بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأحد 15 فبراير 2009 (Zenit.org).
في الإطار الحالي، يمكننا اعتبار خيار البابا بأن يزور الأراضي المقدسة "قرارًا شجاعًا". هذا ما قاله مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي في تعليقه على إعلان خبر زيارة الأب الأقدس بندكتس السادس عشر الوشيكة إلى الأراضي المقدسة.
ففي افتتاحية البرنامج الأسبوعي الذي يبثه المركز التلفزيوني الفاتيكاني، حلل الكاهن اليسوعي الإعلان عن زيارة بندكتس السادس عشر إلى الشرق الأوسط.
وستتضمن هذه الزيارة، بحسب مصادر فاتيكانية وإسرائيلية، زيارة إلى الأردن، إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وستتم على الأرجح في الأسبوع الثاني من مايو.
هذا وقد أعلن بندكتس السادس عشر شخصيًا عن هذه الزيارة في الثاني عشر من فبراير الجاري، لدى استقباله في مقابلة خاصة أعضاء مجلس رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة.
وأكد الأب لومباردي أننا "في صدد خبر سار". فالحج إلى أورشليم هو "رغبة كل إسرائيلي وكل مسيحي. فقد كان يسير الإسرائيليون القدامى نحو أورشليم وهم يرنمون الأناشيد؛ وقد توجه يسوع نفسه إلى أورشليم لكي يحقق بالتمام إرادة الآب".
أهداف الزيارة
أما الهدف ومعنى زيارة الأب الأقدس إلى الأراضي المقدسة، فهو – بحسب الأب لومباردي – "الحج إلى الأماكن المقدسة، أماكن اللقاء بين الله والإنسان التي طبعت تاريخ خلاصنا".
وأكد مدير دار الصحافة الفاتيكانية أن الأب الأقدس "يتوق قلبيًا إلى القيام بهذا الحج".
ورغم أنه سبق وزار الأراضي المقدسة، إلا أنه "يشعر بأهمية القيام بهذه الزيارة كرئيس جماعة مؤمنين، بحيث يستطيع المؤمنون أن يحجوا، باتحاد روحي به ومعه إلى الأماكن التي توجد فيها جذور الإيمان".
وذكر لومباردي أن البابا بولس السادس شاء أن تكون الأراضي المقدسة الوجهة الأولى لأسفار وزيارات الأب الأقدس الخارجية".
وقد تبعه البابا يوحنا بولس الثاني و "زرع بذور مصالحة ورجاء وسلام لا تُنسى".
وأعلن لومباردي: "لقد أتى الآن دور بندكتس السادس عشر. وخياره هذا هو خيار شجاع. فهناك عدم استقرار كبير في الحالة السياسية، وهناك اختلاف كبير في الآراء الداخلية حول مختلف المواضيع".
وتطرق لومباردي إلى الحرب الأخيرة مشيرًا التي "دمرت قطاع غزة، وجرحت شعبها بشكل عميق".
كما ولفت لومباردي إلى أن الزيارة تهدف إلى "جعل مسيرة السلام تتقدم في خطوات أكيدة وثابتة"، لافتًا إلى تناقص سوء التفاهم والشكوك الذي يعكر الحوار بين العالم العبراني والكنيسة الكاثوليكية.
وتابع: "إن زيارة أورشليم هي ضرورة. وما وراء كل الأسباب التي أشرنا إليها، هناك داعٍ أهم منها جميعها: وهو الصلاة في الأماكن المصيرية للصراع بين البغض والحب: في تلك الأماكن حيث يبدو أن المصالحة مستحيلة بشريًا".
البابا يذهب إلى أورشليم ليذكر باسم وبدعوة المدينة أن تكون "مدينة السلام"، مدينة اللقاء بين الشعوب، باسم إله الخلاص والسلام والحب للجميع".