الرماد في الكتاب المقدّس ورمزيّته

 

الرماد في العهد القديم

يعترف إبراهيم بضعفه أمام الربّ "أنا تراب ورماد" (تك18/27).

على كلّ إنسان ألاّ يستكبر بقلبه أمام الله لأنّ "جميع الناس ترابٌ ورماد"(سيراخ17/32).

يصير الرماد علامة توبة يجلس عليه الخاطئ "..وأندم في التراب والرماد" (أيوب42/6).

أو أيضًا يغطّي به رأسه "..يصرخون بمرارة ويحثون فوق رؤوسهم ترابًا ويتمرّغون في الرماد" (حز27/30).

وقد يأكله لشعوره بالشقاء والموت "أكلت الرماد مثل الخبز…" (مز102/10).

"ليجعل في التراب فمه عسى أن يكون له أمل" (مراثي3/29).

 

هكذا يكون الرماد العلامة الظاهرة للتوبة والاعتراف واستمطار الرحمة الإلهيّة.

 

"أربعا الرماد " ومسيرة الفصح

في بداية صومنا، يوم "أربعاء الرماد"، نتقدّم لوضع علامة التوبة على جباهنا: "أُذكر يا إنسان أنّك تراب وإلى التراب تعود".

بمسحة التراب هذه، بشكل صليب، ندخل في مسيرة توبة صاعدة بنا رمزيًّا إلى "أورشليم" حيث سيتمّ الاحتفال بفصح الربّ وسنشترك فعليًّا في فصح المسيح.

 

يسوع المنتصر على الخطيئة والموت "حمل الله الحامل خطيئة العالم".

سبق وأعلن الله على لسان النبيّ أشعيا: "روح السيّد الربّ عليّ لأنّ الربّ مسحني وأرسلني لأبشّر الفقراء… وأعزّي جميع النائحين وأمنحهم بدل الرماد تاجًا" (أش61/1-3).

ونحن ندخل عهدًا جديدًا بصليب المسيح: عهد النعمة حيث الربّ ألبسنا

 

بدل الرماد تاجَ محبّته

"..كالعريس الذي يتعصّب بالتّاج وكالعروس التي تتحلّى بزينتها.. كذلك السيّد الربّ يُنبت البرّ والتسبحة أمام جميع الأمم" (أش61: 10-11)

 

رسم على جباهنا بدل الرماد اسمه الحيّ

".. يُشاهدون وجهه ويكون اسمه على جباههم" (رؤ21: 4).

 

وهكذا ترتسم مسيرة الصوم أمامنا من البداية مسيرة فصحٍ، نقبل فيها برجاء مَن أحبّنا وبذل نفسه عنّا الدخول في صحراء الحبّ لنواجه وجهًا لوجه كلّ وحوش "الأنا" ونغلبها بطاعة المسيح فينا للآب.

 

ندعوك إلى التأمل أيضًا في تجارب يسوع في البريّة في متّى4: 1-11.