا أهمية بالنسبة للمسيحيين وللهندوس، ألا وهو موضوع "التعايش المتناغم في مجتمع اليوم، والشهادة للحقيقة، للنور، وللرجاء".

وقال توران: "بينما يتم غالبًا اتهام الأديان بأنها المسؤولة عن شرور المجتمع، نحن نعرف أنه يتم  استغلال الأديان، خلافًا لقناعاتها الأساسية، للقيام بمختلف أشكال العنف.

وأشار الكاردينال إلى أن "اللاعنف هو إحدى أهم التعاليم" في التقليد الهندوسي؛ وأن المهاتما غاندي، أب الأمة الهندية، يتمتع باحترام وتقدير كل العالم لأجل إخلاصه في خدمة البشرية. وقد وعا غاندي ان نتيجة تطبيق مبدأ "العين بالعين" هي أن "العالم كله يضحي أعمى". وقد أطلق غاندي مفهوم الـ "أهيمشا" (اللاعنف) وكان شخصيًا مثالاً للاعنف، حتى أنه ضحى بحياته رافضًا الدخول في دائرة العنف.

وشرح توران في الرسالة أن اللاعنف "ليس مجرد تحرك تكتيكي، بل هو موقف من هو "مقتنع بحب الله وبجبروته""، مستشهدًا بالبابا بندكتس السادس عشر. "فمحبة الأعداء هي ثورة الحب، حب لا يعتمد في أصله على القدرات الإنسانية بل هو هبة من الله".

وبما أن اللاعنف هو خيار أساسي مشترك في الأديان، دعا الكاردينال المرجعيات الهندوسية إلى تشجيع أتباعها على التزام اللاعنف، وإلى تعزيز احترام قدسية الحياة البشرية، وخير الفقراء والضعفاء دون التمييز بين عرق أو طبقة أو معتقد.

هذا وإن عيد الديوالي – عيد النور – المعروف أيضًأ باسم "ديبافالي" أي "سلسلة مصابيح زيتية" يرتكز على أسطورة قديمة، تمثل انتصار الحقيقة على الكذب، والنور على الظلمة، والحياة على الموت. يدوم الاحتفال 3 أيام ويشكل بداية سنة جديدة، وهو عيد مصالحة عائلية، خصوصًا بين الإخوة.