القتل الرحيم إنكار لكرامة الإنسان ولقوة الحب

الموت الجسدي ليس الكلمة الأخيرة

الناطق باسم الفاتيكان يعلق على موت إلوانا إنغلارو

 

روما، الثلاثاء 10 فبراير 2009 (zenit.org) – قال الناطق باسم الفاتيكان بأن موت إلوانا إنغلارو، البالغة من العمر 38 عاماً، وكانت في حالة غيبوبة نباتية منذ عام 1992 على أثر حادثة سير، ليس الكلمة الأخيرةحسب ما أفادت به وكالة h2onews.org

وقال الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، بأن موت إلوانا بنوية قلبية مساء أمس الاثنين، بعد أربعة ايام على وجودها في دار للعناية في شمال إيطاليا، حصل في الوقت الذي كان فيه مجلس الشيوخ الإيطالي يدرس مشروع قانون لمنع وقف تغذية إلوانا لإبقائها على قيد الحياة.

"إلوانا الآن تنعم بالسلام – قال لومباردي في كلمته عبر أثير إذاعة الفاتيكان – ونتمنى بأن تكون خبرتها حافزاً للجميع للتفكير حول طرق مسؤولة لمرافقة الاشخاص الأكثر ضعفاً، ضمن المحبة والعناية الجيدة والاحترام التام لحقهم بالحياة".

 "لا يمكن لموت إلوانا أن يتركنا في ظلال الحزن، للظروف التي حصل فيها"، تابع لومباردي، مشيراً الى أنه "ليس للموت الجسدي الكلمة الأخيرة في حياة المسيحي، وباسم إلوانا سنستمر في البحث عن طرق فعالة لخدمة الحياة".

من جهته ضم مجلس أساقفة إيطاليا صوته الى صوت لومباردي، داعياً الجميع الى الاعتناء بالحياة منذ لحظة الحبل بها وحتى الموت الطبيعي".

القتل الرحيم إنكار لكرامة الإنسان ولقوة الحب

رئيس الأساقفة اللاهوتي برونو فورتي: الحب قوي مثل الموت

بقلم روبير شعيب

روما، الثلاثاء 10 فبراير 2009 (Zenit.org).

 "إذا ما كان من صلاحيات القانون أن يقرر أن يمنع الماء والطعام عن شخص ما لقتله، معتبرًا هذا الأمر شرعيًا، أعتقد أن هناك هوة سحيقة تنفتح أمامنا، ونقطة سوداء توصم بوصمة عار تعايشنا الاجتماعي".

هذا ما كتبه برونو فورتي، رئيس أساقفة كياتي فاستو، بالقرب من روما، متحدثًا عن القرار القضائي الذي سمح بوقف تغذية المريضة، ألوانا إنغلارو، التي تعيش في حالة غيبوبة منذ 17 سنة.

وقد تساءل رئيس الأساقفة بضعة أيام قبيل وفاة ألونا مساء أمس: "من الرابح إذا ماتت ألوانا بهذا الشكل؟"

وأجاب: "بكل تأكيد لن تربح الكرامة البشرية، لأي شخص كان، مهما كانت حالته الجسدية والعقلية، الاقتصادية أو الاجتماعية، ومهما كانت جنسيته ولونه وتاريخه".

وأوضح فورتي في مقالته أن القبول بقتل شخص واحد يعني أن كرامة الكثير من الأشخاص المعوقين باتت موضع تساؤل، لا بل باتت في خطر داهم.

هذا وعبر رئيس الأساقفة عن وعيه لألم والد الفتاة، بيبينو أنغلارو، ولكنه أضاف: "إلا أني لن أفهم أبدًا قانونًا يسمح لطبيب أن ينهي حياة ألوانا".

"بالنسبة للمؤمن، تلك الحياة تأتي من الله وهو وحده يحق له أن يدعوها إليه. بالنسبة لمن لا يؤمن، هذا الشخص هو حي، حتى ولو أنه لا يتمتع بوعي ظاهري يمكنه أن تتواصل مع الآخرين. هو أخ أو أخت في الإنسانية".

"وهذا الأمر يكفي لكي يجعلنا نعتبر حياة هذا الشخص كمطلق يجب أن نتوقف أمامه باحترام، وعناية وانتباه محب".

"الحب يبدأ حوارًا لكان من دونه صمتًا ووحشة وعزلة"، "الحب يجعلنا نصغي إلى موسيقى لا تسمعها الآذان، ويجعلنا نقول كلمات لا تعرفها الشفاه. الحب قوي مثل الموت، يقول نشيد الأناشيد (8، 7)".

أما طريق الحوار التي من خلالها يتغلب المرء على الموت ليست الكلمات، بل التقارب: "اجعلني كخاتم على قلبك، كعلامة على ذراعك".