المؤتمر العالمي للعائلة

الكاردينال أويللي: الأزمة الأنثروبولوجية تعلل التشريعات المناهضة للعائلة

مداخلة رئيس أساقفة كندا في المؤتمر العالمي للعائلة

مدينة مكسيكو، الخميس 15 يناير 2009 (ZENIT.org) 

إن أزمة العائلة ليست فقط أزمة أخلاقية لا بل أزمة إنسانية عميقة في مفهوم المرأة والرجل تعلل تشريعات مناهضة للعائلة، بحسب ما أشار الكاردينال مارك أويللي.

خلال اليوم الافتتاحي للمؤتمر اللاهوتي الرعوي الذي استهل به البارحة اللقاء العالمي السادس للعائلة، أوضح رئيس أساقفة كيبيك "اضطراب القيم" الذي يفسر اعتماد بعض البلدان لقوانين تمنح الاعتراف القانوني لزواج المثليين مع إمكانية التبني.

ووفقاً لرئيس أساقفة كندا، فالأمر عبارة عن "معركة ثقافية" تحاول فيها "رؤية للعالم من دون الله إزاحة الإرث اليهودي المسيحي" ملحقة أضراراً جسيمة "على المستوى الإنساني والاجتماعي والديني".

ورأى الكاردينال البالغ من العمر 64 عاماً بأنه ونتيجة لتزايد ضعف الأزواج، ظهرت المشاكل الخطيرة والتربوية المرتبطة بفقدان المثل وتأثير التيارات الفكرية التي ترفض أسس المؤسسة العائلية".

كما أشار إلى أن تعزيز هذه الأزمة الإنسانية المنتشرة بخاصة في الغرب عبر استخدام تدابير جيدة يعود إلى نظرية الجنسين التي تبدل "حقيقة الزواج والعائلة وتعطي مفهوماً جديداً للزوجين البشريين انطلاقاً من رغبات الفرد الذاتية، وتعتبر أنه ليس للاختلاف الجنسي أي أهمية لدرجة أنها تعالج بكل مساواة الزواج بين الجنسين والعلاقات بين المثليين.

وأوضح أنه "وفقاً لهذه النظرية، فإن الاختلاف الجنسي المسجل في الحقيقة الأحيائية للرجل والمرأة لا يؤثر بشكل هام على الهوية الجنسية للأفراد لأن هذه الأخيرة هي نتيجة توجه ذاتي وبناء اجتماعي".

أضاف: "تحت ضغط هذه الإيديولوجيات التي أحياناً تناهض المسيحية علانية، تقوم بعض الدول باعتماد تشريعات تغير معنى الزواج والإنجاب والبنوة والعائلة من دون الأخذ بالاعتبار الحقائق الأنثروبولوجية الأساسية التي تبني العلاقات البشرية".

وشجب قائلاً بأن "هناك العديد من المنظمات العالمية التي تشارك في هذا التيار المدمر للزواج والعائلة وتعمل لصالح بعض مجموعات الضغط المنظمة التي تسعى وراء مصالحها الخاصة على حساب الخير العام. إن الكنيسة الكاثوليكية تدين بشدة هذه التيارات الثقافية التي تحظى بسهولة بدعم وسائل الإعلام الحديثة" ومن ثم تغير طبيعة الرجل والمرأة.

أمام هذه المشكلة، اقترح الكاردينال بعد مرور حوالي ثلاثة عقود إعادة الاطلاع على المقترحات التي قدمها يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "شركة العائلة" (22 نوفمبر سنة 1981).

ففي هذا الإرشاد، يعرف الحبر الأعظم "الزواج كاتحاد شخصي يقوم الزوجان خلاله بمنح ذاتهما وتقبل بعضهما"، على ما أوضح الكاردينال الكندي.

وأوضح أويللي: "في سبيل تعريف جوهر العائلة ورسالتها من أجل المحبة وليس أولاً من أجل الإنجاب، لا يمنح البابا تساهلاً مريباً للعقلية المعاصرة".

