كتب حاتم سالم- اليوم السابع
نقلاً عن العدد الأسبوعى
سيجد التاريخ القبطى طريقه أخيراً إلى المناهج التعليمية لجميع الطلاب مسلمين ومسيحيين، هذا ما أكد عليه الدكتور يسرى عفيفى مدير مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، قائلاً إن الوزارة وافقت بشكل مبدئى على زيادة جرعة التاريخ القبطى فى كتب التاريخ، وذلك ضمن خطة تطوير المناهج التى تجريها الوزارة خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن العائق الوحيد أمام هذا التعديل، هو انقسام خبراء الوزارة حول الفكرة فمنهم من يرى إدخال فصل كامل داخل كتاب التاريخ المقرر على الثانوية العامة،يتناول حقبة التاريخ القبطى، فيما يؤيد فريق آخر – ومنهم عفيفى – انتقاء شخصيات من التاريخ القبطى وتدريسها للطلاب فى إطار كونها شخصيات عامة من التاريخ المصرى وليس على شكل حقبة منفردة..
وعلمت «اليوم السابع» من مصدر مطلع داخل لجان تطوير المناهج أن الاتجاه الثانى هو الأقرب للتطبيق مع جعل دروس التاريخ القبطى للقراءة فقط، وليست موضعاً للسؤال فى الامتحان كحقب تاريخية أخرى كعصر البطالمة…
مدير مركز تطوير المناهج برر تلك الخطوة المفاجئة، بأن الوزارة لجأت إلى ذلك بعدما زادت مطالبات مفكرين أقباط للوزير، بضرورة عدم تجاهل التاريخ القبطى فى المناهج، رغم أن حقبة التاريخ القبطى – والكلام مازال لعفيفى – لا تمثل جزءاً كبيراً من التاريخ المصرى بدليل عدم تدريسه بتوسع داخل أقسام التاريخ بكليات الآداب، وهو ما يرد عليه الدكتور باسم الشرقاوى الباحث فى التاريخ القبطى بقوله إن التاريخ القبطى يمثل حقبة طويلة فى التاريخ المصرى تصل إلى 700 عام امتدت من نهاية العصر البطلمى وحتى نهاية العصر البيزنطى، واستمر تأثيره فى التاريخ الإسلامى حتى القرن الثامن الهجرى، مشيراً إلى أن التاريخ القبطى حافل بأحداث مؤثرة فى تاريخ مصر، ويجب تدريسها للطلاب أهمها اضطهاد الامبراطورية الرومانية لأقباط مصر، ثم تحول أتباعها بعد ذلك إلى المسيحية، بجانب أهمية تدريس دور أقباط مصر فى التأسيس لمبدأ الرهبنة وإنشاء الأديرة، وهذه الأحداث يدرسها بتوسع طلاب السنوات النهائية بأقسام التاريخ بالجامعات المصرية وكذلك طلاب كليات الآثار…
زيادة جرعة التاريخ القبطى تأتى ضمن عدة تعديلات تجريها الوزارة فى المناهج، ووصفتها مصادر مطلعة بأنها تعديلات «حساسة»، فقد تضمنت، بجانب تدريس التاريخ القبطى، مقترحاً باستبدال مادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية بمادة تجمع القواسم المشتركة بين الأديان وتسمى مادة «الدين والحياة»، وهو ما لم يلق قبولاً داخل لجان تطوير المناهج ومازال محلاً للبحث، فيما أجمعت اللجان على مقترح بتخفيف جرعة الآيات القرآنية داخل كتب اللغة العربية احتراماً لمشاعر الطلاب المسيحيين الذين يضطرون لحفظها إجبارياً خشية أن تكون موضعاً للأسئلة فى الامتحان وهو ما يشكل ضغطاً عليهم…
القرار المفاجئ للوزارة استقبله الخبير التعليمى د. كمال مغيث بتحفظ، خشية أن تكون الأجزاء المضافة من تاريخ الأقباط، ليست موضعاً للسؤال بالامتحان، لأن الجزء الموجود حالياً فى كتاب التاريخ عن الأقباط، والذى لا يتجاوز 6 صفحات – ليس موضع امتحان وإنما للقراءة فقط، مؤكداً أن الخطوة فى حد ذاتها مشجعة، لكنها تأخرت طويلاً بسبب تطرف مستشارى المواد المسيطرين على لجان وضع المناهج…