روما، الجمعة 13 فبراير 2009 -عن إذاعة الفاتيكان
صدر أمس الخميس البيان الختامي للقاء رؤساء المجالس الأسقفية في أوروبا الوسطى والشرقية وقد اجتمعوا الثلاثاء الماضي في زغرب عاصمة كراوتيا حول موضوع "رسالة الكنيسة في بلدان أوروبا الوسطى ـ الشرقية بعد 20 سنة على انهيار النظام الشيوعي 2009 ـ 1989". هو ثالث لقاء من نوعه بعد بودابيست عام 2004 وبراغ 2007، وقد نظمته رئاسة أبرشية زغرب ومجلس أساقفة كرواتيا بدعوة من الكردينال يوزيب بوزانيتش رئيس أساقفة العاصمة ونائب رئيس إتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا.
تبادل المشاركون في اللقاء ـ وكما جاء في البيان الختامي ـ شهادات كثيرة متعلقة بخبرات بلدانهم خلال الفترة الشيوعية، وأشاروا إلى أن الثقل النفسي لتلك المرحلة لا يزال يرافق المجتمعات مسببًا مناخًا من غياب الثقة وكراهيةً في بيئات متعددة، وتم التشديد بالتالي على ضرورة مساعدة الأجيال الجديدة على معرفة التاريخ الحقيقي وتخليد ذكرى جميع الذين أعلنوا استعدادهم للاستشهاد من أجل الإيمان.
كما وأكد المشاركون في الأعمال أن الشيوعية خلّفت جروحًا عميقة في حياة الأشخاص والمجتمع وتطرقوا لبعض التحديات الجسام أمام الكنيسة وأوروبا لاسيما في مجال العولمة وعلم الأحياء والسلام وبناء نظام عالمي جديد، وتم التشديد على أن الكنيسة مدعوة اليوم في أوروبا للتحاور مع الجميع وحماية حرية الضمير ومواجهة الإيديولوجيات الجديدة، وتم التذكير أيضًا بضرورة الاهتمام بالمسائل المتعلقة بحماية الحياة والعائلة وتربية الشباب والأطفال، وبالمصالحة داخل المجتمعات وبين الشعوب.
هذا وقرر رؤساء المجالس الأسقفية في أوروبا الوسطى والشرقية التشجيع على عقد مؤتمرات ولقاءات ذات طابعٍ تاريخي بنوع خاص، بغية تسليط الضوء على حقيقة حياة الكنيسة والمسيحيين خلال فترة الحكم الشيوعي، كما وعبّروا في ختام بيانهم عن قربهم من البابا بندكتس السادس عشر وكنيسة روما.