إنه يسعى إلى بلوغ "جذور الحقيقة عينها" مؤكداً على الاتصال الوثيق "بين المحبة الذاتية للزوجين ونقل الحياة". وبذلك تتوصل قيم الزواج الثلاث – التي هي الإنجاب والمحبة المخلصة واللاانفساخية – إلى إيجاد "محورها" في "المحبة الزوجية الخصبة".

وقد استمع إلى مداخلة الكاردينال أويللي حوالي 8 آلاف شخص في مركز معارض كائن غرب مدينة مكسيكو،  كما استمع إليها أيضاً على الإنترنت آلاف الأشخاص الذين تسجلوا عبر هذه الوسيلة في دورات     المؤتمر اللاهوتي الرعوي الذي يجري ضمن اللقاء العالمي السادس للعائلات المنعقد في مدينة مكسيكو.

نقلته من الإسباتية إلى العربية غرة معيط (ZENIT.org)

 

العائلة هي مدرسة محبة

مدينة المكسيك، الخميس 15 يناير 2009 (Zenit.org).

أين يبدأ  المرء بالتعرف على قيم الحياة في حضارة تبدو معادية للحياة، وتفضل ثقافة الموت؟

الجواب الأكيد على هذا السؤال بحسب هيلين لا ألفاري هو العائلة.

جاء تصريح لا ألفاري، مستشارة المجلس الحبري للعائلة، وأستاذة القانون في جامعة جورج ماسون في مداخلتها بعنوان: "العائلة وقيم الحياة البشرية"، في إطار اللقاء العالمي السادس للعائلات.

تحدثت الأستاذة عن تناقض كبير بين تعليم الكنيسة حول الحياة، والخيارات السياسية في الدول، وفي المنظمات المحلية والدولية. وأشارت أن الهوة القائمة بين هذين الموقفين تعود إلى "تقدير غير كافٍ لمعنى الحياة عينها: كخدمة حب، وموت على الأنانية، وسبيل لإيجاد الذات.

مدرسة حب

وتساءلت عن السبيل التي يمكن من خلالها التقرب من المؤسسات التي تسيطر على الرأي العام العالمي، لحضها على احترام كل حياة بشرية، واقترحت البدء من الإطار العائلي.

بالنسبة للقسم الأكبر من الناس، العائلة هي "المكان الذي يتعلمون فيه أن يحبوا أو ألا يحبوا. وبالتالي، إذا لم نتوصل إلى فهم مضامين الحب النبيه، والأمين والسخي من قبل عائلتنا في سن يسبق سن النضج، سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن نفهم مسألة إعطاء الحب وتقبله".

وبهذا المعنى تحدثت لاألفاري عن العائلة كـ "مدرسة حب". وشرحت أن الزواج "يدفعنا إلى إدراك قيمة ومعنى التناسل والإنجاب؛ ونجد أنفسنا في وسط المغامرة الجبارة والمثيرة المتمثلة بعيش حبنا الذي يعطي حياة جديدة".

كما وأوضحت أن الزواج يقدم الأرضية المناسبة من "الالتزام الطويل الأمد الضروري لتربية الأولاد حتى سن النضج".

ثم أضافت قائلة: "العائلة هي المكان الذي يتعلم فيه الأفراد دروسًا هامة في الحياة: نجد في العائلة النموذج الأول لبناء الجسور بين الذكر والأنثى، بين الشباب والمسنين، وبين شخصيات مختلفة".

في الأخذ والعطاء بين أعضاء العائلة نتعلم أن نصوغ الخصائص الأنثوية والذكورية. ونتعلم معنى الوصول إلى حل وسط، ومعنى التضحية والمشاركة. بكلمة "نتعلم ما يبدو على الدين عندما يعاش".

في العائلة، يتم تناقل الحضارة، والثقافة والقيم، ويتم نقل الإرث الاجتماعي والقدرات العملية الضرورية للعيش المستقل.

هذا وذكرت الأستاذة ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني: "العائلة هي المكان الذي نلتقي فيه أول نظرة إلى طبيعة الله ونوعية حبه".